الشرق الأوسط بات أمام فترة عصيبة قد تعصف بأمنه مع استمرار حرب غزة

قال المدير العام لوكالة المخابرات الأميركية وليام بيرنز إن الأزمة التي اندلعت في 7 أكتوبر الماضي هي “بمثابة تذكير مؤلم بتعقيد الخيارات التي لا يزال الشرق الأوسط يفرضها على الولايات المتحدة”.

وأضاف: “لقد أمضيت معظم العقود الأربعة الماضية أعمل في الشرق الأوسط وفيه، ونادراً ما رأيته أكثر تشابكاً أو انفجاراً. لكن إنهاء العملية البرية الإسرائيلية المكثفة في قطاع غزة، وتلبية الاحتياجات الإنسانية العميقة للمدنيين الفلسطينيين الذين يعانون، وتحرير الأسرى، ومنع انتشار الصراع إلى جبهات أخرى في المنطقة، وتشكيل نهج عملي “لليوم التالي” في غزة، كلها مشاكل صعبة بشكل لا يصدق. وكذلك الأمر بالنسبة لإحياء الأمل في سلام دائم يضمن أمن إسرائيل وكذلك الدولة الفلسطينية”.

وتابع: “ورغم صعوبة تصور هذه الاحتمالات وسط الأزمة الحالية، فمن الأصعب تصور الخروج من الأزمة من دون متابعة هذه الاحتمالات بجدية”.

وشدد قائلاً: “مفتاح أمن إسرائيل والمنطقة هو التعامل مع إيران.. لقد شجعت الأزمة النظام الإيراني، ويبدو أنه مستعد للقتال حتى آخر وكيل إقليمي له، كل ذلك مع توسيع برنامجه النووي وتمكين العدوان الروسي”.

وأضاف “الولايات المتحدة ليست مسؤولة حصرياً عن حل أي من المشاكل الشائكة في الشرق الأوسط. ولكن لا يمكن إدارة أي منها، ناهيك عن حلها، من دون قيادة أمريكية نشطة”.

التصريحات الأمريكية وجدت صدى لها في المنطقة، خصوصاً مع التخوف من انفجار الوضع وتحول ما يجري في غزة إلى حرب إقليمية، وقد ناقشت حلقة اليوم من برنامج ستديو أخبار الآن هذه المعطيات.

حول ذلك قال الكاتب والمحلل السياسي د. منذر الحوارات: “بعد كورونا تبين أن العولمة بصيغتها التقليدية انتهت وبالتالي ظهرت العولمة المقننة حيث أن كل دولة تسيطر على ساحات معينة”.

وأكمل حديثه: “الشرق الأوسط من أهم الساحات والولايات المتحدة كانت قررت مغادرة الشرق الأوسط جزئياً، ووجدت لاحقاً أن الشرق الأوسط منطقة مهمة وفيها نفط وعندما أسيطر عليها أسيطر على مستقبل خصمي”.

ولفت إلى أن “إيران كانت سيطرت على مناطق في الإقليم وعندما وجدت واشنطن ذلك توجست من أن طهران ستخدم روسيا والصين وبالتالي إزاحتها عن هذه المناطق، لذا بدأت حرباً استزافية لمحاولة عقد صفقة معها”.

قنبلة تهدد الشرق الأوسط.. فهل سيشعل فتيلها أحد الأطراف المتحاربة؟

وتابع: “جاءت حرب غزة في غمرة المفاوضات الأمريكية الإيرانية، وقد وضعت الإيرانيين أمام كذبهم، والذين تنصلوا من ذلك”.

من جانبه أوضح مستشار كلية القادة والأركان في مصر اللواء محمد الشهاوي أن: “إيران لا تحارب ولكن أذرعها المسلحة تقوم بالمهمة”.

وأضاف: “حزب الله لديه ترسانة قوية من الأسلحة وخاصة الصواريخ البالستية”.

وواصل: “رغم المناوشات بين حزب الله وإسرائيل وما يقوم به الحوثيون من عرقلة الملاحة فإن الولايات المتحدة لا تستطيع توجيه ضربات لأنها تريد ألا يتسع الصراع لأنه عندها سيكون هناك خسائر كبيرة”.

قنبلة تهدد الشرق الأوسط.. فهل سيشعل فتيلها أحد الأطراف المتحاربة؟

وأسهب في فكرته: “الخسائر قد تشمل أهدافاً إسرائيلية وهي مواقع لتصنيع الأسلحة الكيميائية والنووية، ولو تم استهداف مثل تلك المواقع سيؤدي ذلك لقتل الكثير من الإسرائيليين”.

واعتبر أن “الحل الناجع لهذه الأزمة هو وقف إطلاق النار والاتجاه لهدنة طويلة وتبادل الرهائن”.

وكانت الغارديان البريطانية، نشرت مقالاً للكاتب المتخصص في الشؤون الخارجية سيمون تيسدال حول التوتر القائم في منطقة الشرق الأوسط وتبعات مقتل ثلاثة جنود أمريكيين، وجرح العشرات لدى استهداف قاعدة أمريكية في الأردن بطائرة مسيرة، وتوجيه الولايات المتحدة أصابع الاتهام إلى إيران.

تحت عنوان “هناك قنبلة هائلة تنتظر الانفجار في الشرق الأوسط، وعلى بايدن أن لا يُشعل الفتيل بمهاجماه إيران”، يقول الكاتب إن هجوم السابع من أكتوبر الذي شنته حماس على إسرائيل أشعل فتيلاً يحترق تحت الشرق الأوسط برمته، وإن قنبلة هائلة موصولة به، ويقصد بذلك حرباً مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، باتت على وشك الانفجار، بما لذلك من عواقب وخيمة.

ويقول الكاتب: “مع كل يوم يستمر فيه القصف الإسرائيلي غير المشروع لغزة، ومع كل تقدير جديد لعدد القتلى من الفلسطينيين بعشرات الآلاف، فإن الانفجار الكبير يقترب أكثر. كما أن العنف من البحر الأحمر إلى العراق وسوريا ولبنان، والذي يضم بشكل أساسي ميليشيات مدعومة من إيران ومؤيدة للفلسطينيين، يتعاظم بلا هوادة”.