الأداة “سورا” تثير مخاوف بشأن التزييف العميق
أداةُ جديدة أعلنت عنها شركة أوبن ايه آي وأطلقت عليها اسم سورا Sora، تُستخدَم لإنشاء مقاطع فيديو واقعية تصلُ مدتها إلى دقيقةٍ واحدة بمجردِ إدخال طلب نصّي، وهو ما يعدُ ابتكارا كبيرا في مجالِ الذكاء الاصطناعي، لكن لم يمضِ الكثير على إعلان شركة “أوبن ايه آي” عن هذه الأداة المسماة “سورا حتى أثيرت تساؤلات ومخاوف في قطاعاتِ الابتكار الفني والإعلام، بعدما ساهمت الشركة الناشئة في انتشار الذكاء الاصطناعي من خلال برنامجها تشات جي بي تي.
وأطلقت شركة OpenAI، المطورة لروبوت الدردشة الشهير ChatGPT هذه الأداة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، ويمكنها إنشاء مقاطع فيديو واقعية للغاية مدتها 60 ثانية بناءً على رسالة نصية بسيطة.
وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أن هذه الأداة تعتبر قفزة إلى الأمام في جودة مقاطع فيديو الذكاء الاصطناعي و”التزييف العميق” التي تم استخدامها بالفعل لخداع الناخبين حول العالم.
أسئلة عديدة تتمحور حول هذا الموضوع الذي كان محور النقاش في حلقة اليوم من برنامج ستديو أخبار الآن.
أدوات الذكاء الاصطناعي
حول هذا الموضوع قال خبير أمن المعلومات أحمد طارق ” المشاعر أو الأحاسيس بالضبط في الشحص الآخر تعمل ومتوفرة الآن في عالم الميتافيرس، عن طريق استخدام القفازات وتشعر بمشاعر الآخرين في عالم الميتافيرس، وهذه التقنية التي لم نكن نستطيع أن نتخيل أنها قد تكون موجودة هي موجودة الآن بالفعل والعديد يستطيع أن يستخدمها في عدة مناطق حول العالم إضافة للشعور بالآخر”.
وأضاف “حتى حاسة الشم تستطيع استخدامها وذلك عن طريق تلفزيون ياباني مبتكر يقدم هذه الخدمة عن طريق دمج العديد من الروائح المختلطة للعطور أو الورود ويستطيع المستخدم شم رائحة المنتج الذي أمامه”.
تمييز الفيديوهات.. حقيقي أم مزيف
من جانبه قال الباحث في الأمن السيبراني الدكتور بلال أسعد “عند إنتاج فيديو عن طريق سورا أو ميتا سيكون هناك أيقونة في زاوية الفيديو أو الصورة يعرض أن هذا الفيديو منتج من قبل الذكاء الاصطناعي، لكن هل من الممكن أن يتم تعديل على الفيديو المنتج من الذكاء الاصطناعي للتحريف أو أنه قد تم صناعته بشكل بشري؟”.
أجاب الدكتور عن هذا السؤال : “نعم ممكن الشخص العادي لا يستطيع التمييز، لكن الخبراء والشركات يستطيعون الكشف عن الفيديو عن طريق تحليل الصور أو المقاطع باستخدام أدوات خاصة مواقع وبرامج معينة إضافة للبحث عن مصدر الفيديو”.
القانون والتزييف العميق
حول هذا الموضوع قال الدكتور سلام عبدالصمد أستاذ في القانون الدولي : “مع الأسف كلا، لا يوجد قوانين تضبط هذا الشأن لأن هذه التطبيقات برزت حديثاً”
وتابع “وقد تميزت بسرعة الانتشار من دون أن تتمكن الدول ولاسيما الأمم المتحدة باعتبارها المنظمة الدولية الوحيدة التي تحظى بشرعية دولية والمسؤولة عن أمن والأمان الدوليين لم تتمكن من ملاقاة هذه التطبيقات بالشكل السريع الذي نمت به وانتشرت على الصعيد الدولي كي تضع الضوابط والقيود في سبيل حماية الناس والمواطنين ومنع الابتزاز وغيرها من الأضرار والمساوء التي يتسببها مفهوم الذكاء الاصطناعي”.
الرأي رأيكم
الذكاء الاصطناعي سيؤثر على 40% من الوظائف عالميًا، وهذه النسبة ترتفع إلى 60% في الدول المتقدمة.. هكذا توقعت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستالينا غورغييفا في يناير الماضي.
وأضافت: “نحن الآن على مشارف ثورة تكنولوجية يمكنها أن تعطي دفعة للإنتاجية، وأن تعزز النمو العالمي، وترفع مستويات الدخل في أنحاء العالم. ولكن يمكنها كذلك أن تحل محل الوظائف وتعمق هوة عدم المساواة”.
وأدى انتشار الذكاء الاصطناعي في الفترة الأخيرة إلى التركيز على فوائده وأضراره بالنسبة للقوى العاملة، وسط مخاوف من أن يحل محل البشر في الكثير من الوظائف ومنها البرمجة.
ضمن فقرة الرأي رأيكم سألت أخبار الآن المتابعين.. هل تخشى فقدان وظيفتك بسبب تطورات الذكاء الاصطناعي؟
وكانت الإجابات:
- نعم بنسبة 57%
- لا بنسبة 43%
تعقيبًا على نتيجة الاستفتاء، قال الباحث في الأمن السيبراني الدكتور بلال أسعد “هو بشكل قاطع سيكون هناك تأثير على الكثير من القطاعات والناس لكن فكرة سيطرة الذكاء الاصطناعي على البشر وجميع الوظائف فنحن بعيدون جدا عن هذه النقطة، لكن ستكون هناك مخاوف كثيرة لإندثار الكثير من الوظائف الروتينية، وكما طرحت مسبقاً وظيفة ساعي البريد في كثير من الدول اندثرت وظيفته مع انتشار البريد الالكتروني وشركات الشحن، لكن اذا استمر الشخص في عدم التطور وعدم مواكبة الذكاء الاصطناعي واستخدامه بطريقه تفيده هو ومجاله قد يتم استبداله بشخص آخر يستطيع استخدام هذه التقنية بطريقة تواكب هذا التقدم”.
وهناك العديد من الوظائف قد تستبدل كلياً بالذكاء الاصطناعي فمنها وظائف روتينية مثل تعبئة الجداول وغيرها فقد يجب على الشخص التعلم على هذه الأداة لمواكبة التقدم”.
وبرز مؤخرًا استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في تحسين فرصك في الحصول على وظيفة جديدة، بداية من المساعدة على كتابة سيرة ذاتية قوية تُبرز المهارات والخبرات، وانتهاء بالتحضير للمقابلة الشخصية من خلال توفير أسئلة مُتوقعة ونصائح للإجابة عليها.
ولم يتوقف الذكاء الاصطناعي عند هذا الحد، إذ إنه يساعد أرباب الأعمار أيضًا على اختيار أفضل المرشخين، وتسريع عملية التوظيف من خلال تحليل السير الذاتية وتحديد المرشحين الذين يملكون المهارات والخبرات المطلوبة للوظيفة.
كما يُمكن للذكاء الاصطناعي إنشاء اختبارات تقييمية تُناسب متطلبات الوظيفة، وتحليل تسجيلات المقابلات الشخصية وتقديم تقييمات للمرشحين، بالإضافة إلى تحليل البيانات للتنبؤ بأداء الموظفين في المستقبل.