ماذا خسرت موسكو بعد عامين من الغزو الروسي لأوكرانيا؟
في الـ 24 من فبراير/ شباط، تدخل كييف عامها الثالث في ظل الغزو الروسي لأوكرانيا، في الوقت الذي يصمم فيه قادة العالم على مواصلة دعمها، ويحثون الدول على تجديد التزامها بتقديم نفس الدعم لمواجهة غزو روسيا لأراضيها.
في الوقت نفسه، حث الرئيس الأمريكي جو بايدن، رئيس مجلس النواب الأمريكي، مايك جونسون وأعضاء الكونغرس على العودة وتمرير المساعدات التي تشتد الحاجة إليها لأوكرانيا.
في السياق أعلنت المملكة المتحدة عن حزمة ذخيرة بقيمة 245 مليون جنيه إسترليني لتعزيز احتياطيات المدفعية الأوكرانية في الذكرى الثانية للغزو الروسي لأوكرانيا.
كما أعلنت وزيرة الخارجية الكندية، ميلاني جولي، أن كندا فرضت حظرا على تصدير البضائع إلى روسيا “التي يمكن استخدامها لصنع الأسلحة”. وينطبق الحظر على “المتفجرات، بما في ذلك الصواعق، التي تستخدم في صناعة التعدين والبناء”، بحسب الوزيرة، مضيفة أن بلادها تفرض عقوبات إضافية على 10 أفراد و153 كيانا.
وقال رئيس الوزراء الأوكراني، دينيس شميهال، إن بلاده عرضت على بولندا خطة لإنهاء الحصار الحدودي، وفقًا لبيان نشر على الموقع الإلكتروني لمجلس الوزراء الأوكراني. وقال شميهال إنه وصل إلى الحدود البولندية مع أعضاء آخرين في الحكومة الأوكرانية للتفاوض مع زملائه البولنديين، لكنهم لم يحضروا.
كل هذه التطورات نوقشت في حلقة اليوم من برنامج ستديو أخبار الآن، بالإضافة إلى الأضرار الناجمة عن استمرار الغزو الروسي لأوكرانيا.
مماطلة روسية.. ماذا ينتظر بوتين؟
قال مؤسس مركز بروجن للدراسات الاستراتيجية رضوان قاسم إن “روسيا تحاول قدر المستطاع استغلال الوقت للذهاب إلى مفاوضات”.
وأضاف “قاسم” في حواره مع “ستديو أخبار الآن، أن “الأوروبيين يريدون دعم أوكرانيا بشيء محدود وصولاً إلى الانتخابات الأمريكية حتى يعرفون لمن ستميل الكفة، فإذا بقي بايدن فسيكون هناك دعم أكثر وتصعيد من قبل روسيا، أما لو وصل ترامب فسيكون هناك مخرجاً لكلا الطرفين، ويمكن أن يجدوا أن التفاوض أقل كلفة من الحروب وهذا ما تسعى إليه روسيا في الوقت الحالي”.
كما أكد أن “الانتخابات الأمريكية ستؤثر بشكل كبير على الوضع في أوكرانيا وروسيا”.
وواصل: “ميدفيديف كان يهدد باستخدام النووي، وهذه رسالة إلى الغرب ولا سيما الولايات المتحدة”. وشدد أيضاً على أن “الطرفين استنزفا، سواء الغرب والناتو أم الروس الذين خسروا جداً في هذه الحرب”.
خسائر روسية في ذكرى الغزو الثالثة
إلى ذلك قال قائد القوات الجوية الأوكرانية، ميكولا أوليشوك، إن أوكرانيا أسقطت طائرة تجسس روسية.
ولم يشر بيان رسمي من منطقة كراسنودار الروسية إلى الضربة الأوكرانية، ولكنه بدلاً من ذلك أفاد بوقوع حادث تحطم طائرة أدى إلى نشوب حريق على الأرض.
وقال مسؤولون في المخابرات الأوكرانية إن روسيا استخدمت الطائرة التي أسقطتها للسيطرة على الضربات الصاروخية وتوجيهها على المدن الأوكرانية.
الأستاذ المساعد في جامعة كييف الوطنية ميكولا باستون علق على ذلك بالقول: “يجب العمل على تدمير الطائرات الروسية وهو ماشهدناه في الأيام الماضية”.
وأضاف في حواره مع “ستديو أخبار الآن: “أمس تم إسقط طائرة تجسس روسية نادرة فوق بحر آزوف ربما لا تملك موسكو منها سوى 3 أو 4 فقط”.
تابع: “نحن نستعد لكل السيناريوهات ولا أعتقد أن المساعدات ستتوقف”.
