الكشف المبكر عن السرطان أحد أكثر الأمور التي تركز عليها فرق الرعاية الصحية
يعتبر مرض السرطان أحد أكبر الأسباب الفتاكة لحياة الإنسان، إذ تبلغ نسبة الوفيات جراءه 1 من كل 6 وفيات.
وعندما يُنظر إلى التكلفة العالية التي تتكبدها الحكومات لعلاج السرطان، وحجم الألم والتعب النفسي للأفراد المصابين وعائلاتهم، يتوجب على الجميع أن يجعلوا في كل شهر يوماً عالميّاً للسرطان، وليس يوماً واحداً في العام، كما يتوجب تشجيع كل من يسهم في الوقاية أو الحصول على علاجات سريعة لهذا المرض الذي يفتك بكل شيء عندما يحل بجسد أحدهم.
ومن أبرز تحديات مكافحة السرطان عدم انتشار الوعي الكافي بأهمية الوقاية من هذا المرض، والكشف المبكر عنه عند الأفراد.
ويُعتبر الوصول إلى العلاج تحدياً جدّياً، إذ إن بعض المجتمعات قد يصعب فيها الوصول إلى العلاج والرعاية الصحية بسبب العوامل الجغرافية والمالية. وفي جانب البحث والتطوير لا تزال الحاجة ماسة إلى مزيدٍ من الابتكار والاستثمار في هذا المجال.
حول ذلك تحدث أستاذ طب الأورام دكتور حيدر حمزة في حلقة اليوم من برنامج ستديو أخبار الآن وقال إن “طبيعة الحياة المتغيرة ترتبط مع العديد من الأمراض بما فيها السرطان”.
وأضاف أن “القضية مرتبطة بالجانب الوراثي والجيني أيضاً”.
وتابع حديثه: “مع تحديد الخارطة الجينية للأورام بدأت الكثير من الدول التركيز على البصمة الجينية لأنها تقدم الكثير من الإجابات”.
وأكد أن “بيئة الإنسان الداخلية يمكن أن يكون لها ارتباط بمرض السرطان”.
وأوضح أن “الشيء المبشر هو نسب الشفاء، والارتباط الجيني يمكن أن يقول لنا الإجابة الدقيقة”.
ولفت إلى أنه “مع تقدم الأبحاث الجينية فإن ذلك سيعطينا فرصة للكشف المبكر عن السرطان، ولاحقاً يمكن أن نعرف من في العائلة مرشح للإصابة بهذا المرض”.
من جانبها أكدت صاحبة مبادرة جرعة سعادة سمية الكعبي أن “مبادرة جرعة سعادة ضميتها لجمعية الإمارات للسرطان والتي يترأسها الشيخ سالم بن ركاض العامري”.
وتابعت: “أي شيء يخص مرضى السرطان فأنا معاهم وأقدم الخدمة لهم”.
وأضافت: “دائماً نتكلم عن البحث المبكر، لأن هناك اعتقاد من قبل أن حالات الإصابة تشمل من هم فوق 40 عاماً ولكن مع الأسف شاهدت حالات في عمر الـ 20 خلال 4 سنين”.
كما شددت على “الدولة ليست مقصرة وهناك أبحاث وبرامج تنزل لتقي من الوصول إلى مرحلة صعبة”.
ودعت الناس لـ “الاطمئنان على أنفسهم بصورة دورية”.
وأكدت أن “مريض السرطان يمكن أنه كان على رأس عمله وهنا لن يستطع الإكمال وهنا يأتي دور الجمعية”.
تشخيص السرطان
يبدأ الطبيب عادة بالفحص البدني، ويستعين بالفحوص المخبرية وصور الأشعة لإثبات التشخيص وتأكيد الأعراض، وتلعب الخزعة -إزالة قطعة من النسيج لفحصها في المختبر- دوراً رئيسياً في تشخيص المرض، إذ يجمع الطبيب عينة من النسيج السرطاني وإرسالها إلى مخبر التشريح المرضى لإجراء فحوص دقيقة وتخصصية تستخدم فيها الملونات والواسمات لتؤكد وجود الخباثة في الورم أو أنه مجرد ورم حميد.
