إسرائيل تريد السيطرة على محور فيلادلفيا بين قطاع غزة ومصر

برز الحديث عن محور فيلادلفيا الحدودي بين قطاع غزة ومصر إلى الواجهة مجددا في أعقاب حديث رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، عن ضرورة السيطرة على المحور بشكل كامل بعد مرور نحو 3 أشهر على الحرب مع حماس.

في خطوة يراها الإسرائيليون تهدف إلى ضمان عدم دخول أسلحة إلى غزة، بينما يعتبرها مراقبون مسألة “معقدة” ومجرد “محاولة لإرضاء اليمين الإسرائيلي”،

وفيما لم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي مصري على تصريح نتنياهو، تكثر التساؤلات حول طبيعة التصريح وخيارات القاهرة في الرد على أي تحرك من هذا النوع وكذلك مستقبل اتفاقية السلام مع إسرائيل.

ميدانيا قال مسؤول إسرائيلي إن بلاده تسحب بعض قواتها من غزة في إطار التحول إلى عمليات تركز أكثر على تصفية حماس، فيما يؤكد الجيش ان الحرب مستمرة طيلة العام الحالي، كذلك عاد التخوف من خطط التهجير القسري لسكان القطاع مع تأكيد نتنياهو رفضه لعودتهم إلى شمال غزة.

فيما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن هذه المنطقة الحدودية بين غزة ومصر ينبغي أن تكون تحت سيطرة إسرائيل.

أسئلة عديدة تتمحور حول هذا الموضوع الذي كان محور النقاش في حلقة اليوم من برنامج ستديو أخبار الآن.

لماذا الصمت؟

حول هذا الموضوع قال مستشار كلية القادة والأركان في مصر اللواء محمد الشهاوي ” أعتقد أن نتنياهو يقفز إلى الأمام فهو لم يحقق أي من أهدافه من خلال القضاء على حماس على الرغم من إطلاقه آلاف القنابل والمتفجرات، إضافة أنه لم يستطع تحرير كامل الرهائن بالقوة وبالتالي كان هناك هدنة قبل ديسمبر وكل هذا لإرضاء الجبهة الداخلية واليمن المتطرف”.

تعليقات نتنياهو حول محور فيلادلفيا الحدودي.. سعياً للسلام أم لإرضاء اليمن الإسرائيلي؟

وأكمل “هناك معاهدة سلام ين مصر وإسرائيل، فمحور فيلادلفيا موجود في الأراضي الفلسطينية وكان تحت سيطرة إسرائيل حتى عام 2005 وهناك اتفاقات لن يستطيع أن يتواجد في هذا المحور ولا قوات عسكرية لأن هناك معاهدة سلام إضافة لعدم قدرة إسرائيل على بناء الإنشاءات الهندسية لأنه سيكون بمنطقة عادلة لا توجد بها أي قوات”.

الضغط على اليمين

في هذا السياق،  قال الباحث المتخصص بالشأن الإسرائيلي فتحي بوزية “نتنياهو عينه على الناخب الإسرائيلي ويريد توجيه رسالة للناخب أن خطابه وسقف مطالبه عالٍ أيضاً وأكثر من غانتس الذي يتقدم كثيراً باستطلاعات الرأي وأكثر من وزير دفاع”.

إسرائيل

وأضاف “الولايات المتحدة حتى هذه اللحظة وحسب رأي الكثير من المتابعين والمحللين فهي الآمر الناهي وإن بدا على السطح أن نتنياهو يختلف مع الإدارة الأمريكية”.

بموجب معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية لعام 1979، هذا المحور هو منطقة عازلة كان يخضع لسيطرة وحراسة إسرائيل قبل أن تنسحب الأخيرة من قطاع غزة عام 2005 فيما عرف بخطة “فك الارتباط”.

وفي نفس العام وقّعت إسرائيل مع مصر بروتوكولًا سُمي “بروتوكول فيلادلفيا”، لا يلغي أو يعدل اتفاقية السلام، والتي تحد من الوجود العسكري للجانبين في تلك المنطقة، لكن البروتوكول سمح لمصر بنشر 750 جنديا على امتداد الحدود مع غزة، وهي ليست قوة عسكرية بل شرطية لمكافحة الإرهاب والتسلل عبر الحدود.

بعد عامين سيطرت حركة حماس على هذا الممر الشائك الذي لا يتجاوز عرضه مئات الأمتار، وذلك بعد سيطرتها على القطاع، ومع تضييق الخناق الإسرائيلي على غزة تجاوز الفلسطينيون هذا الممر والسياج الحدودي ليعبروا إلى الجانب المصري.