التغيير في مظهر سعد الحريري رُبط بإمكانية التغيير في قراره بتعليق نشاطه السياسي
شارك رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري في مراسم إحياء ذكرى اغتيال والده رفيق الحريري، في ثاني زيارة له بعد إعلانه تعليق نشاطه السياسي.
وعلى وقع حضور الآلاف من اللبنانيين إلى وسط العاصمة بيروت رغم تساقط المطر وسوء الأحوال الجوية، كثرت التساؤلات عما إذا كانت زيارة “الشيخ سعد” كما يطلق عليه اللبنانيون، مختلفة عن سابقتها، وما إذا كانت ستشكّل مقدمة لاستئناف العمل السياسي.
ولعل أبرز ما توقّف عنده الكثيرون، لا سيما وسائل الإعلام اللبنانية، والشارع اللبناني أيضاً، هو التغيير اللافت في مظهر رئيس الوزراء السابق، وربطه بإمكانية التغيير في مسألة الشأن السياسي.
هذه الطروحات وغيرها من التفاصيل المتعلقة بالوضع السياسي الراهن في لبنان، كانت محور الحوار والنقاش في برنامج “ستديو أخبار الآن”.
فقد نقل الصحافي اللبناني ربيع ياسين عن المقربين من سعد الحريري قولهم إن قرار العودة إلى العمل السياسي يملكه سعد الحريري وحده.
وقال: نلاحظ أن هناك حركة مختلفة عن السنة الماضية، خصوصاً أن البعض توقف عند الشكل الذي أتى به الى لبنان هذه المرة لإحياء الذكرى أي الـnew look، واعتبر أنه ربما يحمل معنى بأن سعد الحريري هو سعد الحريري الجديد.
وتحدث ياسين، وهو مقرب من تيار المستقبل، عن قرار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وقضية باغتيال رفيق الحريري، وقال: بعد 19 عامًا لا يوجد أحد في السجن ولم يحاسب أحد في هذه القضية، وهذه مشكلة الكبيرة.
وأضاف: اذا نظرنا إلى المشهد العربي نلاحظ أن هناك مشروعاً إيرانياً كبيراً في المنطقة وكان رفيق الحريري عائقا امام هذا المشروع.
وتابع: استطاعت إيران من الدخول إلى المنطقة وهي اليوم تسيطر على 4 عواصم عربية وهي بيروت وبغداد ودمشق وصنعاء.
أما في يخص إمكانية أن يعود سعد الحريري إلى العمل السياسي، قال: أستطيع القول إن هذه الزيارة ستمهد إلى عودة ما وحتماً الحريري سيعود الى الحياة السياسية، ولاحظنا أن غيابه أثّر، ليس فقط على الطائفة السنية في لبنان، بل على المعادلة الوطنية وحتى خصومه اعترفوا بذلك.
وأضاف: أتوقع عودة وقريبة لسعد الحريري ولتيار المستقبل مجددا الى الحياة السياسية.
من جهته، رأى الدكتور إيلي حاتم مستشار مؤسس حزب التجمع الوطني اللبناني عودة سعد الحريري تعيد روح الوطنية التي أسسها رفيق الحريري.
وقال: جميع اللبنانيين يأملون بإعادة مؤسسات الدولة إلى العمل والخروج من التمزق الداخلي بين الفرقاء والأحزاب وهناك خوف ليس فقط من حزب الله.
وأضاف: هناك خوف من الجماعة الإسلامية خاصة من الإخوان المسلمين الذين يشكلون خطرًا ليس فقط على لبنان بل على كل المنطقة بما في ذلك الدول الإسلامية.
وأوضح أن الحريري يمثل التيار المعتدل وهو مقرب من جميع اللبنانيين.
بدورها، ذكرت المحامية السابقة في المحكمة الجنائية الدولية ديالا شحادة، أن عودة الحريري من أجل احياء ذكرى اغتيال والده لربما نظر إليها الكثير من اللبنانيين على أنها مقدمة لعودة سياسية ما.
وقالت: ليس هناك معلومات يمكن أن تحسم ما إذا كان الدعم الذي خسره الحريري أو فقد جزءًا كبيرًا منه على مستوى الدعم العربي وتحديداً من السعودية، قد تغير وضعه في اليوم الحالي.
وسألت: ماذا يمكن لسعد الحريري أو غيره أن يفعل في ظل الإرادة السياسية الموجودة من قبل عدد من الأحزاب الحاكمة وعلى رأسها حزب الله، بتعطيل البلد؟
وشدد على أن تعطيل البلد هو أهم من فرض رئيس للجمهورية لا يريده عدد من الفرقاء، وشرحت قائلة: تعطيل البلد يجعل الأمور متوقفة في مكانها من دون أي تقدم وهذا ما يسهل استمرار التحكم بقرارات مختلفة من قبل حكومة تصريف الأعمال التي تدين بالولاء بمعظم أعضائها لائتلاف حزب الله.
وفي مسألة تبعية حزب الله لإيران، قالت: الكلام عن التبعية المطلقة لإيران في أهم القرارات المصرية المتعلقة بمصلحة لبنان، هذه التبعية أقر بها نصرالله قبل 15 عاما أي بعد 3 أو 4 سنوات من اغتيال رفيق الحريري، وبالتالي لا يمكن بعد كل هذه العقود من أداء حزب الله السياسي وخطاباته العلنية حول تبعيته السياسية والعسكرية لإيران أن نعود الى الوراء ونقول إنه مستقل بقراراته داخل لبنان.