المستشار السابقة لمحافظة خيرسون: أوكرانيا تستهدف 100% من المسيرات الروسية والإيرانية
بعد مرور عامين على الحرب الروسية على أوكرانيا، مازالت التقارير حول العلاقة بين روسيا وإيران وسوريا مثيرة لقلق كييف والغرب عموما.
هذا ما كشفه تقرير استخباراتي أوكراني صادر عن وزارة الدفاع الأوكرانية، يستعرض كيفية تدريب إيرانيين ولبنانيين ينتمون لحزب الله للروس على الطائرات المسيرة الإيرانية في سوريا، ويدربون مرتزقة سوريين على تشغيلها من أجل إرسالهم مستقبلًا إلى روسيا للقتال ضد أوكرانيا.
والتدريب يتم في مطار الشعيرات بالقرب من حمص الذي تنوي روسيا تجهيزه ليصبح قاعدة روسية جديدة بالإضافة إلى قاعدة حميميم.
خريطة توضح موقع مطار الشعيرات العكسري
ورغم كل المعلومات المؤكدة عن تزويد طهران موسكو بالطائرات المسيرة منذ بداية الحرب، إلا أن الحكومة الإيرانية مازالت تنفي وتقول إنها مسيرات قديمة زودت روسيا بها قبل الحرب.
وهذه العلاقة تقلق أوروبا حيث اقترحت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، فرض قيود على الصادرات المتعلقة بالمكونات الإلكترونية المستخدمة في الأنظمة المسلحة الروسية، مثل الطائرات بدون طيار والصواريخ والمروحيات على أمل تضييق الخناق على روسيا وقطع الطريق عليها لعدم حسم الحرب.. هذا ما ناقشناه في حلقة اليوم من برنامج “ستديو أخبار الآن”.
التعاون الإيراني الروسي
وحول هذا الموضوع، قال المحلل العسكري والاستراتيجي، العقيد أحمد حمادة، خلال استضافته في برنامج “ستديو أخبار الآن“، إن: “إيران دائمًا في موضع نفي بكل أعمالها التي هي خارج عن القانون”.
ولفت: “إيران تجند ميليشيات بمناطق عديدة، وتقوم بأعمال تُمرر استراتيجيتها وأهدافها داخل المنطقة، كما أنها تريد أن تتعاون مع روسيا بمجالات عديدة، من بينها النووي والاقتصادي”، مشيرًا: “الدولتان (إيران وروسيا) تتعرضان لعقوبات دولية هائلة”.
كما أضاف العقيد حمادة في معرض حديثه: “أعمال إيران انعكست على الأرض وهذا ما رأيناه في سوريا، حيث قامت الميليشيات الإيرانية بأعمال عسكرية على الأراضي السورية، بدعم من الطيران الروسي”.
وأشار المحلل العسكري والاستراتيجي إلى أن: “الروس استخدموا في مجلس الأمن عددًا كبيرًا من الفيتو لصالح المشروع الإيراني في سوريا.. وهذا ما ينطبق على الوضع في أوكرانيا، فمن المعروف أن الأراضي الأوكرانية اُستهدفت بالعديد من المسيرات الإيرانية التي شنتها قوات الغزو الروسي”.
الجهازية الأوكرانية
وردًا على التعامل الأوكراني تجاه هذا الملف الحساس، قال المستشار السابق لمحافظة خيرسون، فلاديمير شوماكوف خلال استضافته في “ستديو أخبار الآن“: “نحن الآن لسنا أمام حرب مدافع فحسب، ولكننا أمام حرب المسيرات”.
وفي هذا الصدد، أشار شوماكوف: “أوكرانيا بدأت في إنتاج مسيرات، والآن قامت بإنشاء نحو 200 شركة لإنتاج المسيرات”.
وأشار: “إذا تعرضت كييف لهجوم بمسيّرات، فأوكرانيا تتمكن من استهداف تقريبًا 100% من المسيرات الروسية والإيرانية”.
هل روسيا بحاجة لتدريب عناصرها على يد الإيرانيين؟
وحول هذه النقطة وهذا التساؤل يقول الكاتب والسياسي السوري، حافظ قرقوط، خلال استضافته في برنامج “ستديو أخبار الآن“، إن: “روسيا بحاجة إلى تدريب عناصرها في سوريا على يد إيرانيين، فهي ضمنيًا تعتبر نفسها بذلك بعيدة عن المحاسبة القانونية، لأنها تتواجد في أرضٍ غير أرضها، وبأرض لا توجد فيها حكومة حقيقية”.
وأضاف قرقوط في معرض حديثه: “من الأسهل على الإيرانيين وحزب الله أن يذهبوا للمناطق التي تحتلها روسيا ليدربوا هؤلاء المرتزقة.
وأوضح: “الإتكال على المرتزقة يُبعد روسيا عن الالتزامات القانونية، فإذا قتلوا هؤلاء بأي مكان، لا يوجد من يُطالب بهم أو بحقوقهم، كما أنه أمام القانون الدولي، فإن تشغيل المرتزقة لا يوجه بصدده ملاحقات قانونية واضحة يُمكن الاستناد عليها”.
القصف الروسي على أوكرانيا
وتتعرض أوكرانيا لقصف روسي بطائرات بدون طيار إيرانية الصنع من طراز شاهد لا هوادة فيه، حيث تم إطلاق 45 طائرة ليلة 10-11 فبراير.
تم تسجيل أكثر من 3700 هجوم شاهد بحلول 21 ديسمبر، وأثيرت أسئلة حول تزويد أوكرانيا بصواريخ الدفاع الجوي.
أمام هذه الطورات باتت أوكرانيا تمتلك الآن درعًا جديدًا للطائرات بدون طيار لا يعتمد على الذخيرة وهو نظام حرب إلكترونية على مستوى البلاد يسمى بوكروفا يربك أنظمة الملاحة بدون طيار.
كان فاليري زالوزني، القائد العام السابق للقوات المسلحة الأوكرانية أشار إلى وجود النظام في نوفمبر الماضي في ورقة توضح خطط بلاده للخروج من المأزق العسكري الحالي.
وأكمل “تتزايد القدرات على مواجهة أسلحة العدو عالية الدقة (الصواريخ الموجهة والطائرات بدون طيار) بسبب نشر نظام الحرب الإلكترونية “بوكروفا” على الصعيد الوطني مع إمكانية استبدال مجال الملاحة الراديوية عبر الأقمار الصناعية (‘الانتحال’)، وقمع الملاحة الراديوية عبر الأقمار الصناعية.