وأكمل حديثه: “الآن نحن نشهد تغيراً كبيراً، حيث أنه في السنة الماضية كان التحضير للهجوم المضاد، والآن في ظل نقص الذخيرة والأسلحة فإن السيناريو الأفضل هو الدفاع والتركيز على ضربات من نوع آخر مثل استهداف السفن”.
وأردف: “تبين لنا خلال هذين العامين أن روسيا إذا كان لديها أدنى إمكانية شن ضربة في أوكرانيا فلن تتوقف وهذا الأمر لا يأتي في سياق رد فعل على استهدافات أوكرانية”.
الغزو الروسي لأوكرانيا يرهق اقتصاد العالم
بشكل عام، يؤدي الروسي لأوكرانيا إلى تأثير سلبي على الاستقرار الاقتصادي العالمي، حيث تتراجع الثقة في الاقتصاد العالمي وتتراجع الاستثمارات والنشاط التجاري، مما يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وزيادة حدة التوترات المالية، بحسب خبراء اقتصاديين.
لتجنب هذا التأثير السلبي، يعمل المجتمع الدولي على التوسط والتهدئة في الحرب، وتعزيز التعاون الدولي للحفاظ على الاستقرار الاقتصادي العالمي.
تأثير الحرب الروسية في أوكرانيا على الاقتصاد العالمي لا يمكن إنكاره. يؤثر التوتر الجيوسياسي بين البلدين على أسعار النفط والغاز، والأسواق المالية والاستثمار، والتجارة العالمية، والاستقرار الاقتصادي العالمي بشكل عام. لذا، يتطلب حل النزاع وتهدئته تعاونًا دوليًا قويًا للحفاظ على استقرار الاقتصاد العالمي وتعزيز التنمية المستدامة.
الخبير والمحلل الاقتصادي رشيد الساري أكد أنه “من الصعب جداً أن يتحمل العالم سنة ثالثة من الحرب في أوكرانيا”.
أضاف: “كنا قبل عامين نتحدث فقط عن الغزو الروسي لأوكرانيا واليوم أصبحنا نتحدث عن أزمة بالشرق الأوسط ومضيق باب المندب ولا يجب أن ننسى أزمة التوريدات”.
تابع حديثه: “التغيرات المناخية كانت سبباً في مجموعة من الكوارث في الأرض عام 2023، ونحن أمام إشكاليات أخرى والأمم المتحدة قالت بأن الوضع الاقتصادي العالمي سيكون قاتماً عام 2024”.
وواصل حديثه: “اليوم الحل ليس بالضغط على روسيا أو مد أوكرانيا بالأسلحة، بل نحن بحاجة لحل سياسي للخروج من الورطة لأن هناك معدلات تضخم تزداد بشكل كبير”.
وأشار إلى أنه “من السيناريوهات القاتمة أنه إذا استمر الوضع على ما هو عليه فيسزيد من سعر النفط وبالتالي ارتفاع معدلات التضخم، ونحن بحاجة لحل سياسي”.
الرأي رأيكم
ضمن فقرة الرأي رأيكم سألت أخبار الآن المتابعين.. مع دخول الغزو الروسي لأوكرانيا عامه الثالث، كيف ترى سبل الحل؟
جاءت الإجابات على النحو التالي:
- دعم غربي أوسع لأوكرانيا 25%
- زيادة الضغوط الدولية على روسيا 75%
تعليقاً على النتيجة قال مؤسس مركز بروجن للدراسات الاستراتيجية رضوان قاسم: “الاستطلاع فيه شيء من الواقعية ويتجلى بما رأيناه من إضافة المزيد من العقوبات من قبل البيت الأبيض على روسيا”.
أضاف: “ليس لدى دول أوروبا إلا الضغوطات الاقتصادية والسياسية إذ أن الوضع العسكري لا يسمح بمزيد من الضغط”.
وأكد أن “الصواريخ بعيدة المدى مثلاً يمكن أن تدخل الأوروبيين بمتاهات عسكرية، خاصة بعد إعلان سيرغي لافروف أنه لو تم إرسال هذه الصواريخ فإن هذا سيكون كمشاركة فعلية في هذه الحرب، وإن الرد سيكون مباشر”.
ولفت إلى أن “الناتو لا يريد الدخول بصراع عسكري وبالتالي فإن سلاح العقوبات هو الأمثل”.
في آخر التطورات الميدانية شن الروس غارات ليلية في منطقة أوديسا حيث قُتل 3 أشخاص وأصيب 8 آخرون على الأقل في هجمات بطائرات بدون طيار خلال الليل في أوكرانيا، حسبما أفاد مسؤولون.
وفي منطقة أوديسا على البحر الأسود، ضرب حطام إحدى الطائرات بدون طيار مبنى، مما تسبب في نشوب حريق ومقتل 3 أشخاص، وفقًا لرئيس الإدارة العسكرية، أوليه كيبر.