أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (وكالات)
من أهم عوامل تحديد القيمة السوقية للاعب ما هو توافر عنصر الحسم والفاعلية في الاختبارات الكبرى، فقد يكون اللاعب في حالة فنية متواضعة أو يعاني من تراجع في ادائه خلال بعض المباريات، ولكن عندما يحين موعد الجد عليك أن تحذر لدغته التي قد تحسم النتيجة لمصلحة فريقه.
صفقة نادي أرسنال للحصول على أوزيل
وعندما أنفق نادي أرسنال – على غير عادته – 42 مليون جنيهاً استرلينياً من أجل الحصول على خدمات صانع ألعاب ريال مدريد المتألق مسعود أوزيل بعد تخلي المدير الفني الايطالي كارلو أنشيلوتي عن خدماته هلل عشاق المدفعجية فرحاً بهذه الصفقة الرائعة التي توقعوا أن تقلب الموازين في البريمييرليغ، فالحصول على لاعب ذو قيمة فنية عالية من وزن أوزيل من شأنه أن يغير ملامح كتيبة الفرنسي أرسين فينعر كلياً .
وبمرور الجولات وتوالي المباريات استيقظ جماهير أرسنال من هذا الحلم الجميل على واقعٍ مرير بمرارة مواسمهم الأخيرة .. فاللاعب الذي استبشروا بقدومه خيراً يبدو وأنه قد تم استبداله بشبح قد يشبهه في ملامح الوجه والإسم فقط، لاعب متواضع للغاية لا يقدم أي لمسة جمالية من شأنها أن تصنع أي فارق !
لم يعد مسعود أوزيل بصانع الألعاب الموهوب صاحب المجهود الوفير والروح القتالية والمهارات الرائعة مثلما كان الحال أثناء تواجده في صفوف النادي الملكي، توقف عن عزف الألحان التي تطرب الجماهير وكأنه فقد ذاكرة التألق والابداع .
وعندما احتاج اليه الفريق في مباراة مصيرية في بطولة دوري الأبطال أمام خصم لا يمتلك الاسماء المرعبة مساء أمس غاب أوزيل ولم يحضر، وبالرغم من أن جميع التوقعات صبت في مصلحة الغانرز إلا أن فريق الإمارة الفرنسية موناكو فجر المفاجأة ولقن أرسنال درساً قاسياً على أرضه وبين جماهيره وتحت أنظار أوزيل الذي كان بمثابة متفرج ارتدى قميص الفريق ونزل إلى ارضية الملعب مكتفياً بـلمس الكرة 81 لمسة فقط على مدار 90 دقيقة وبدون تنفيذ أي تمريرة حاسمة لزملائه .
وجد اوزيل نفسه محاصراً بلاعبي موناكو الذين قدموا بدورهم أفضل مباريات الموسم، ولكنه لم يحاول مطلقاً فك هذا الحصار واستسلم تماماً امامه، لم يغير من تمركزه محاولاً الافلات من قبضتهم كما كان يفعل أيام تألقه، غابت عنه جميع الحلول التي كان من شأنها تبديل واقع فريقه المرير على أرض الملعب، فقد عنصر الحسم الذي دفع من اجله أرسنال ملايين الدولارات ولم يجني سوى الحسرة والخيبة.
ربما أثرت إصابته طويلة المدى على أدائه إلى حدٍ ما، ولكنها ليست بالعذر الكافي له ولا تبرر ظهوره بهذا المظهر المتدني، فاللاعب فشل تماماً في ترك أي انطباع ايجابي على أرض الملعب وخيب جميع الآمال المعلقة عليه، وليته يجيد القيام بالأدوار الدفاعية ليعوض غيابه الهجومي الواضح، إلا أن معرفة أوزيل بكيفية القيام بواجباته الدفاعية تماثل معرفة أجدادنا بعلوم الفضاء .
قد يرى االبعض أن الدوري الانجليزي كان الخيار الأسوأ للاعب حيث فشل في التأقلم مع أجواء الكرة الانجليزية، وقد ينصحه البعض بالرحيل عن صفوف أرسنال وسرعة التوجه إلى البوندسليغا من أجل إستعادة مستواه المعهود، او العودة إلى الملاعب الاسبانية التي سبق له التألق فيها أثناء تواجده في صفوف ريال مدريد، ولكن الشئ الأكيد أن استمرار أوزيل بين الجدران النادي اللندني سيعني مزيداً من الفشل وخيبة الامل .