هل تلجأ الصين لغزو تايوان بعد وصول لاي تشينغ المؤيد للاستقلال إلى رئاسة الجزيرة؟
في ما اعتبر رسالة تحد للصين، انتخب التايوانيون المرشح المؤيد لاستقلال الجزيرة لاي تشينج تي رئيساً للبلاد لأربع سنوات قادمة، وينتظر أن يكمل لاي مسيرة الرئيسة الحالية تساي إنج ون، التي شهد عهدها فترات من التصعيد مع بكين المصممة على إعادة التوحيد مع تايوان.
ودعت تايوان الصين إلى “مواجهة الواقع” واحترام نتائج الانتخابات الرئاسية، من جهتها، حذّرت الصين من عقاب “قاسٍ” لأي توجهات استقلالية في الجزيرة، غداة تأكيدها بعد فوز لاي أن “إعادة التوحيد” مع تايوان “حتمية”.
وحول إمكانية استخدام العسكري الذي لطالما لوحت به بكين يقول الإعلامي الصيني وعضو مجلس الادارة للجمعية الصينية لدراسات الشرق نادر روج هوان لـ”ستوديو أخبار الآن“: “المكانة القانونية لتايوان لم تتغير بعد هذه الانتخابات فهي جزء من البر الرئيسي وحزء من الصين”
وتابع: “الصين ستبذل كل ما في وسعها من أجل خيار التوحيد السلمي لتايوان فهو لايزال الخيار الأول بالنسبة لها”
ويكمل : “أما في حالة فقدان الأمل بهذا الخيار أو إعلان تايوان الانفصال والاستقلال أو حصول أحداث كبرى تؤدي للانفاصل فالخيار العسكري لابد من أن يستخدم من اجل الحفاظ على سيادة الدولة ووحدة أراضيها”
ويشير إلى أن “الصين لاتريد حصار تايوان اقتصادياً إنما الاندماج والتنمية المشتركة”
تكرار تجربة روسيا
وحول إمكانية أن تكرر الصين تجربة روسيا وتغزو تايوان يستبعد الخبير في العلاقات الدولية الدكتور مجيد بودن هذا الخيار بالقول: “الصين لن تجتاح تايوان في المنظور القريب”
ويكمل: “في الصين هناك فلسفة مختلفة عن روسيا فيما يتعلق بالغزو العسكري، فروسيا تتبع أوامر بوتين خاطئة كانت أم صحيحة”.
وتابع: “الصين تريد أن تعزز نفسها وتنظر لمستقبل أطول وأبعد كما أن هناك قيادة أكثر جماعية، وبالتالي لا أعتقد أنها ستقوم بمغامرة اجتياح تايوان كما فعلت روسيا في أوكرانيا”
واستطرد : “الصين تدرس نتائج ما قامت به روسيا في أوكرانيا حيث أنها أضعفت نفسها ورهنت اقتصادها لأجل بعض الكيلومترات التي اخذتها لأسباب أيديولوجية وقومية وبدون أي نتيجة كما أثرت على علاقاتها الدولية بشكل سلبي”
سلاح الاقتصاد
وحول قدرة الصين على الضغط اقتصادياً على تايوان يقول رئيس وحدة الاقتصاد ودراسات الطاقة بمركز الحبتور للأبحاث محمد شادي: “أدوات الصين للتأثير على تايوان اقتصادياً محدودة جداً حيث يعتمد الاقتصاد الصيني على أشباه الموصلات والشرائح التايوانية وبالتالي أي إضرار بالاقتصاد التايواني يعني وكأن الصين تطلق النار على قدميها”
ويكمل: “ما تستطيع الصين فعله هو تخيير المستثمرين بالاستثمار في الصين أو تايوان وهنا لدى الصين عوامل جذب أكبر”.
وأردف: “سيكون من المستغرب للغاية أن تتخذ الصين خطوات تصعيدية اقتصادية بهذه الوتيرة حيث أن تأثير هذا سيكون كبير على الاقتصاد الصيني الذي يعاني من مصاعب حالياً فيما يتعلق بالنمو والحفاظ على معدلات النمو”
وشددت الصين على أن “إعادة التوحيد” مع تايوان “حتمية”. وقال المتحدث باسم المكتب الصيني المسؤول عن العلاقات مع تايوان تشين بينهوا إن التصويت “لن يعوق التوجّه الحتمي لإعادة التوحيد مع الصين”، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء الصين الجديدة.
وقطعت الصين كل الصلات الرسمية مع الرئيسة تساي وحزبها في 2016، ولا يتوقع أن تبدّل من نهجها مع خلفها لاي، ما يرجح أن يستمر الجفاء بين الطرفين خلال الأعوام الأربعة المقبلة من ولايته.
ويبقى السؤال في الأيام المقبلة بشأن ما سيكون عليه الرد الصيني على فوز لاي، وما اذا سيبقى في إطار التعليقات السياسية والدبلوماسية، أو يتخطاها الى عرض كبير للقوة العسكرية.
ويقطن تايوان 23 مليون نسمة وهي تبعد 180 كيلومترا عن الساحل الصيني.
وستكون لأي نزاع في مضيق تايوان انعكاسات كارثية على الاقتصاد. فالجزيرة تؤمن سبعين بالمئة من أشباه الموصلات في العالم بينما يمر أكثر من خمسين بالمئة من الحاويات المنقولة في العالم عبر هذا المضيق.