ما هي المحطات التي شهدها العراق خلال العام 2023؟
عام 2023 كان عاماً حافلاً على العراقيين إذ شهد سلسلة أحداث سياسية واقتصادية متعددة، تركت أهله بين متفاءل بالعام المقبل ومتمسك بإمكانية الحلحلة، وآخر متشاءم لا يرى إلا سواد الوضع السياسي وانسداد الأفق.
في مطلع العام بدا أن الطريق مفتوحاً أما رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الذي حاز على دعم “التيار التسنيقي”، وغاب منافسه تيار الصدر عن البرلمان والحكومة، لكن الاضطرابات السياسية والاقتصادية والانقسامات في الداخل العراقي لم تحمل التغيير المنتظر في عهد السوداني.
أما بالنسبة لانتخابات مجالس المحافظات التي حصلت مؤخراً بعد انقطاعها لأكثر من 10 سنوات، فكانت نتائجها مخيّبة نوعاً ما، خصوصاً أن العراقيين محبطون لجهة التغيير الذي قد تحمله هذه المجالس لأنها غالباً ما تنطوي على الفساد وتعتبر معقلاً له.
هذه التحديات التي عاشها ويعيشها العراق، المثقل بتداعيات الإرهاب وأعمال العنف والانقسامات الطائفية والسياسية التي حدثت في السنوات الماضية، كانت محور حلقة استديو الآن، والتي قامت بجولة على أبرز الأحداث العراقية وكان عنوانها الأساسي حصاد العام 2023 بالعراق.
عام الهزات السياسية والاقتصادية
حول هذا الموضوع، قال الباحث العراقي في الشأن السياسي والأمني ورئيس مركز المورد للدراسات والاعلام نجم القصاب، إن عام 2023 لم يكن عام استقرار ولم يكن عامًا تتخلله مشكلات كثيرة كما كان البعض يتوقع.
ورأى في حواره مع “ستديو أخبار الآن”، أن عام 2023 شهد نوعاً من الهزات السياسية والاقتصادية خصوصاً بعد وصول الدولار إلى 168 ديناراً عراقياً، الأمر الذي أزعج وأقلق كل العراقيين.
وتحدّث “القصاب” عن نتائج انتخابات مجالس المحافظات، مشيراً إلى أن نتائجها أثبتت للمواطن العراقي وللعملية السياسية أن الأحزاب الموجودة في السلطة هي مرفوضة من قبل كل المكونات.
ولفت إلى أنه كان هناك شخصًا أو شخصين داخل الإطار التنسيقي ممن أصرّوا على إجراء الانتخابات لأنه لا يوجد من يمثلهم في أغلب المحافظات.
وشدد على أن نسبة المشاركة الحقيقية في الانتخابات لم تتجاوز الـ20% فيما كان الرفض أكثر من 80%.
انتخابات مجالس المحافظات لقّنت الكتل السياسية درساً
من جهته، رأى الباحث والمحلل السياسي الدكتور عائد الهلالي أن الانتخابات الأخيرة لقّنت الكتل السياسية الكلاسيكية درساً بليغلًا، معتبراً أن ما حصلت عليه من نتائج متدنية على الرغم من انها حصلت على المراكز الاولى في جميع المحافظات لا يعني انها فائرة في الانتخابات.
وقال في حواره مع “ستديو أخبار الآن”: “رأينا هزيمة الكتل السياسية الكلاسيكية في 3 محافظات أمام الشباب الموجودين في هذه المحافظات والذين حققوا نتائج ترفع لها القبعة”.
وأضاف: “هذا يعني ان هؤلاء الشباب انتهجوا استراتيجية بموجبها استطاعوا الوصول الى قلب الناخب العراقي، الذي ذهب الى مؤازرتهم ودعمهم”.
وأكّد أن “على الجميع أن يكون جزءاً من بناء وصناعة الدولة العراقية” متحدثاً عما “تحقق من إنجازات ملموسة على مستوى الخدمات وفرص العمل والإعانات الإجتماعية التي قدمتها حكومة محمد شياع السوداني”.
ورأى أن الكل مطالب بركوب سفينة السوداني والتماهي مع مشروعه.
واعتبر أن الكتل السياسية المتواجدة في السلطة نشرت غسيلها أمام الآخرين والمعارضة تترقب ما يجري على الساحة السياسية.
وكانت انتخابات مجالس المحافظات الأولى قد أجريت منصف شهر كانون الثاني/ديسمبر، حيث جرت من دون التيار الصدري، أحد أبرز التيارات السياسية في العراق بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بعدما أعلن مقاطعة الانتخابات التي تقام في 15 محافظة.
وخيّمت حالة من الإحباط على الرأي العام إزاء الانتخابات في البلاد التي يقطنها 43 مليون نسمة والغنية بالنفط لكن مؤسساتها تعاني من فساد مزمن.
وبلغت نسبة المشاركة في هذه الانتخابات 41% بحسب أرقام رسمية أعلنتها المفوضية العليا للانتخابات، أي ما يعادل 6,6 ملايين ناخب من أصل 16,1 مليونا يحقّ لهم التصويت.