أزمة المهاجرين تعود.. منظمة العفو تحض دولاً في أوروبا على تجنب إعادة اللاجئين
فكرة إعادة توطين طالبي اللجوء إلى أوروبا في بلد ثالث تفرض نفسها على الحكومات والبرلمانات الأوروبية لأسباب عديدة منها انتخابية واقتصادية واجتماعية وصعود اليمين المتطرف في أوروبا.
حيث لا تزال قضية المهاجرين غير النظاميين واحدة من أكبر المعضلات التي تواجهها الحكومات الأوروبية المختلفة. وقد أفرزت هذه القضية توترا في العلاقات البينية داخل الاتحاد الأوروبي، خصوصا بين دول البوابات مثل اليونان وإيطاليا من جهة، وبين الدول الأوروبية الداخلية ذات الاقتصادات القوية من جهة أخرى.
صعدت في السنوات الأخيرة ما سُميت “خطة أو مشروع رواندا،” التي لم تُترجم على أرض الواقع بعد، رغم تبنيها من 3 حكومات متتالية في المملكة المتحدة. الخطة البريطانية، رغم تعثرها، لا تزال تشكل محور الجهود الحكومية، رغم العقبات القانونية التي واجهتها على المستويين، الأوروبي والبريطاني.
لكن ما مصير هؤلاء المهاجرين إذا وصلوا إلى البلد الثالث؟
هل هي بلدان آمنة وقادرة على حماية المهاجرين؟ ولماذا تصر الدول هذه على التخلص من المهاجرين رغم شح القوى العاملة التي يمكن أن يوفرها المهاجرون؟
أسئلة عديدة تتمحور حول هذا الموضوع الذي كان محور النقاش في حلقة اليوم من برنامج ستديو أخبار الآن.
كثرة الحديث عن الموضوع
حول هذا الموضوع قال الكاتب والمحلل السياسي نزار الجليدي “في الواقع وراء هذه الحملة أشياء مكشوفة وغير مكشوفة، الجميع يعرف الآن أن هناك صعود لليمين المتطرف في أوروبا سواء كان في إيطاليا أو في فرنسا، أو وزيرة الداخلية التي سبقت في الحكومة البريطانية أو سوناك نفسه الذي يحمل الكثير من اليمينية المتطرفة في جعبته السياسية”.
وأكمل ” إعادة الحديث عن إعادة التوطين هو فقط للتخفيف من حدة قدوم هؤلاء المهاجرين وأن أوروبا أمام أزمة اقتصادية حقيقية خاصة بعد أن تأثرت جراء الحرب الروسية الأوكرانية وبعد أن أصبحت موازين تجارتها نافذه وليس قادرة على الإنتاج وأن تكون ذاهبة إلى التفقير”
لماذا رواندا؟
وفي هذا السياق، قال عبدالله النوفل مستشار العمل الإنساني ” الموضوع بما يخص الدولة المختارة يعتمد على العلاقات بين الدول، بريطانيا لديها علاقات قوية مع رواندا، ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير عمل كمستشار للرئيس الرواندي فترة جيدة، لذلك وجود هذه العلاقة تؤدي للوصول لهذا قرار من دون وجود معارضين له”.
وأضاف ” هناك جدل في بريطانيا، لكن لن نسمع عن جدل في رواندا لذلك أنت بحاجة لدولة شبيهة بالديكتاتورية لا تحوي على منظمات إنسانية أو حقوقية أو عمل مدني ترفض ولا حتى معارضة للدولة المستضيفة وتكون عبارة اتفاق بين الحكومة المستضيفة ومثلا البريطانية، لذلك نرى أنه لايوجد معارضة في رواندا والحديث كله في بريطانيا”.
وأكمل ” تم النقاش مع تركيا وتقديم عرض لها مقابل توطين اللاجئين لكنها رفضت لأسباب اقتصادية وكونها أصلا تحوي أكثر من 4 ملايين لاجئ من عدة دول وهي تعمل على ترحيل اللاجئين بالأساس وتم الرفض على هذا الأساس”.