دبي ، الامارات ، 19 فبراير ، البيان –
اقترب برشلونة الاسباني كثيراً من التأهل لدور الثمانية في دوري أبطال أوروبا بعدما عاد من ملعب الاتحاد بفوز ثمين على مضيفه مانشستر سيتي الانجليزي كان قوامه هدفين نظيفين، وبات لقاء العودة بالكامب نو أقرب بالمهمة المستحيلة لأبناء المدرب مانويل بليجريني بعدما سيطر عليه الخوف الشديد أو الاحترام الزائد عن الحد لمنافسه.
أحرز هدفي الضيوف الأرجنتيني ليونيل ميسي من ضربة جزاء (ق54)، وأضاف الظهير داني الفيش الهدف الثاني (ق 90).
لم يرتق اللقاء في معظمه إلى المستوى المتوقع عطفاً على ما يملكه الفريقان من لاعبين على مستوى عال في كافة الخطوط، وجاء محبطاً خالياً من الدسم الكروي في أحداثه ولولا هدفي برشلونة لخلا مما يستحق الذكر.
سيطر برشلونة كعادته على الكرة ودانت له نسبة الاستحواذ، وإن كانت بلا خطورة، خاصة في الشوط الأول الذي خاضه الفريق المضيف وسط خوف غير مبرر لاسيما أنه يلعب على أرضية ميدانه التي سبق ونال عليها كبار الدوري اللانجليزي هزائم مذلة (سداسية لأرسنال، رباعية لليونايتد، سداسية لتوتنهام) أيضاً دخل اللقاء وهو يمتلك أقوى خط هجوم في أوروبا كلها، فلماذا الخوف؟
شوط للنسيان
دخل المان سيتي اللقاء ليس بغرض الفوز وإنما بهدف عدم الخسارة فلعب كليشي وكولاروف في الناحية اليسرى وكلاهما ظهير، كذلك لعب زباليتا ونافاس في الجهة اليمنى فأعاق كل منها الآخر لتشابه مهامهما، وإن كان هدف بليجريني هو إيقاف ظهيري برشلونة، وكان يجب على مدرب السيتي أن يعي أنه يدرب فريقاً كبيراً وأن يؤمن هو قبل لاعبيه بقدرته على هزيمة برشلونة وليس الانتظار في الخطوط الخلفية محاولاً اتقاء ضربات هجومية محتملة من برشلونة.
فيما اعتمد تاتا مارتينيز على سياسة النفس الطويل بامتلاك الكرة اطول فترة ممكنة ومن ثم محاولة خطف هدف يسهل من مهمة لقاء العودة، أو على الأقل الخروج بشباك نظيفة، وربما فوجئ بطريقة السيتي التي سهلت عليه الوصول لهدفه وهو حماية شباكه في المقام الأول.
جاء الشوط الأول مخيباً من الفريقين لعشاق كرة القدم الذين منوا انفسهم بوجبة كروية دسمة، ولم يشهد محاولات تذكر من كلا الفريقين باستثناء عرضية نيجريدو التي لم تجد متابعاً بعد توغل في عمق الدفاع الكتالوني د19، ثم تسديدة تشافي هيرنانديز التي تصدى لها جو هارت على مرتين د 32.
شوط أفضل
الشوط الثاني كان أفضل حالاً من سابقه وإن لم يشهد من كرة القدم إلا قليلاً فلم تمض سوى دقائق معدودة حتى تسلم ميسي الغائب عن أحداث الشوط الأول تماماً تمريرة سحرية من إنييستا توغل على إثرها في دفاع السيتيزن وبات وجهاً لوجه مع الحارس جو هارت غير أن مواطنه ديميكليس أعاقه فنال بطاقة حمراء واحتسب الحكم السويدي إيريكسون ضربة جزاء حولها ميسي نفسه داخل الشباك محرزاً هدف برشلونة الأول د 54.
ظن الجميع أن الهدف سيدفع السيتي للتعويض ومن ثم تفتح الخطوط غير أن طريقة الفريقين لم تتغير مع وجود خطورة نسبية من طرف برشلونة الذي بات اكثر محاولة من منافسه.
حاول بليجريني إدراك التعادل فدفع بلاعب وسطه سمير نصري وكذلك بالمدافع ليسكوت بلا من نافاس الذي لم يحضر الشوط الأول وكولاروف غير أن أفضلية برشلونة ظلت كما هي، وكاد تشافي يضيف هدفاً ثانياُ بتسديدة من داخل منطقة الجزاء إلا ان كرته علت العارضة بقليل د66.
شارك داني ألفيش في المحاولات الهجومية خلال الشوط الثاني وظهرت كراته العرضية وتوغلاته ومن أحدها تبادل الكرة مع زميله سانشيز فانفرد بالمرمى لكن الظهير البرازيلي سدد بجوار القائم لتضيع فرصة محققة لمضاعفة النتيجة د68.
رغم محاولات السيتي القليلة إلا أن دافيد سيلفا كاد يخطف هدف التعادل من أخطر محاولات الفريق المضيف طوال اللقاء عندما حول تمريرة زميله زباليتا على الطائر باتجاه مرمى برشلونة غير أن الحارس فالديز سيطر على الكرة بصعوبة 77.
رغبة الظهير داني الفيش في تسجيل هدف لم تتوقف إلا عندما وصل لمبتغاه بعد تبادل رائع للكرة مع مواطنه البديل الموهوب نيمار لينفرد الفيش بالحارس جو هارت ويسدد الكرة بين ساقيه محرزاً الهدف الثاني الذي أعطى لفريقه أفضلية كبيرة في لقاء العودة في الثاني عشر من الشهر المقبل، وبات السيتي في احتياج لمعجزة للتأهل بعدما سيطر عليه الخوف أو الاحترام الزائد لمنافسه.