تحذيرات اقتصادية عالمية مع توسع الصراع في الشرق الأوسط
مع استمرار حرب غزة تضررت العديد من الدول وعلى رأسهم مصر والأردن ولبنان من هذا الصراع الذي ضرب اقتصاد هذه الدول بشدّة، إضافة لتصعيد الحوثيين من هجماتهم على السفن التجارية في منطقة البحر الأحمر، الذي دفع إلى تعطيل طريق تجاري حيوي، وزيادة كُلفة الشحن على نحوٍ كبير.
ونقلًا عن تقييم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، في وقت سابق فتسببت الحرب بين إسرائيل وحماس، في تكليف الدول الـ 3 (مصر والأردن ولبنان) على مدار 3 أشهر فقط 10.3 مليارات دولار، أو 2.3 بالمئة من ناتج هذه الدول المحلي الإجمالي مجتمعة.
ويتوقع بحسب خبراء، أن يقع 230 ألف شخص إضافي بهذه البلدان تحت خط الفقر.
هذا، بالإضافة إلى الذكاء الاصطناعي الذي قالت جورجييفا إن 40 في المئة من الوظائف على مستوى العالم معرضة للتأثر بالذكاء الاصطناعي، هذا يحتاج لمواكبة تطوره والاستثمار به كي لا يؤثر على الاقتصاد أكثر.
أسئلة عديدة تتمحور حول هذا الموضوع الذي كان محور النقاش في حلقة اليوم من برنامج ستديو أخبار الآن.
تأثير حزب الله على لبنان اقتصادياً
حول هذا الموضوع قال الخبير الاقتصادي الدكتور نسيب غبريل إن “الاقتصاد اللبناني يعاني من أزمة اقتصادية اندلعت في تشرين الأول من 2019 ولم تبدأ العملية الإصلاحية للخروج من هذه الأزمة، لكن القطاع الخاص استطاع أن يستوعب صدمة هذه الأزمة ويتأقلم وتتموضع الشركات بشكل يؤمن استمراريتها لحين بدء العملية الإصلاحية المرتبطة بقرار سياسي”.
وأضاف”ما حصل في 2023 كان مميزا، وتحديدا في القطاع السياحي حيث كان أداءه مميز وكانت التوقعات أن ينمو الاقتصاد اللبناني بنسبة 2% في 2023 وهذه أول سنة منذ 2017 الذي كان بالامكان أن يحقق الاقتصاد اللبناني نمواً، لأن منذ 2018 وهو يحقق انكماشاً وفي 2019 لم يحقق نمو أو انكماش”.
وتابع “الحرب في غزة أدت لنزوح الآلاف من الجنوب اللبناني وهذا كان له تأثير كبير على الاقتصاد اللبناني”.
حرب غزة وتأثيرها على القطاع الخاص في الأردن
حول هذا الموضوع قال رئيس مركز الخلد للدراسات الدكتور خالد الشمري “الأردن والقطاع الخاص له دور كبير، ومثالا على ذلك فقد كانت الصادرات للعراق تجاوزت أكثر من 1500 مليون دولار قبل عام 2003 وبعدها انخفض إلى أكثر من 220 مليون دولار لكن القطاع الخاص تجاوز هذه الصعوبات ووجد منافذ عديدة أخرى في دول العالم وصدر إلى هذه الدول وتجاوز ما فقده في السوق العراقي”.
وأضاف ” القطاع الخاص لديه القدرة على التكيف، و السياسة الاقتصادية الأردنية تتعامل مع القطاع الخاص كما الحكومي لذلك نجد هذا التعاون منهج في الأردن لذلك الاستقرار من أفضل البادن المجاورة حيث لازال هناك استقرار في سعر العملة ووفرة للعملة الأجنبية”.
قدرة تحمل الاقتصاد العربي
في هذا السياق قالت الباحثة الاقتصادية بسنت عبدالفتاح ” الدول أساسا محملة بالعديد من الضغوط وحتى من آثار كوفيد 19 إضافة للحرب في أوكرانيا ومن المفروض أنها كانت ستتعافى في 2023، لكن الحرب في غزة جعلت تأثيرها كبير في الدول المجاورة ومنها مصر حيث انخفضت إيرادات قناة السويس حيث قلت الإيرادات في القناة إضافة لتقليل حركة السفن لأكثر من 30% والإيرادات 40 % وهي من أهم مصدر الإيرادات لمصر”.
وأكملت “هذه االعوامل ستؤثر على مصر من احتياطات النقد الأجنبي إضافة للتضخم وأسعار السلع بسبب زيادة التكلفة والوقت لوصول البضائع لمصر، ومصر ليست الوحيدة المتأثرة بسبب الاضطرابات في البحر الأحمر وبسبب هذه الهجمات ستؤثر على التضخم الخاص بالدول الأوروبية”.