الهلال الأحمر الفلسطيني: نواجه صعوبات تتعلق باستمرار شح المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة

لم تنتظر إسرائيل وأهم الدول الغربية المانحة نتائج التحقيقات بخصوص تورط بعض موظفي وكالة الأونروا في غزة، بهجمات حماس في السابع من أكتوبر الماضي وقاموا بتعليق المنح المالية للوكالة.

الأونروا هي وكالة أممية معنية بتقديم المساعدات والدعم إلى الفلسطينيين في الداخل والخارج ويعتمد عليها سكان غزة بشكل شبه كامل وهم الآن بأمس الحاجة لها بعد الحصار المفروض على القطاع والحرب الدائرة هناك.

هذه الخطوة وصفها رئيس الوزراء الفلسطيني بالصادمة وغير المبررة وتنتهك حقوق الإنسان وهي وسيلة للضغط على سكان غزة وتهجيرهم.

وإلى ذلك، لماذا اختارت الدول مقاطعة الأونروا في هذا التوقيت؟، ولماذا استبقت هذه الدول نتائج التحقيقات؟، وهل هي وسيلة للضغط على حماس أم على الفلسطينيين؟، وهل الغاية منها تهجير سكان القطاع؟.

أيضًا.. كيف ستتعامل الأونروا مع هذا التطور الخطير؟، وما موقف الأمين العام غوتيريش الذي تتهمه إسرائيل بالانحياز لصالح فلسطين وما هو بديل الوكالة؟.. هذا ماناقشناه في حلقة اليوم من برنامج “ستديو أخبار الآن“.

المساعدات غير كافية

وحول هذا الموضوع، قالت الناطقة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، نبال فرسخ، خلال استضافتها في برنامج “ستديو أخبار الآن“، إن: “الأوضاع على الأرض بحاجة إلى تدخل من قبل المجتمع الدولي”، مضيفة: “نحن كمنظمات إنسانية نواجه صعوبات كبيرة تتعلق باستمرار شح المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى القطاع، فهذه المساعدات لا تلبي الاحتياجات على الأرض، فهي لا تلبي 10% من المطلوب”.

وتابعت فرسخ: “لازالت إسرائيل تعرقل دخول المساعدات الإنسانية في القطاع، وتتحكم في الكميات التي يُمكن إدخالها”.

بعد اتهام الأونروا بارتباطها بحماس.. هل هناك مخطط لإنهاء دورها بعد حرب غزة؟

وأضافت: “المنظمات الإنسانية ليس لديها حق الوصول الآمن كي يتم إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع، بسبب استمرار القصف، ما يُشكل تحديًا كبيرًا على الأرض”.

وردًا على أبرز ما يحتاجه سكان غزة في هذا التوقيت، قالت الناطقة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني: “نحن بحاجة إلى كل شئ، فالأدولية ليست متوفرة، وحليب الأطفال كذلك، والطعام الذي يدخل قليل لا يكفي حاجة الناس”.

كما لفتت: “هناك نقص في الخيام بشكل كبير، والناس باتوا في العراء، ولا يوجد عدد كافٍ منها لإيواء هذا الكم الكبير من النازحين”.

مخطط لإنهاء دور الأونروا

من ناحيته، قال القيادي في فتح، عادل الغول، خلال استضافته في “ستديو أخبار الآن“، إن: “هناك مخطط لإنهاء دور وكالة غوث وتشغيل الفلسطينيين (الأونروا) بعد انتهاء حرب غزة”، مشيرًا إلى أن “هناك ارتباط وثيق باتهامات إسرائيل للوكالة وبين قرار محكمة العدل الدولية الأخير الذي أنصف الفلسطينيين”.

بعد اتهام الأونروا بارتباطها بحماس.. هل هناك مخطط لإنهاء دورها بعد حرب غزة؟

وأضاف الغول: “في أوائل ديسمبر من العام 2023، صُدر عن وزير الخارجية الإسرائيلي وثيقة سُربت إلى القناة الـ 12 الإسرائيلي، وهي وثيقة جاءت تحت بند (لا لوكالة الأونروا بعد حرب غزة)”.

وتابع: “الخطة الإسرائيلية تشمل عدة مراحل، وأولها أن تقوم إسرائيل بربط دور وكالة الأونروا بحماس، واعتبارها لها دور بدعم الأخيرة”.

تصفية قضية اللاجئن

ومن جانبه، قالت الأكاديمية والباحثة السياسية، تمارا حداد، خلال استضافته في برنامج “ستديو أخبار الآن“، إن: “عملية وقف تمويل الأونروا لها علاقة ودلالة سياسية تتعلق بتصفية قضية اللاجئين”، مشيرة إلى أن: “هذه الأموال سوف يتم تحويلها إلى دائرة الهجرة الدولية”.

بعد اتهام الأونروا بارتباطها بحماس.. هل هناك مخطط لإنهاء دورها بعد حرب غزة؟

وتابعت: “هذا إشارة إلى أن المخطط الذي له علاقة بالتهجير الطوعي أو الضمني للفلسطينيين في قطاع غزة، سوف يتماشى مع مخطط إسرائيل، تحديدًا داخل قطاع غزة”.

كما أشارت حداد إلى أن: “اتهام الأونروا، أرادت منه إسرائيل إحراج الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وأن إسرائيل إبلاغه بأن بعض موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطنيين، على روابط مع حماس ولديهم علاقة بهجوم الـ 7 من أكتوبر”.

تحذيرات يدلي بها المتحدث باسم وكالة الأونروا

وقالت وكالة اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) يوم الاثنين إنها لن تكون قادرة على مواصلة عملياتها في غزة وفي جميع أنحاء المنطقة بعد نهاية فبراير إذا لم يتم استئناف التمويل.

وأوقفت سلسلة من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا، تمويلها لوكالة المعونة في أعقاب مزاعم بأن 12 من موظفي الأونروا متورطون في هجمات 7 أكتوبر التي شنتها حماس في جنوب إسرائيل.

وقال متحدث باسم الوكالة: “إذا لم يتم استئناف التمويل، فلن تتمكن الأونروا من مواصلة خدماتها وعملياتها في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك في غزة، بعد نهاية فبراير”.