ناشط حقوقي فلسطيني: المحتجزون في غزة “الورقة التفاوضية الأقوى” لدى حماس أمام إسرائيل
الخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية والخلافات بين قادة حماس في الداخل والخارج، يؤجلان التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن المقترح الفرنسي حول الإفراج عن الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة.
ومن ناحيته، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أي مقترح يفضي إلى وقف شامل للنار، والإفراج عن أسماء لسجناء فلسطينيين منهم مروان البرغوثي، وهو قيادي مهم لدى حركة فتح والذي تصر حماس على الإفراج عنه.
بالمقابل قادة حماس في الداخل وعلى رأسهم يحيى السنوار يطالب بوقف شامل وليس مؤقتا كما يطالب قادة حماس في الخارج.
وبين هذا وذاك يحمل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في زيارته الخامسة إلى المنطقة صفقة وصفتها صحيفة الغارديان بالكبرى تتضمن تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل بشرط إقامة دولة فلسطينية، وهنا يقع نتنياهو بحرج كبير، فرفضه لبنود الصفقة سيفقده الدعم الأمريكي وقبوله بالبنود، يتعارض مع أفكار حزبه الذي يرفض رفضًا قاطعًا لفكرة إقامة دولة فلسطينية.. فكيف تنظر إسرائيل إلى البنود المقترحة للاتفاق الجديد؟.. هذا ما ناقشناه في حلقة اليوم من برنامج “ستديو أخبار الآن“.
الأصعب على نتنياهو
وحول هذا الموضوع، قال المختص في القانون والعلاقات الدولية، د. رائد أبو بدوية، خلال استضافته في برنامج “ستديو أخبار الآن“، إن: “الأصعب على نتنياهو هو الإقرار بإقامة دولة فلسطينية”، مشيرًا: “إذا أقر نتنياهو بقبوله بإقامة دولة فلسطينية، فهذا لا يعني انتهاء ائتلافه الحكومي، وهذا يعني انتهاء حياته السياسية”.
ولفت أبو بدوية في معرض حديثه: “لا أعتقد أن نتنياهو سيتمكن من تجاوز العقبات أمامه”.
كما أضاف: “حتى اللحظة ما يُسمى بشبكة الأمان، التي عرضها نتنياهو لتوفيرها لزعيم المعارضة يائير لبيد في الكنيست، هي مؤقتة ومرتبطة فقط بموضوع إتمام الصفقة، فيما يرفض لبيد الدخول في الائتلاف الحكومي، كما أن نتنياهو لا في استمرار لبيد في حال دخل مجلس الحرب”.
وأوضح المختص في القانون والعلاقات الدولية: “أعتقد أن الطرح الأمريكي الخاص بإقامة دولة فلسطينية، له أكثر من غاية، فالإدارة الأمريكية لا تنتظر موفقة حكومة اليمين على ذلك حاليًا، فيجوز الحديث عن ذلك مرتبط بما بعد فترة نتنياهو”.
وفي هذا الصدد، أكد: “أعتقد أن الولايات المتحدة تطرح ذلك لغايات مرتبطة بالداخل الأمريكي، من أجل حصد أصوات الكثيرين في الحزب الديمقراطي من الشباب والأقليات ممن عارضوا الحرب في غزة، كما تستخدم أمريكا هذا الطرح، بهدف إنجاز سياساتها الخارجية المتعلقة بالشرق الأوسط.
الورقة التفاوضية الأقوى
من ناحيته، قال الإعلامي والناشط الحقوقي الفلسطيني، هشام شرباتي، خلال استضافته في “ستديو أخبار الآن“، إن: “مسألة تبادل المحتجزين في غزة، تُعد الورقة الأقوى لدى حماس، فإذا أطلق سراح الأسرى فذلك يُفقد حماس الورقة التفاوضية الأقوى لديها أمام إسرائيل”.
وأضاف: “نعلم أن حماس غيرت قياداتها أكثر من مرة فيما تُعد مسألة إنهاء الحرب مهمة جدًا بالنسبة لها”.
الإصرار على وقف شامل لإطلاق النار
ومن جانبه، قال الكاتب الصحافي والمحلل السياسي، د. صلاح العبادي، خلال استضافته في برنامج “ستديو أخبار الآن“، إن: “الحرب في غزة تجاوزت الـ 120 يومًا، وحماس تُدرك تمامًا أنه ليس من مصلحتها إلا أن تطلب وقفًا شاملًا لإطلاق النار، كون الهدن الإنسانية لا تخدم الشعب الفلسطيني وقطاع غزة”.
كما أضاف العبادي: “الجيش الإسرائيلي اُستنزفت قدراتها خلال الفترات الماضية، وتكبد خسائر فادحة سواءً على الصعيد البشري أو المادي، وبالتالي فإن ورقة الضغط الآن هي بيد حماس، وإذا أرادت أن تستثمر هذه الورقة، عليها أن تصّر على وقفٍ شامل لإطلاق النار”.
تظاهرات في إسرائيل
وتظاهر آلاف الأشخاص في أجزاء من إسرائيل، للمطالبة بتغيير الحكومة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المتبقين في غزة، ففي بلدة قيسارية الساحلية، احتشد المتظاهرون تحت المطر قبل أن يسيروا نحو أحد المساكن الخاصة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وفي تل أبيب، تجمع المتظاهرون في ميدان هابيما للمطالبة بإجراء انتخابات فورية في عطلة نهاية الأسبوع الثالثة على التوالي من المظاهرات التي تستهدف نتنياهو وحكومته بشكل مباشر، ولوح العديد منهم بالأعلام الإسرائيلية ورفعوا لافتات عليها صور الرهائن الإسرائيليين، ودعوا الحكومة إلى “إعادتهم إلى وطنهم”.
إلى ذلك حذر وزير الخارجية المصري سامح شكري، من خطورة تفاقم الأوضاع في المنطقة “جراء استمرار حرب إسرائيل على غزة”.
وقال شكري خلال مؤتمر صحفي جمعه بنظيره الفرنسي ستيفان سيجورنيه، إن “ما نشهده من تهديد للملاحة في البحر الأحمر والأوضاع العسكرية في سوريا والعراق ولبنان كلها تنذر بتفاقم الوضع”.
كما أكد وزير الخارجية المصري على الاستمرار في التعاون المشترك مع فرنسا لمواجهة التحديات المشتركة.