مخيم الهول يعتبر مركز احتجاز لنساء وأطفال إرهابيي داعش
أعربت عشرات النساء اللواتي ينتمين لدول أجنبية عن رغبتهن اليائسة بالعودة إلى أوطانهن بعد أن مر نحو 5 أعوام على وجودهن في مخيمين شمالي سوريا، وفقا لتقرير نشرته شبكة “سكاي نيوز” البريطانية.
وجرى إنشاء مخيم الهول ومخيم الروج تحت إشراف قوات سوريا الديمقراطية لاستيعاب عشرات آلاف النساء مع أطفالهن ممن كن تزوجن أو ارتبطن بمقاتلي داعش.
وتحدثت الشبكة إلى ما وصفته بـ “عرائس داعش”، وهن نساء بريطانيات وأستراليات وبلجيكيات وألمانيات وهولنديات ومن منطقة البحر الكاريبي، إذ أصررن جميعهن على أنهن وأطفالهن يعاقبون على خطايا شركائهم وآبائهم.
وادعت كثيرات أنهن تعرضن للاغتصاب أو للخداع للذهاب إلى سوريا، وفي بعض الحالات تم الاتجار بهن.
ومن بين النساء الأجنبيات، مواطنات في دول غربية موجودون هن وأطفالهن غالبا في مخيم الروج، حيث ظلوا بدون كهرباء طوال الشهر الماضي وسط ظروف معيشية ومناخية قاسية للغاية، طبقا للشبكة.
وقالت أم أسترالية لثلاثة أطفال شريطة عدم الكشف عن هويتها؛ لأنها لا تزال تستكمل الإجراءات القانونية لإعادتها إلى وطنها: “نحن بشر، ولسنا حيوانات في نهاية المطاف”.
حول هذا الموضوع، أفرد برنامج ستديو أخبار الآن المساحة للنقاش في حلقة اليوم.
وقال عضو الاتحاد الوطني الكردستاني أحمد الهركي: “هناك بعض الخطوات التي تحققت من قبل مستشارية الأمن القومي ووزارة الهجرة والمهجرين في العراق”.
وأضاف: “الآن يوجد مخيم الجدعة لإعادة التأهيل وهو بجنوب غرب الموصل وهناك بعض عمليات الإدماج التي حصلت في شمال بغداد وليست بالمستوى المطلوب”.
ولفت إلى أن “اهتمام العراق بهذا الموضوع يأتي لأن العراق كان ضحية هذه التنظيمات الإرهابية”.
أشار الهركي كذلك إلى أن “هناك أكثر من 60 جنسية، وهناك من يتحدث عن 25 إلى 30 ألف وتم إعادة ما يقارب 6 آلاف إلى الآن”.
ولفت إلى أن “تجربة إدراج هؤلاء في المجتمع هي جديدة وأشرت إلى خطوات قامت بها السعودية والمغرب”.
وواصل حديثه: “الخشية من أن يكون هؤلاء مشاريع لإرهابيين مستقبلاً أي خلايا نائمة”.
من جانبه لفت الأمين العام لمجلس محافظة ديرالزور د. حمزة موسى المحيمد إلى أن “مخيم الهول هو قنبلة موقوتة، وقد صنع هذا المخيم من أجل ملفات قادمة في المستقبل”.
وأضاف: “مخيم الهول يضم عدداً كبيراً من نساء وأبناء داعش، وهؤلاء الأبناء يعودون بالنسب لدول أوروبية وأمريكية”، مشيرا إلى أنه “عندما ظهر داعش في العراق وسوريا، سمحت هذه الدول لمواطنيها بالهجرة لدولة الخلافة المزعومة”.
وتابع “عمليات التسهيل التي قدمتها الدول جاءت للتخلص من هؤلاء التكفيريين”، موضحا أنه “عندما تم القضاء على داعش في سوريا أصبحت هذه الدول غير مهتمة بإعادة أبناء الدواعش، والذين ربما يكونون قنابل موقوتة، لذا هم راضون عن المخيم”.
وواصل المحيمد حديثه: “من زاوية أخرى لربما تسعى الدول لجعل قنبلة موقوتة في الوطن العربي لتفجيرها في المكان والزمان المناسب”.
شهدت العديد من الدول سفر مواطنيها إلى الشرق الأوسط تلبية لدعوة تنظيم داعش لإنشاء ما يسمى بـ “دولة الخلافة” في العام 2014.
واستمرت الجماعة الإرهابية في السيطرة على مساحات شاسعة من سوريا والعراق، وفرضت أحكاما وقوانين قاسية ومتطرفة، وتنفيذ عمليات قتل فظيعة بحق مدنيين واختطاف واغتصاب نساء وفتيات صغيرات.
وذبح مسلحو داعش آلاف الرجال من الأيزيديين لأنهم اعتبروهم عبدة للشيطان، وقاموا باختطاف وسبي آلاف النساء الأيزيديات، ومعاملتهن بوحشية لسنوات.
الأطفال.. ضحايا لمرتين
قال خبراء الأمم المتحدة في تقرير العام الماضي “إن الاعتقال الجماعي للأطفال في شمال شرقي سوريا بسبب ما قد يفعله آباؤهم يعد انتهاكا صارخا لاتفاقية حقوق الطفل التي تحظر جميع أشكال التمييز ومعاقبة الطفل على أساس وضع والديه أو أنشطتهما أو آرائهما أو معتقداتهما”.
وفي السياق ذاته، قالت كاساندرا بودارت، وهي مواطنة بلجيكية ذات شعر أشقر، إنها أدركت بعد وقت قصير من وصولها إلى سوريا أنها ارتكبت خطأ فادحا.
وأردفت: “منذ فترة طويلة، حاولت الهروب، ولكن زوجي منعي وهددني بالقتل إذا حاولت فعل ذلك”.
وأما زكية كاجار، التي عاشت في ألمانيا لمدة 29 عاما، حيث كان لديها وظيفة وأنجبت هناك طفلين، فأوضحت أن زوجها خدعها وجعل تأتي إلى الرقة في سوريا.
وحاولت كاجار الهرب مرتين، قائلة: “لكنهم قبضوا علي وضربوني … وبالتالي بقيت مع زوجي 4 أشهر قبل أن يموت وأنا حامل … ماذا يمكنني أن أفعل؟”.
وذكرت إنها أُجبرت على الزواج من رجل آخر لا تعرفه أو تحبه، وأنجبت طفلين آخرين، مؤكدة أن ابنتها الصغرى البالغة من العمر 5 سنوات لم تعرف أي حياة خارج أسوار مخيم الروج.
وفي هذا السياق، قال الخبير ومستشار السلوكيات أحمد سبيتة إنه “كلما تأخرنا بعلاج الطفل كلما أصبحت معقدة على الطفل والخبير”.
وأوضح: “يختلف التعامل مع مشاكل الطفل السلوكية بحسب عمره”، لافتا إلى أن “الخطر يشتد الآن لأن هذا الطفل لا يوجه فقط خطراً أيديولوجياً بل حتى الأجيال الأصغر منه تتطبه معه بالطباع ذاتها”.
الرأي رأيكم
ضمن فقرة الرأي رأيكم سألت أخبار الآن المتابعين.. هل تعتقدون أن أطفال داعش يمكن إعادة تأهيلهم؟
جاءت الإجابات على النحو التالي:
- نعم، مع الكثير من الجهد والإشراف من قبل حكوماتهم بنسبة 69%
- لا، لقد فقدوا براءتهم ولن يكونوا أفراداً عاديين بنسبة 31%
تعليقاً على النتيجة قال سبيتة إن “النتيجة مبررة قليلاً، ولكن الأمر ليس بهذا السوء، صحيح أن الأمر معقد، ولكن يمكن مساعدتهم، وذلك بضمان التعامل الصحيح مع هؤلاء الأطفال بغض النظر على الحياة التي عاشوها”.
أضاف: “نحن قادرون على مساعدة هؤلاء الأطفال مع الأخذ بالحسبان متطلبات المرحلة العمرية”.
وأكمل: “أنا ضد فصل الأمهات عن الأطفال، وأحد أعمق النقاط التي يمكن استعمالها لعلاج الأطفال هو تدريب الأم والأب على التعال الصحيح مع الأطفال”.
هذا ولا تزال أكثر من 2000 امرأة أيزيدية في عداد المفقودين، حيث يُعتقد أنهن ما زلن في الأسر لدى خلايا داعش النائمة بعد 10 سنوات من المذابح بحق تلك الأقلية الدينية التي صنفتها الأمم المتحدة على أنها “إبادة جماعية”، وفقا لسكاي نيوز البريطانية.