ترقب لعملية اجتياح رفح مع استمرار تهديدات نتيناهو
عبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن رأيه صراحة وبلا مواربة. فقد خرج قبل أيام ليؤكد أن الجيش الإسرائيلي سيتقدم إلى مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة حتى لو تمكن المفاوضون من التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يشهد إطلاق حماس سراح جميع الرهائن الإسرائيليين المتبقين.
وأضاف في خطاب متلفز أن عملية رفح سيتم تنفيذها “حتى لو تم التوصل إلى اتفاق للإفراج عن الرهائن… حتى إذا أنجزنا ذلك، سندخل رفح”.
وتقول إسرائيل إن 130 رهينة ما زالوا محتجزين لدى حركة حماس التي هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
وتقول منظمات الإغاثة إن عدد سكان مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع قرب حدود مصر بلغ حوالي 1,5 مليون نسمة. وقبل السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، كان يقطن مدينة رفح حوالي 300 ألف شخص فقط، وبعد أن قصدها الكثير من النازحين أصبحت الظروف المعيشية فيها كارثية.
ويعاني النازحون من ظروف معيشية صعبة وسط نقص في الغذاء ومياه الشرب والأدوية، فيما اضطر الكثيرون منهم إلى العيش في خيام رغم برودة الطقس.
حول هذا الموضوع أفرد برنامج ستديو أخبار الآن حلقة اليوم للنقاش.
وقال القيادي في حركة فتح عادل الغول: “موضوع الضغط على المجتمع الدولي مما يحدث في غزة هو فقاعات في الهواء”.
وأضاف: “إسرائيل لا تهتم بمواقف المجتمع الدولي، وتهتم فقط بالموقف الأمريكي، والولايات المتحدة تستطيع إيقاف هجوم رفح”.
وتابع “أمريكا تستطيعه إجبار نتنياهو على على تقديم تنازلات بشأن ملف الأسرى”، مشيرا إلى أن “الولايات المتحدة هي التي تحدد مسار الحرب ومستقبل المنطقة بشكل كبير”.
وأردف: “إسرائيل يحكمها اليمين المتطرف ونتنياهو لن يقدم تنازلات كبيرة، لأنه لو فعل ذلك فيعني انتهاء مستقبله هو وحكومته”.
وبيـّن أن “إسرائيل وضعت خطة تستمر حتى 2026 كما حدث بموضوع السور الواقي”، مؤكدا أن “أزمة حماس ليست متعلقة بالجانب العسكري، وإنما هي إنسانية بشكل كبير”.
كما واصل حديثه: “لا أعتقد أن العالم شهد مثل ما يحدث في غزة منذ أكثر من 75 عاماً”، مشددا على أنه “عار على المجتمع الدولي أن يشاهد ما يحدث في غزة دون أن يحرك ساكناً” على حد قوله.
من جانبه قال د. سعيد الزغبي أستاذ العلوم السياسية بجامعة السويس إن “مسألة رفح هي مسألة رمزية لاكتمال اجتياح قطاع غزة”.
وأكد أن “هناك عدة آليات لوقف الهجوم على رفح، والمجتمع الدولي يحذر من ذلك”.
كما بيـّن أنه “لو عدنا إلى الخلف فإننا سنسمع عن حل الدولتين من الولايات المتحدة”. وتابع: “هناك تراخي في أسلوب المجتمع الدولي في هذه القضية”.
وأوضح أن “موقف مصر واضح من يوم 21 أكتوبر، ويتضمن منع التهجير القسري لأهل غزة وهو ما نشاهدة حالياً”.
وأشار إلى أنه “سوف تعلق مصر اتفاقية السلام التي حصلت في 1976 إن تطور الموضوع لتهجير الفلسطينيين إذا تم التهجير”.
وأكد الزغبي أن “نتنياهو لن يجتاح رفح لأنه يعلم عواقب الدخول مع مصر سواء في التفاوضات أو النزاعات”. كما بيّن أن “المجتمع الدولي متخوف من هذا الموضوع، وهذه فقاعات هوائية بالنسبة لنتنياهو بسبب أزمة الرهائن”.
كما شدد على أن “نتنياهو لا يقوى على مواجهة القوة العسكرية المصرية ومصر لن تقبل بالتهجير القسري”.
ودخل الصراع طورا جديدا بعد الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي الذي أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص.
وتلا ذلك، إعلان إسرائيل الحرب على حماس فيما أسفرت العمليات الإسرائيلية العسكرية في غزة إلى مقتل أكثر من 29 ألف شخص حتى الآن، بحسب السلطات الصحية في غزة.
وقد يتفاقم الوضع قريبا في حالة مضي نتنياهو قدما في خطته لشن هجوم بري على رفح وهو ما أثار قلقا دوليا متناميا في جميع أنحاء العالم.
وفي ردها على التحذيرات القلقة، ترفض إسرائيل هذه الانتقادات الدولية حيث تصر على أن مهاجمة رفح “خطوة ضرورية نحو تحقيق هدفها المتمثل في تدمير حماس”.
وفي ذلك، قال نتنياهو “أولئك الذين يقولون إننا يجب ألا ندخل رفح، يقولون لنا في الواقع إننا يجب أن نخسر الحرب، ونترك حماس هناك”، مضيفا “صحيح هناك أصوات معارضة كثيرة في الخارج، لكن هذه هي اللحظة التي نحتاج فيها للقول إننا لن نقوم بنصف أو ثلث المهمة”.
الرأي رأيكم
وضمن فقرة الرأي رأيكم سألت أخبار الآن المتابعين.. كيف يمكن تجنب الهجوم على رفح خلال شهر رمضان في ظل التهديدات الإسرائيلية؟
جاءت الإجابات على النحو التالي:
- حماس تتنازل وتطلق سراح الرهائن بنسبة 13%
- زيادة الضغط الدولي على إسرائيل بنسبة 87%
تعليقاً على النتيجة قال القيادي في حركة فتح عادل الغول: “هذه النسب توضح فعلاً ألا حل الآن إلا بالضغط على نتنياهو للنزول من أعلى الشجرة لأنه هو العائق أمام وقف إطلاق النار”.
وأضاف: “إسرائيل لن تنجح حتى لو اجتاحت رفح، ولن تحقق أهدافها مطلقاً”.
وتابع: “إسرائيل وضع أهدافاً يؤكد المجتمع الإسرائيلي أنه من المستحيل تنفيذها”.
وأكد أن “الحل في النهاية هو رضوخ نتنياهو وإجباره على الموافقة على اتفاق باريس”.
موقف الولايات المتحدة
رغم أنّ الولايات المتحدة – أقوى حلفاء إسرائيل – قالت إنها ستستخدم حق النقض ضد مشروع قرار أممي قدمته الجزائر يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى غزة مع رفض التهجير القسري للفلسطينيين، حذّر الرئيس الأمريكي جو بايدن من تداعيات أي هجوم بري على رفح.
بايدن أكد ذلك في اتصال هاتفي مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو حيث قال البيت الأبيض في بيان إن الرئيس الأمريكي “كرر موقفه بأن أي عملية عسكريّة يجب ألّا تتم من دون خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ تضمن أمن المدنيين في رفح”.
في غضون ذلك، قال موقع “أكسيوس” الأمريكي أن بريت ماكغورك، كبير مستشاري بايدن لشؤون الشرق الأوسط، سيزور إسرائيل ومصر خلال الأيام المقبلة.
ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين قولهم إن الزيارة تأتي بهدف إجراء محادثات حول العملية العسكرية الإسرائيلية المحتملة في رفح ومفاوضات إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة.
وأشار الموقع إلى أن ماكغورك سيلتقي في القاهرة مع رئيس جهاز المخابرات المصري، عباس كامل، فيما سيجتمع في تل أبيب مع نتنياهو ووزير الدفاع، يوآف غالانت.