مطبخ أخبار الليلة 08-01-2020
لقد أوضحت الهجمات الإيرانية على القواعد العسكرية العراقية شيئًا واحدًا، وهو أنه في هذه الجغرافيا، إيران هي المعتدي. وعلى الرغم من كل محاولاتها، أصبح من الصعب تصديقها عند لعبها دور الضحية. نعم، هناك ضحية كبرى في هذا العدوان وهي العراق.
لم يكن قاسم سليماني وزير المياه الإيراني أو وزير التنمية الحضرية، لكنه كان القائد المسؤول عن قوة عسكرية سرية مهمتها زعزعة استقرار المنطقة، ولقد قُتِل بعد سنوات من تسببه في قتل عدد لا يحصى من المدنيين الأبرياء في سوريا واليمن والعراق وخارجها. قُتل خلال إحدى رحلاته السرية مع أبو مهدي المهندس وهو أقرب جندي عراقي له. قتل وهو مقاتل نشط يخطط لهجمات وشيكة.
على الرغم من ذلك، حاولت إيران أن تستغل عملية قتل سليماني ولعب دور الضحية.
بمساعدة وسائل الإعلام الروسية والصينية، فضلا عن وسائل إعلام غربية يمينية ويسارية متطرفة، اكتسب دور الضحية هذا بعض التأثير في وسائل التواصل الاجتماعي. ومع ذلك، هناك ثلاثة تطورات رئيسية أسقطت قناع الضحية الذي تضعه إيران.
1. الرسوم التوضيحية التي يشاركها مسؤولون إيرانيون على حساباتهم الرسمية، تصور الدخول المفترض لسليماني إلى الجنة للانضمام إلى الإمام الحسين ( رضي الله عنه) . بالنسبة لكثير من العراقيين الذين يريدون التخلص من هذه الرمزية الأيديولوجية الثقيلة، كان ذلك بمثابة تذكير صادم بالطبيعة الحقيقية للمتعصبين الإيرانيين، ورمزت هذه الصورة إلى أن العلاقة بين إيران والشيعة العراقيين لا يمكن أن تكون متساوية، فـ ” قَم” ترغب في إخضاع ” النجف” من خلال ولاية الفقيه، وهو الاعتقاد المروع بإمام الزمان والباقين، وهذا ليس مجرد معتقد ديني، بل إنه دليل على أن المتشددين الإيرانيين لا يريدون سوى التسبب بالفوضى في العراق للتحضير لنهاية العالم.
العراقيون لا يريدون شيئاً من هذا. العراقيون يريدون حياة مدنية وآمنة ومزدهرة.
2. التدافع القاتل في جنازة سليماني، ولم تكن جنازته مناسبة هادئة أو حزينة، فبسبب التقاليد الطائفية، تحولت إلى عرض سياسي أيديولوجي، إذ أسفرت التجاوزات عن فقدان السيطرة حتى في الجنازة وتسببت في قتل العشرات وجرح المئات.