ميونخ، ألمانيا، 10 ابريل 2014، أخبار الآن، أ ف ب –
واصل بايرن ميونيخ الالماني حملة الدفاع عن لقبه بنجاح بعدما تخلص من عقدته على ارضه امام الانكليز بتحويله تخلفه امام مانشستر يونايتد الى فوز 3-1، فيما حقق اتلتيكو مدريد الاسباني انجاز التأهل مع النادي البافاري الى نصف النهائي للمرة الاولى منذ 1974 بفوزه على ضيفه ومواطنه برشلونة 1-صفر اليوم الاربعاء في اياب ربع النهائي.
على ملعب “اليانز ارينا”، كاد بايرن ميونيخ ان يسقط مجددا في “الفخ” الانكليزي بعدما تخلف امام مانشستر بهدف للفرنسي باتريس ايفرا في مباراة باهته في شوطها الاول وحامية جدا في الثاني، لكن رجال المدرب الاسباني جوسيب غوارديولا تمكنوا في نهاية المطاف من الانتفاض على “الشياطين الحمر” والفوز عليهم 3-1 بفضل الكرواتي ماريو ماندزوكيتش وتوماس مولر والهولندي اريين روبن.
ونجح بايرن الذي عاد من “اولدترافورد” بالتعادل 1-1، في بلوغ الدور نصف النهائي للمرة الثالثة على التوالي وكرر سيناريو موسم 2009-2010 حين تخطى يونايتد في الدور ذاته بعد فوزه ذهابا 2-1 بفضل هدف قاتل للكرواتي ايفيتسا اوليتش (2+90)، ثم خسارته ايابا في “اولدترافورد” 2-3 في مباراة كان متخلفا فيها بثلاثية نظيفة.
وتخلص بايرن من فريق انكليزي اخر بعد ان تخطى عقبة ارسنال في الدور السابق.
وكانت جميع المعطيات الفنية تشير الى ان يونايتد الذي سبق ان خسر امام بايرن في مناسبة اخرى خلال هذا الدور وذلك في موسم 2000-2001 (3-1 بمجموع المباراتين)، لن يخرج فائزا من معقل النادي البافاري حيث خسر مرتين وتعادل مثلهما في زياراته الاربع السابقة.
وبعد فشله في تحقيق النتيجة المرجوة في ملعب “اليانز ارينا” امام بطل الدوري الالماني، خرج يونايتد من الموسم خالي الوفاض بعد ان فقد الامل في الاحتفاظ بلقب الدوري المحلي ولا حتى الحصول على احد المراكز الاربعة الاولى المؤهلة الى المسابقة الموسم المقبل، اضافة لخروجه من المسابقتين المحليتين ما وضع مدربه الجديد الاسكتلندي ديفيد مويز في وضع لا يحسد عليه في موسمه الاول كخلف لمواطنه الاسطورة اليكس فيرغوسون الذي قاد يونايتد الى قهر بايرن ميونيخ في النهائي التاريخي عام 1999 حين كان الاخير متقدما 1-صفر حتى الوقت بدل الضائع قبل ان يتمكن البديلان تيدي شيرينغهام والنروجي اولي غونار سولسكيار من خطف الكأس الغالية من يدي النادي البافاري.
وفي المقابل، تخلص بايرن من عقدته في ملعبه حيث لم يخرج فائزا امام جماهيره من مواجهاته الاربع الاخيرة مع الانكليز، اذ خسر هذا الموسم امام مانشستر سيتي 2-3 في دور المجموعات لكنه كان ضامنا لتأهله، ثم تعادل مع ارسنال 1-1 في اياب الدور الثاني بعد ان فاز ذهابا في لندن 2-صفر، كما خسر امام ارسنال العام الماضي على ملعبه ايضا صفر-2 بعد ان هزمه في لندن 3-2، في حين خسر امام تشلسي بركلات الترجيح في المباراة النهائية للمسابقة القارية عام 2012 والتي اقيمت في ميونيخ.
ويعود الفوز الاخير السابق على فريق انكليزي في ملعبه الى ايلول/سبتمبر 2011 حين تغلب على مانشستر سيتي 2-صفر.
وعاد الى النادي البافاري نجومه الكبار بعدما اراحهم المدرب الاسباني جوسيب غوارديولا في مباراة السبت ولم يضعهم حتى على قائمة الاحتياط ومنهم القائد فيليب لام والفرنسي فرانك ريبيري وروبن، لكنه افتقد لاعبي الوسط باستيان شفاينشتايغر والاسباني خافي مارتينيز بسبب الايقاف ومواطن الاخير تياغو الكانتارا والسويسري كزيردان شاكيري بسبب الاصابة.
وشهد اللقاء مشاركة واين روني من جهة يونايتد بعد تعافيه من اصابة في اصبع قدمه ابعدته عن مباراة السبت في الدوري ضد نيوكاسل يونايتد (صفر-4)، فيما استمر غياب المهاجم الهولندي روبن فان بيرسي بسبب اصابة في ركبته وعدم تمكن الاسباني خوان ماتا الذي سجل هدفين في مباراة السبت، من المشاركة مع “الشياطين الحمر” في دوري الابطال لانه لعب في المسابقة هذا الموسم مع فريقه السابق تشلسي.
وجاء الشوط الاول باهتا حيث غابت الفرص وسط سيطرة ميدانية واضحة لبايرن واعتماد من يونايتد على الانطلاق بالهجمات المرتدة التي لم تكن مثمرة، ثم استمر الوضع عليه في بداية الشوط الثاني حتى اختبر لاعب وسط يونايتد الياباني شينجي كاغاوا حظه من مسافة بعيدة لكن الحارس مانويل نوير كان يقظا وانقذ فريقه (55).
ثم نجح “الشياطين الحمر” في اشعال المواجهة بعدما هزوا شباك نوير في الدقيقة 57 عبر الفرنسي باتريس ايفرا الذي وصلته الكرة من تمريرة للاكوادوري انتونيو فالنسيا فتلقفها في الشباك البافارية.
لكن فرحة الانكليز لم تدم سوى دقيقتين لان ماندزوكيتش ادرك التعادل بعد دقيقتين فقط من ركة رأسية بعدما تفوق على ايفرا بالذات.
ثم انتقل الخطر الى الجهة المقابلة عندما مرر داني ويلبيك الكرة الى روني والاخير في وضع مناسب للتسجيل لكنها سددها خارج الخشبات الثلاث (62)، ورد القائد فيليب لام بتسديدة قوية صدها الحارس الاسباني دافيد دي خيا (62).
ولم ينتظر بايرن كثيرا ليستعيد افضليته على يونايتد بفضل مولر الذي وصلته الكرة من عرضية لروبن فحولها في الشباك، مسجلا هدفه الخامس في 10 مباريات (68)، ثم اضاف الهولندي نفسه الهدف الثالث بعدما توغل على طريقته المعتادة قبل ان يسدد الكرة التي تحولت من المدافع الصربي نيمانيا فيديتش ودخلت شباك دي خيا (76).
اتلتيكو يحسم معركته الاولى مع برشلونة:
وفي المواجهة الثانية على ملعب “فيسنتي كالديرون”، حقق اتلتيكو مدريد الانجاز واطاح بمواطنه العملاق برشلونة بفضل هدف سجله كوكي منذ الدقيقة الخامسة من المباراة التي حملته في نهاية المطاف الى خوض دور الاربعة للمرة الاولى منذ 1974 بعغد ان تعادل 1-1 ذهابا في “كامب نو”، فيما خسر منافسه الكاتالوني في الدور ربع النهائي للمرة الاولى منذ 2003.
وحسم اتلتيكو معركته الاولى مع برشلونة هذا الموسم اذ انه يتقدم على منافسه الكاتالوني بفارق نقطة في صدارة ترتيب الدوري المحلي الذي من المرجح ان لا يحسم حتى المرحلة الاخيرة عندما يتواجه الفريقان مجددا لكن على ملعب “كامب نو”.
وخرج اتلتيكو بفوزه اليوم من حلقة التعادل الذي اصبح عنوان المواجهات بينه وبين النادي الكاتالوني اذ فشل اي منهما في الخروج فائزا في المباريات الاربع السابقة التي جمعتهما هذا الموسم.
وقد نجح اتلتيكو في حرمان برشلونة من بلوغ دور الاربعة للمرة السابعة على التوالي (انجاز قياسي)، كما حافظ رجال سيميوني على سجلهم كالفريق الوحيد الذي لم يخسر في المسابقة القارية هذا الموسم بعد ان خسر جارهم ريال مدريد امس الثلاثاء امام بوروسيا دورتموند الالماني صفر-2 دون ان يمنعه ذلك من التأهل مع تشلسي الانكليزي الى نصف النهائي لفوزه ذهابا 3-صفر.
وسيخوض اتلتيكو الذي وصل الى ربع النهائي للمرة الاولى منذ 1997 (خرج على يد اياكس امستردام الهولندي) مقابل 16 لغريمه الكاتالوني (وصل الى هذا الدور للمرة السابعة على التوالي وهو رقم قياسي)، دور الاربعة للمرة الاولى منذ 1974 (وصل الى النهائي وخسر امام بايرن ميونيخ).
وحافظ “روخيببلانكوس” على سجله المميز هذا الموسم على ملعبه في المسابقة اذ خرج فائزا من المباريات الخمسة التي خاضها بين جمهوره في المسابقة الاوروبية، كما فاز في الدوري المحلي في 14 من المباريات ال17 التي خاضها في “فيسنتي كالديرون” حتى الان وتعادل في الثلاث الاخرى، وكانت هزيمته الوحيدة في معلقه في نصف مسابقة الكأس المحلية ضد جاره اللدود ريال مدريد (صفر-2) من اصل 27 مباراة في المسابقات الاربع التي خاضها او يخوضها (الدوري والكأس وكأس السوبر ودوري الابطال).
ومن جهته لم يتمكن برشلونة من تكرار سيناريو مواجهته القارية الاخيرة ضد فريق من بلده وكانت في موسم 2010-2011 حين تخلص في نصف النهائي من ريال مدريد (2-صفر و1-1).
وخاض اتلتيكو اللقاء دون نجمه البرازيلي الاصل دييغو كوستا الذي لم يكن حتى على مقاعد الاحتياط بسبب عدم تعافيه من اصابة تعرض لها بعد نصف ساعة فقط على انطلاق لقاء الذهاب، كما حرمت الاصابة لاعب الوسط التركي اردا توران من المشاركة، ما دفع سيميوني الى الزج بادريان لوبيز في المقدمة الى جانب مهاجم برشلونة السابق دافيد فيا، وبراوول غارسيا في خط الوسط.
اما من ناحية برشلونة، فلم يجر الارجنتيني خيراردو مارتينو سوى تغيير اضطراري واحد بسبب اصابة جيرار بيكيه الذي عوضه مارك بارترا، فيما لعب شيسك فابريغاس في مركز متقدم خلف الارجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار وعاد اندرياس انييستا الى الموقع الذي يحبه في خط الوسط.
وكانت بداية برشلونة صعبة للغاية اذ عانى من الضغط العالي الذي فرضه مضيفه وقد اثمر اندفاع رجال سيميوني عن هدف مبكر في الدقيقة 5 جاء بعد تسديدة من ادريان لوبيز ارتدت من القائم لكن الكرة بقيت مع اتلتيكو ووصلت الى فيا الذي رفعها لتصل الى رأس راوول غارسيا الذي حضرها لخورخي ميروديو كوكي فاودعها الاخير شباك خوسي بينتو.
