سوريا.. ماذا بعد 13 عاماً من الصراع؟
في 15 مارس/ آذار من عام 2011،اندلعت احتجاجات شعبية واسعة في مناطق عدة من سوريا، قابلتها قوات النظام بالعنف والقوة، وسرعان ما تحوّلت نزاعاً مدمراً فاقمه تصاعد نفوذ التنظيمات الإرهابية وتدخل أطراف خارجية عدّة.
أكثر من 507 آلاف شخص قتلوا خلال الحرب المستمرة منذ 13 عاماً، والتي أدت إلى نزوح وتشريد الملايين في داخل البلاد وخارجها وخلفت أزمة اقتصادية خانقة فيما لا تزال الجهود السياسية التي تقودها الأمم المتحدة لإيجاد حلّ سياسي متعثرة
بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان فإنّ حصيلة عدد القتلى المدنيين خلال النزاع تجاوزت 164 ألف شخص، بينهم أكثر من 15 ألف امرأة، و25 ألف طفل.
ويقول مدير المرصد رامي عبد الرحمن لـ”أخبار الآن”: ما حصل في سوريا ثورة كان هدفها الوصول دولة ديمقراطية ولم تكن ثورة المتطرفين أو أبو محمد الجولاني الذي أقحم نفسه في هذه الثورة، ولكن منذ الأشهر الأولة وفي اللحظة التي اعتدى فيها معارضون محسوبون على الأخوان المسلين في القاهرة على جماعة عبد العزيز الخير ورفاقه الثوريين الرئيسسين الذين كانوا في معتقلات النظام قلنا حينها إن الأمور تسير باتجاه منحى آخر بعيد عن حلم الديمقراطية”.
وأكمل: “عندما نشاهد اليوم مظاهرات السويداء والمظاهرات ضد الجولاني وفي بقع مختلفة من البلاد، نرى بأن الأمل مازال موجوداً بالوصول إلى الدولة الديمقراطية رغم الصعوبات،
وتابع: ” نحن بعد 13 عاماً لدينا بلد مقسم ونظام لا يحكم البلاد إنما روسيا وإيران، وهناك قوات سوريا الديقراطية المدعومة أمريكيا والتي تسيطر على ربع البلاد وكذلك تركية تسيطر على مناطق من سوريا، وأبو محمد الجولاني لديه دولة خاصة به.
وشدد عبد الرحمن بالقول: “لدينا أربع حكومات داخل أراضي الدولة السورية ولكن لايزال الأمل موجود رغم النفق المظلم الذي نحن فيه”.
ورغم استعادة قوات النظام السوري تدريجياً أراضي فقدت السيطرة عليها في بداية النزاع بمساعدة حليفتيه إيران وروسيا، إلا أن مساحات واسعة من شمال البلاد وشمال غربها لا تزال خارج سيطرة دمشق.
وسوّت الحرب أحياءً كاملة على الأرض، ودمرت مئات الأبنية السكنية ومعامل ومصانع وبنىً تحتية، في حين فاقمت العقوبات الغربية المفروضة على دمشق من أزمات البلاد.
لا يوجد معارضة
ويقول العقيد الركن خالد المطلق خبير عسكري وأمني: “تنظيم الإخوان الإرهابي هو من أفسد ثورتنا وسرق تضحياتنا ومعاناتنا”
وتابع: “إغراق الثورة بالمال السياسي وصناعة أمراء حرب ودخول التنظيمات الراديكالية من الأسباب الرئيسية لإخراج الثورة عن هدفها الحقيقي”.
وعن المعارضة السورية يقول المطلق: إن أكثر من 60 في المئة من الائتلاف المعارض هو عبارة عن عملاء للنظام ولا علاقة لهم بالثورة،
ويرى المطلق أن المعارضة تم تصنيعها من قبل الغرب وهي عبارة عن مجموعة من المرتزقة ولا يوجد فيها أي مختص بالشأن السياسي حيث تم وضع هذه المعارضة ي مكان الضباط المنشقين وعناصر الجيش الحر حيث لايتوفر فيها رجال دولة حقيقين
وحذرت الأمم المتحدة من أن 16.7 مليون شخص في سورية يحتاجون هذا العام إلى نوع من المساعدة الإنسانية، أي “ما يعادل حوالى ثلاثة أرباع سكان البلاد،
وتقول الأمم المتحدة إن حوالى 7.2 ملايين سوري نزحوا داخلياً فيما وفاقم الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا وسوريا في فبراير/ شباط من عام 2023 من معاناة السوريين.