إحجام واسع عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية الإيرانية
أقل نسبة مشاركة في الانتخابات البرلمانية الإيرانية منذ سيطرة الخميني على البلاد عام 1979 رغم كل المحاولات الحكومية بتضييق وصول الإعلام إلى مراكز الاقتراع والاطلاع على المعلومات الحقيقية.
مع انطلاق الانتخابات التشريعية في إيران، تزايدت جهود النظام الإيراني لإغراء المواطنين بالتصويت، وتهديد المعارضين والمنتقدين.
وقال مسؤولو النظام الإيراني في القطاعين العسكري والتعليمي إنهم استخدموا أدواتهم ومرافقهم لإحضار الجنود والطلاب الذين يصوتون للمرة الأولى إلى صناديق الاقتراع.
بينما أعلنت جماعات سياسية ومدنية وعائلات المطالبين بتحقيق العدالة مقاطعة الانتخابات في الأيام الأخيرة، كثفت المؤسسات الأمنية والاستخباراتية ضغوطها لمنع حملات المقاطعة.
في الوقت نفسه، أفاد بعض الناشطين السياسيين المؤيدين لمقاطعة الانتخابات، على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، أنهم تلقوا رسائل تهديد عبر الهاتف من السلطة القضائية لنشرهم منشورات لمقاطعة الانتخابات.
أسئلة عديدة تتمحور حول هذا الموضوع الذي كان محور النقاش في حلقة اليوم من برنامج ستديو أخبار الآن.
انحسار المواجهة
حول هذا الموضوع قال الباحث في الشأن الإيراني مسعود الفلك، “هناك مصطلح يستعمل في اللغة الفارسية، “يعني تحويل السلطة إلى سلطة خالصة، فالوصول إلى هذه النقطة حيث تكون السلطة من صنف واحد ونزعة واحدة وطريقة تفكير واحدة، ومن هم في السلطة العليا يرون أن هذا يخدم النظام، ولكن معلوم أن في العملية الديمقراطية هو إفراز بين التنوع الفكري والعقائدي والانتماء، فالديمقراطية جاءت للاختيار من هذا التنوع ولكن عندما يتم تحويل السلطة إلى سلطة خالصة ونظام واحد فلا ضرورة لبقاء الأدوات الديمقراطية في هذه الحالة”.
وأكمل ” النظام يتوجه نحو هذا الأسلوب وبهذه الطريقة يفقد الكثير من الذين يجب أن يشاركو في الانتخابات وبذلك يفقد شعبيته”.
أقل نسبة مشاركة
حول هذا الموضوع قال الخبير في الشأن الإيراني وجدان عبدالرحمن: “النظام الإيراني يكشف كل ما كان يخفيه، ونعرف أن موضوع الانتخابات بالنسبة لإيران مهم للغاية وخاصة في هذه الدورة الانتخابية، لأنه يتم من خلالها انتخاب مجلس الفقهاء والشورى الإيراني، وهذان الموضوعان بالنسبة للنظام الإيراني الذي بدأ يفقد شرعيته داخليا ودوليا، لذلك لأن موضوع المشاركة بالنسبة له مهمة وهذه المرحلة دخلت المؤسسات الدينية والأمنية والإعلامية لحث الشارع للتصويت للانتخابات حتى لو كانت المشاركة رمزية لكي يثبتوا أن النظام الإيراني أن مازال له شرعية”.
وأكمل ” واقع الأمر حول الشرعية، أنه في ظل عصر السوشال ميديا فلا يمكن تغطية الشمس بالغربال، فمنذ اليوم الباكر كانت كل الوسائل الإعلامية لم تسمح بتغطية الانتخابات حتى المحلية منها، لذلك هناك تغطيات ميدانية لأبناء المناطق لتوثيق الانتخابات ليتبين أن النسبة ضعيفة للغاية لكن النظام الإيراني زور الانتخابات وأعطى أرقاماً غير صحيحة”.
إدارة سيئة في الداخل الإيراني
حول هذا الموضوع قال الباحث في القانون الدولي في معهد الحوار كميل البوشوكة ” الحصار الأمريكي له دور كبير لكن لا يشمل المواد الغذائية والأدوية، بل يشمل الأموال التي تخدم النظام بالتسليح ودعم الميليشيات، لكن الأزمة في إيران توسعت في القطاع الصحي وفرص العمل والحاجات اليومية وهذا يدل على أن الفساد وسوء الإدارة متطور في إيران وله دور كبير أكثر من العقوبات الأمريكية، وأصبح هناك قيادات كبيرة ينهبون الأموال ويلجؤون للغرب، لذلك العقوبات لا تستهدف الأكل والشرب والدواء للمواطنين الإيرانيين، بل تستهدف القدرات العسكرية والسياسية للنظام الإيراني”.
الرأي رأيكم
حاول بعض المسؤولين والناشطين الإعلاميين، في خطاباتهم، التأكيد على أن نسبة مشاركة ستزيد عن 50 في المائة. ومن بين هؤلاء الأشخاص عبد الله كنجي، رئيس التحرير السابق لصحيفتي “جوان” و”همشهري”، ومحمد رضا باهنر، الناشط السياسي.
وتظهر استطلاعات الرأي التي أجرتها هيئات مستقلة أعدادا أقل بكثير من المشاركين في الانتخابات.
وفقاً لنتائج أحدث استطلاع أجراه معهد “ستاسيس”، فإن نسبة مشاركة الشعب الإيراني في الانتخابات البرلمانية الثانية عشرة نحو 34 في المائة.
ويظهر الاستطلاع الذي أجري في منتصف فبراير (شباط)، أن الأسباب الرئيسية التي ستدفع بالمواطنين لعدم المشاركة في الانتخابات تتعلق بعدم ثقتهم بالمرشحين.
كما أعلن معهد “كمان” في وقت سابق أن ثلاثة أرباع المواطنين لا يعتزمون المشاركة في الانتخابات.
ضمن فقرة الرأي رأيكم سألت أخبار الآن المتابعين.. برأيك.. ماذا يعني التراجع التاريخي في نسبة المشاركين بالانتخابات الإيرانية؟
وجاءت الإجابات على النحو التالي:
- استياء من أداء المحافظين 14%
- عدم ثقة في نتائج الانتخابات 86%
تعليقاً على النتيجة قال الباحث في القانون الدولي في معهد الحوار كميل البوشوكة “الشعب الإيراني يعلم أن الإصلاحيين لن يستطيعوا حل الأزمة الاقتصادية في البلاد و أزمة حرية الرأي في البلاد”.
وأضاف: “النظام لا يستطيع حل هذه الأزمة في ظل الحكم المتطرف الذي سيطر على مؤسسات الدولة لذلك فكل العوامل هي مجتمعة وعدم مشاركة الشعب هي أفضل رسالة للنظام الإيراني وقيادته”.