مخاوف من أن يصل الخلاف السياسي إلى تقسيم ليبيا
ما تزال الخلافات تعصف بالفرقاء السياسيين في ليبيا .. ودعا الاتحاد الأوروبي، القادة الليبيين إلى قبول دعوة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة عبد الله باتيلي للاجتماع خلال شهر رمضان الجاري لمعالجة خلافات تحول دون إجراء انتخابات طال انتظارها.
هذه الدعوة تضمنها بيان مشترك لبعثة الاتحاد الأوروبي وسفارات الدول الأعضاء بالاتحاد لدى ليبيا، بمناسبة بداية شهر رمضان، بحسب الموقع الإلكتروني لبعثة الاتحاد في البلد الغني بالنفط.
تدخلات خارجية
قال إدريس أحميد الصحفي ورئيس منظمة العلوم والتنمية إن الأزمة السياسية هي نتاج انعدام ثقة وأزمة اطراف سياسية تريد البقاء في المشهد السياسي وأيضا أزمة تدخل دول خارجية في الشأن الداخلي.
مبينا أنه عقدت الكثير من اللقاءات بين الأطراف الليبية، وتم التوصل على المناصب السيادية ولكننا لم نر شيئا.
وأضاف أن جميع الاتفاقات أجهضت بسبب الجهل بالسياسة الليبية، وجميع المؤسسات الدولية فقدت الثقة بالأطراف الليبية ولم تعد تتدخل.
وأشار أحميد إلى أن جامعة الدول العربية لم تهتم بالشأن الليبي منذ الربيع العربي وتم إبعادها بسبب التدخلات الخارجية التي تمتلك أجندة لتنفذها في ليبيا.
تغيير الحكومة
قال الكاتب والأكاديمي د.جبريل العبيدي إن رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة لم يتغيب عن حضور اجتماعات الأطراف الليبية في جامعة الدول العربية ولكن تم تغييبه، وهناك من يمثله في المجلس الرئاسي.
مبينا أن العالم الغربي بدأ يقتنع بضرورة تغيير الحكومة الليبية كما أن مصر وتركيا ترغبان بذلك أيضا.
واشار جبريل إلى أن الدبيبة يتجه نحو اقناع المجتمع الدولي والمحليين بتغيير الحكومة ولكن يبقى هو رئيسا للحكومة المقبلة.
وفيما يتعلق بالانتخابات أوضح دكتور جبريل أن خارطة عبد الله باتيلي، رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا تدعو إلى خمس كيانات بينما الخارطة الحالية تدعوا ثلاث كيانات فقط.
السير نحو الديمقراطية
قال رئيس مجموعة العمل الوطني للدراسات خالد الترجمان إن الانتخابات جسر نحو الدولة الديمقراطية ولكن أصبح هذا الجسر صعب بلوغه.
مبينا أن الصراع هو بين التيارات المتطرفة المدعومة من دول محددة ومتحكمة بالمشهد الليبي منذ القرن الماضي.
وأشار الترجمان إلى أن ليبيا اليوم تعتبر رهينة لدى دول غربية توظفه كما تشاء.
الرأي رأيكم
من يتحمل مسئولية استمرار الصراع السياسي في ليبيا؟
حكومة طرابلس 9%
برلمان طبرق 10%
كلاهما 81%
في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، دعا باتيلي الأطراف المؤسسية الرئيسة في ليبيا إلى اجتماع للتوصل إلى تسوية سياسية حول القضايا مثار الخلاف السياسي والمرتبطة بإجراء الانتخابات.
ولم يُعقد هذا الاجتماع حتى اليوم جراء خلافات بين الأطراف المؤسسية الرئيسة وهي: المجلس الرئاسي والمجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب وحكومة الوحدة الوطنية وقوات الشرق بقيادة خليفة حفتر.
وخلال اجتماع في القاهرة برعاية الجامعة العربية في 11 مارس/ آذار الجاري، اتفق رؤساء مجالس النواب والرئاسي والأعلى للدولة على توحيد المناصب السيادية وتشكيل حكومة موحدة لإجراء الانتخابات ولجنة فنية لإدخال تعديلات على قوانين انتخابية محل خلاف.
ويأمل الليبيون إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية لإنهاء نزاعات وانقسامات تتجسد منذ مطلع 2022 في وجود حكومتين، إحداهما برئاسة أسامة حماد وكلفها مجلس النواب، والأخرى معترف بها من الأمم المتحدة ومقرها في العاصمة طرابلس، وهي حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة.