أخبار الآن | موسكو – روسيا (محمود طه)
”ستعود إلى الديار.. كرة القدم ستعود إلى ديارها“.. هكذا تقول كلمات الأغنية الإنكليزية واسعة الانتشار ”الأسود الثلاثة“ والتي كتبها المغني إيان برودى والاعلاميان ديفيد باديل وفرانك سكينر قبل استضافة إنكلترا لبطولة أمم أوروبا عام ١٩٩٦.
أغنية أصبحت فيما بعد الرمز الأشهر للمنتخب الإنكليزي رغم خيبة الأمل التي طاردته منذ انتشارها، فخلال بطولة أمم أوروبا التي استضافتها ملاعب الإنكليز عام ١٩٩٦، لعبت إنكلترا في الدور قبل النهائي أمام منتخب ألمانيا، ونجح الألمان في إقصاء أصحاب الأرض بركلات الترجيح بعد أن أهدر ساوثغيت ”المدير الفني الحالي للفريق“ الركلة السادسة.
وخلال المونديال الروسي عادت الأغنية إلى مدرجات الإنكليز خاصة مع تقدم منتخب بلادهم في البطولة ووصوله إلى المربع الذهبي لأول مرة منذ عام ١٩٩٠، ولكن خابت الآمال مرة أخرى وسقط الأسود الثلاثة أمام منتخب كرواتيا، ليستمر غيابهم عن منصات التتويج منذ عام ١٩٦٦.
ولكن هل يعني ذلك أن كرة القدم لن تعود إلى منزلها؟
ظهرت في تلك الأيام نغمة أخرى تغزو شارع المونديال، حيث يرى الفرنسيون أن كرة القدم ما زالت في طريقها لمنزلها الحقيقي، وقادتهم عدة أسباب لتكوين وجهة النظر هذه.
فقد ارتبطت كرة القدم ارتباطاً وثيقاً بفرنسا، ومن النادر أن تجد بطولة كروية على صعيد المنتخبات أو الأندية إلا ويقف خلف تأسيسها الفرنسيون.
بطولة كأس العالم كان صاحب فكرة تأسيسها المحامي الفرنسي جول ريميه، وناضل طويلا على مدار أعوام حتى ترى فكرته النور، واليوم أصبح المونديال هو البطولة الأهم على وجه الكرة الأرضية.
أما على الصعيد الأوروبي، فقد ساهم الفرنسيون بأفكارهم أيضاً، حيث كان صاحب فكرة تأسيس بطولة تجمع منتخبات القارة العجوز هو الفرنسي هنري ديلوناي، وبمجرد أن طرح ديلوناي فكرة بطولة أوروبية تجمع أفضل منتخبات القارة العجوز، أُسندت إليه مهمة التنسيق لإقامتها، وقام بإعداد ملف عام ١٩٢٧ لشكل البطولة التي أقيمت عام ١٩٦٠، ولكن لم يتمكن الرجل من رؤية فكرته وهي تخرج إلى النور حيث رحل عن دنيانا في عام ١٩٥٥.
وبالحديث عن بطولة الأندية الأشهر في العالم، دوري أبطال أوروبا، نجد أن فكرة تأسيسها قد خرجت من الأراضي الفرنسية أيضاً، حيث يعود الفضل في ولادة المسابقة إلى صحافيين فرنسيين كانوا يعملون في صحيفة ليكيب، وعلى رأسهم غابريال هانو الذي اقترح إنشاء كأس أوروبا للأندية في عام ١٩٥٤، وتبعه زميله جاك دو ريزويك وكتب مقالاً يؤيد الإقتراح ويكمله، ثم قام جاك فيران من ليكيب أيضاً بكتابة مسودة لنظام البطولة في عام ١٩٥٥.
حتى على صعيد الرياضة بشكل عام، نجد أن الفرنسي بيير دي كوبرتان هو مؤسس الألعاب الأولمبية الحديثة ومصمم شعارها، ويرجع إليه الفضل في إعادتها إلى الحياة، وهو من كتب كلمات القسم الأولمبي أيضاً.
ولذلك يبدو أن وجهة نظر الفرنسيين بأن بلادهم هي العنوان الحقيقي للعبة تحمل بعضاً من المنطق، ولكن يبقى السؤال، هل ستعود كرة القدم إلى الديار الفرنسية حقاً؟ أم ستحل عليهم لعنة أغنية الإنكليز الشهيرة وتختار الكرة الذهاب هذه المرة في نزهة جديدة من نوعها في بلاد الكروات؟.
اقرأ أيضا: