مسؤول: انسحاب القوات الأوكرانية من أفدييفكا “تكتيكي”.. وزيلينسكي يعتزم استعادة كامل تراب الوطن
أثار انسحاب القوات الأوكرانية من مدينة أفدييفكا الاستراتيجية، العديد من التساؤلات حول تلك المدينة التي كانت تُشكل آخر معاقلها قرب مدينة دونيتسك شرقي البلاد، وذلك بسبب نقص الذخيرة وتأخر المساعدات العسكرية الغربية.
ويدق الأمر ناقوس الخطر، كما وضع التزام الحلفاء تجاه كييف على المحك، مع انشغالهم بالحرب الدائرة في قطاع غزة منذ الـ 7 من أكتوبر الماضي.
خريطة توضح موقع أفدييفكا.
فالمساعدات الأمريكية معطلة بسبب خلافات بين المشرعين في الكونغرس، فيما تأخرت حزمة المساعدات الأوروبية الأخيرة بعد إقرارها، ما يمنح بوتين هدية قبل إعادة انتخابه المرجحة في الانتخابات المقررة الشهر المقبل.
فماذا تعني السيطرة على أفدييفكا؟، وهل تخلى الغرب عن أوكرانيا في مواجهتها للغزو الروسي الذي يدخل عامه الثالث بعد أيام؟، هذا ما ناقشناه في حلقة اليوم من برنامج “ستديو أخبار الآن“.
أبعاد الانسحاب من أفدييفكا
حول هذا الموضوع، قال رئيس المركز الأوكراني للتواصل والحوار وعضو مجلس القوميات التابع للإدارة الحكومية لمجلسِ الوزراء، د. عماد أبو الرُب، خلال استضافته في برنامج “ستديو أخبار الآن“، إنه: “للأسف، وفي ظل غياب مسار التفاوض والوساطات بين الجانبين الأوكراني والروسي، فكل جانب يمضي في تنفيذ خططه، في محاولة لفرض الأمر الواقع والسيطرة”.
وتابع: “روسيا تعتقد أن بسيطرتها على أفدييفكا أنها تُحقق إنجازًا، ولكن بالنظر إلى المدينة فنجد أنها أصبحت غير مؤهلة للمعيشة البشرية كون كم المعدات العسكرية والقنابل التي فُجرت تهدد حياة الإنسان والحيوان”، مشيرًا: “وما حدث في أفدييفكا مؤشر على استمرار الحرب”.
وأضاف أبو الرُب: “الجانبان الروسي والأوكراني طالتهم خسائر في الأرواح البشرية والمعدات العسكرية بشكلٍ كبير”.
كما لفت: “انسحاب أوكرانيا من أفدييفكا هو انسحاب تكتيكي كما أشار الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، تكتيكي، لتجنب المزيد من الخسائر في الأرواح، ولكن دائمًا زيلينسكي يؤكد أن كامل التراب الأوكراني سيستعاد عاجلًا أم أجلًا”.
أهمية أفدييفكا الاستراتيجية
وردًا على الأهمية الاستراتيجية بالنسبة للأوكرانيين لمدينة أفدييفكا، قال رئيس مركز رصد للدراسات الاستراتيجية، العميد الدكتور عبد الله الأسعد، خلال استضافته في “ستديو أخبار الآن”، إن: “هذه المنطقة محيطة بالمعقل الأساسي لأنصار روسيا، والذي هو إقليم دونباس”.
وأضاف الأسعد في معرض حديثه: “الأهمية الجيوسياسية لهذه المدنية، كونها تشكل محورًا مهمًا من محاور القتال وتقدم القوات بالإضافة إلى تعزيز محاور جديدة من أجل الانطلاق إلى عمق المناطق التي كانت تنوي روسيا التقدم منها”.
كما لفت: “أفدييفكا ربما تشكل قواعد جديدة للانطلاق، وهو ما نسميه الهدف الاستراتيجي الروسي الذي نوت سابقًا التقدم إليه”.
وعن أسباب السيطرة على أفدييفكا، أرجع رئيس مركز رصد للدراسات الاستراتيجية ذلك إلى “انشغال الولايات المتحدة وأوروبا بحرب غزة”.