واستمر ضياع برشلونة وكاد اتلتيكو ان يستغل ذلك بهدف ثان بعد ان فقد سيرخيو بوسكيتس الكرة امام منطقته فوصلت الى زميله السابق فيا الذي اطلقها صاروخية لكن القائم وقف في وجه محاولة نجم فالنسيا السابق (11).
ورد برشلونة بفرصة اولى كانت لنجمه ميسي الذي ارتقى لكرة عرضية من البرازيلي دانيال الفيش ولعبها برأسه لكن محاولته مرت قريبة جدا من القائم الايسر (13)، ثم عاد الخطر مجددا الى مرمى النادي الكاتالوني الذي وقف الحظ الى جانبه مجددا بعدما لعب راوول غارسيا الكرة الى فيا الذي تلقفها برأسه وتفوق على بارترا قبل ان يطلقها بيمناه لكنها ارتدت من العارضة التي نابت عن الحارس بينتو (19).
وحصل بعدها برشلونة على فرصة ثمينة لادراك التلاعب عندما تلاعب نيمار بمواطنه تياغو قبل ان يلعب كرة عرضية وصلت الى ميسي الذي تلقفها بيسراه، لكن محاولة النجم الارجنتيني كانت خارج الخشبات الثلاث (24).
وطالب لاعبو برشلونة بركلة جزاء واضحة على فابريغاس الذي سقط في المنطقة اثر خطأ من المدافع الاوروغوياني دييغو غودين لكن الحكم الانكليزي هاورد ويب طالب بمواصلة اللعب وسط غضب لاعبي النادي الكاتالوني الذي كان يمني النفس بدخول استراحة الشوطين وهو على المسافة ذاتها من مضيفه (44).
وفي بداية الشوط الثاني حصل برشلونة على فرصة ذهبية لادراك التعادل لكن الحارس البلجيكي تيبو كورتوا تعملق وقطع الكرة من بين قدمي نيمار الذي كان يتحضر للتسديد في الشباك بعد تمريرة متقنة من تشافي هرنانديز (48).
وواصل برشلونة انتفاضته في النصف الثاني من اللقاء واندفع نحو منطقة منافسه لكن عابه مبالغة نيمار في المراوغة وفقدانه الكرة في نهاية المطاف عوضا عن تمريرها الى احد زملائه.
واحتكم مارتينو بعدها الى التشيلي اليكسيس سانشيز بدلا من فابريغاس (62) بهدف تعزيز هجومه وادراك التعادل لكن الهدف كاد ان يأتي من الجهة المقابلة عبر البرازيلي البديل دييغو، صاحب هدف الذهاب لاتلتيكو، لكن لاعب وسط فولفسبورغ الالماني السابق اصطدم بتألق بينتو (65).
وحصل اتلتيكو على فرصة ذهبية لاطلاق رصاصة الرحمة على برشلونة عندما انفرد القائد غابي بالمرمى الكاتالوني لكن بينتو تعملق وانقذ فريقه (69) الذي فقد توازنه في الدقائق التي تلت وكاد ان يهدي هدفا لمضيفه بعدما فشل في ابعاد الكرة في اكثر من مناسبة من منطقته لكنه خرج سالما من المعمعة وانطلق مجددا نحو مرمى كورتوا الذي كادت ان تهتز شباكه برأسية من نيمار لكن محاولة البرازيلي مرت قريبة جدا من القائم الايمن (78).
ثم انهالت الفرص على مرمى برشلونة بعد ان اندفع لاعبو الاخير في الدقائق الاخيرة نحو الهجوم لكن لاعبي سيميوني عجزوا عن ترجمتها الى اهداف والحظ وقف الى جانبهم في النهاية لانهم لم يدفعوا ثمن اهدارهم هذه الفرص.