ويتمحور كثير من الأبحاث الآن حول الكشف المبكر للسرطان، إذ إن الكشف المبكر يسهم في درء دخول متاهات العلاج المطول والكيماوي أو الإشعاعي، وتُستخدم في عمليات الكشف المبكر الوسائل نفسها التي تستخدم في التشخيص، ويُضاف إليها بعض الإجراءات الخاصة، مثل تحاليل نوعية للكشف المبكر عن سرطان البروستاتا، أو التصوير الدوري للثدي للنساء بعد عمر معين.
ولا علاقة للأورام بالسن، فكما هو مُتفق على أن السرطان يصيب الأعمار فوق 55، تزداد أيضاً حالات الإصابة ببعض الأنواع السرطانية عند الأطفال.
كما أن أنماط الحياة الحديثة، مثل الكسل وقلّة ممارسة الرياضة وشرب الكحوليات والتبغ أو العلاقات غير الشرعية، كلها من محفزات الأورام، كما أن الوراثة تسهم بما نسبته 10% من الأسباب المؤدية إلى الأورام.
بدوره قال استشاري الأمراض السرطانية د. مهند دياب: “لم نعرف تفسير هبوط السرطان للأعمار الصغيرة”.
واضاف: “منذ 4 سنوات شخصنا إصابة أصغر فتاة بسرطان الثدي وكانت تبلغ فقط 8 سنوات، وشكل الموضوع لنا إرباكاً إذ أننا غير مؤهلين لتقديم جرعات كيميائية لهكذا عمر”.
وذكر أن “هناك نسبة عالية من الأشخاص الذين كانوا قد أصيبوا بالسرطان سابقاً ولم يعد لهم المرض”.
كما أشار إلى أن “هناك من عاد إليهم المرض الخبيث ولكن ذلك أقل من السابق والفضل يعود للأدوية الحديثة”.
وتابع: “حتى لو عاد المرض فإن السيطرة على المرض اليوم لفترة طويلة صار متاحاً”. وأردف: “نسب الشفاء بعدة أنواع من السرطان صارت واقع اليوم”.
السرطان.. أنواع وأعراض
يُلاحظ في كل عام نوع جديد من أنواع السرطان يُضاف إلى أجندة السرطانات الخطيرة والقاتلة، فلم تعد السرطانات تقتصر على القولون والرئتين والمبيض والثدي، بل انتشرت سرطانات أخرى تصيب أعضاء في الجسم، وتسبب وفاة سريعة.
وكلما تقدمت وسائل التشخيص الدقيقة، يجري اكتشاف حالة تكاثر غير منضبط للخلايا في عضو من أعضاء الجسم، يشير إلى أنها بدايات أورام وسرطانات.
وعندما يحدث تكاثر غير منضبط في الخلايا بأي عضو في الجسم يوصف بأنه ورم، وفي حال هذا التكاثر قد انتقل إلى أعضاء أخرى وشجعها على التكاثر، فيوصف بأنه ورم خبيث أو سرطان، لكن إنْ بقي في مكانه ولم يُحدث آثاراً سلبية، فهو ورم حميد قد يسبّب تشوهاً أو ألماً في المكان، لكنه يوصف بأنه حميد، لكن إذا ما انتقل إلى أعضاء أخرى وبدأ يفتك بها، فهو ورم خبيث أو سرطان.
ولا يمكن القول بوجود أعراض مشتركة لكل أنواع السرطانات التي تصيب الإنسان، فكل نوع يتطلب لتشخيصه وجود مجموعة من الأعراض مع المعطيات السريرية، وكذلك التحاليل المخبرية، وأحياناً الصور الشعاعية.
لكن فقدان الوزن غير المبرر والإرهاق الشديد والألم المستمر، مع وجود كتلة صغيرة في أماكن محددة من الجسم، تحت الإبط مثلاً أو عند الرقبة، قد يشير ذلك إلى وجود ورم يتطلب من المختصين البحث والتقصي أكثر عند هذا الشخص، وذلك عبر الإجراءات التشخيصية الأخرى.