حصاد الحرب بعد عامين
من ناحيته، قال الكاتب الصحافي والمحلل السياسي، أحمد محارم، لـ “ستديو أخبار الآن“، إن: “أوكرانيا حصلت على دعم غير مسبوق على الأصعدة المادية والعسكرية السياسية طيلة العامين الماضيين، لكن لازال الوضع متأزم”.
وأضاف: “أعتقد أنه في الداخل الأمريكي، رأينا تململا في الكونغرس إزاء استمرار دعم أوكرانيا بالمال، ضمن حزمة أموال تصل لـ 95 مليار، من المفترض أن تقدم لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان”.
وأشار الكاتب الصحافي والمحلل السياسي: “العامين الماضيين تعرضت أوروبا لمشاكل في الطاقة وسلاسل الإمداد على خلفية الحرب الدائرة”، لافتًا كذلك: “مخازن الذخيرة ومعظم الأسلحة التي تقدمت بها الدول الأوروبية لأوكرانيا، استخدمت في الحرب، وبالتالي مخزون السلاح – ليس فقط عند أوكرانيا – ولكن لدى الدول الحليفة كبريطانيا وألمانيا وفرنسا قد تأثّر كثيرًا”.
الرأي رأيكم
وحول هذا الموضوع، أجرت “أخبار الآن” استفتاءً ضمن فقرة الرأي رأيكم، وسألنا المتابعين: “هل تعتقد أن استئناف إرسال المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا سيساهم في قدرتها على تحرير أرضها؟، وجاءت الإجابات على النحو التالي:
- %15 قالوا “نعم”
- %85 قالوا “لا”
وتعقيبًا على نتيجة الاستفتاء، قال رئيس المركز الأوكراني للتواصل والحوار د. عماد أبو الرُب لـ “ستديو أخبار الآن“، إنه: “إذا استمر هذا النوع من المساعدات المقدمة إلى أوكرانيا على هذا النحو، فبالتأكيد ستكون الإجابة (لا)”.
وتابع أبو الرُب: “إذا كان الدعم المقدم إلى أوكرانيا نوعي ومتغير ويشمل دفاعًا جويًا وطائرات إف-16، فبالتأكيد سيحدث ذلك فارقًا كبيرًا”، مضيفا: “التقدم الروسي لا يزال محدود”.
هجمات روسيا
والأحد، أعلن الجيش الأوكراني أن القوات الروسية تشن عدة هجمات في شرق أوكرانيا في أثناء محاولتها التقدم إلى ما بعد أفدييفكا، غداة انسحاب قوات كييف من هذه المدينة الصناعية.
وفي مواجهة النقص المتزايد في العديد والعتاد وبعد أشهر من المعارك الضارية، أعلنت أوكرانيا انسحابها من أفدييفكا ليل الجمعة السبت في هزيمة رمزية قبل أيام من الذكرى الثانية للغزو الروسي.
وقال المتحدث العسكري باسم القطاع دميترو ليخوفي الأحد، للتلفزيون إن “قوات أوكرانية كبيرة” تمركزت في مواقع جديدة قرب أفدييفكا وهي “مستعدة” للهجمات الروسية التي “للأسف بدأت”.
وذكر أن روسيا “تحاول توسيع هجومها” في منطقة دونيتسك.
وأعلن أولكسندر تارنافسكي قائد القطاع على تلغرام أن العسكريين الأوكرانيين “صدوا” الأحد 14 هجوما قرب لاستوشكيني البلدة الصغيرة الواقعة على بعد أقل من كيلومترين من أحياء أفدييفكا الشمالية و23 هجوما آخر في منطقة مارينكا إلى الجنوب.
وأدى التقدم الروسي في أفدييفكا، وهو الأهم منذ آيار/مايو 2023، إلى زيادة الضغط على المدنيين في المنطقة الذين أصبح عددهم أقل.
وجاء سقوط أفدييفكا في الوقت الذي تنتظر فيه أوكرانيا بفارغ الصبر منذ أشهر تصويت الكونغرس الأمريكي على مساعدات أمريكية بالغة الأهمية بقيمة 60 مليار دولار.