أخبار الآن | سان بطرسبورغ – روسيا (محمود طه)
يستضيف ملعب كازان أرينا عصر اليوم المباراة الأولى في الدور ثمن النهائي من بطولة كأس العالم، حيث يلتقي المنتخب الفرنسي بنظيره الأرجنتيني في قمة مبكرة.
التعثر الأرجنتيني في دور المجموعات أسس لهذا الصدام المبكر، حيث تأهل الفريق بشق الأنفس بعد أن حل في المرتبة الثانية برصيد ٤ نقاط، في حين حسم ديوك فرنسا قمة مجموعتها برصيد ٧ نقاط.
المعركة الكروية ستدور أحداثها على ملعب كازان أرينا والذي يقع في عاصمة تترستان، ويتسّع لما لا يقل عن 45،000 متفرج.
وتمّ بناء الملعب على ضفاف نهر كازانكا، وقد امتزج بشكل جيد مع منظر المدينة المحيط به، علماً أن شكله من أعلى يُشبه زنبق الماء.
هذا وتعول الأرجنتين على رجلها الأول ليونيل ميسي من أجل حسم الموقعة وافتكاك بطاقة التأهل من بين أنياب المنتخب الفرنسي الذي يقدم أداءً أكثر إتزاناً من راقصي التانغو في المونديال، وإن لم يصل إلى المستوى المنتظر منه بعد، خاصة وهو يضم كوكبة من نجوم الكرة العالمية.
معركة الوسط عامل الحسم
هذا وستكون معركة خط الوسط هي عامل الحسم في المواجهة المرتقبة، خاصة وأن المنتخب الفرنسي يتميز بالسيطرة على الاستحواذ في وسط الملعب، ويرجع الفضل في ذلك إلى نجميه بول بوغبا ونغولو كانتي.
لذلك ستكون المهمة الأولى للمدرب الأرجنتيني خورخي سامباولي هي فك شفرة هذه السيطرة، ولكن يظل عدم ثبات التشيكل هو العائق الأول أمامه.
المدرب الأرجنتيني قام بتغيير اللاعبين على صعيد محور الأرتكاز أكثر من مرة خلال المونديال، حيث أشرك في المباراة الأولى أمام آيسلندا كلا من خافيير ماسكيرانو ولوكاس بيليا للتأمين خلف الثلاثي ميسي ودي ماريا وميزا.
لكن في مباراته الثانية أمام كرواتيا أشرك كلا من ماسكيرانو وإينزو بيريز مع تغيير الرسم التكتيكي إلى ٣-٤-٣، وهو ما أثبت فشله الذريع وأدى إلى سقوط راقصي التانغو بثلاثية مدوية.
أما في المواجهة الأخيرة أمام نيجيريا فقد اعتمد سامباولي على ايفر بانيغا ليكون بمثابة المحور الثالث إلى جانب ماسكيرانو وبيريز، وقدم اللاعب أداءً هو الأفضل بين أقرانه وساهم في فرض السيطرة وزيادة نسبة الاستحواذ، إضافة إلى تمريراته الدقيقة في عمق دفاعات الخصم، وهو ما افتقدت اليه تشكيلة الأرجنتين منذ بداية البطولة.
ولذلك قد يكون بانيغا هو النواه الأولية لبناء خطة سامباولي من أجل إفساد السيطرة الفرنسية على مقاليد الأمور في وسط الملعب.
مهمة ميسي الصعبة
ستكون مهمة البرغوث في خلخلة صفوف الدفاعات الفرنسية صعبة للغاية، المدرب الوطني ديشامب يعتمد على مبدأ الطبقات في ترتيب صفوفه وصناعة العمق الدفاعي.
في وسط الملعب تبدأ الطبقة الأولى بتواجد الثنائي الحديدي بوغبا وكانتي، مع انضمام ماتويدي إليهما في الحالة الدفاعية، ثم يأتي ثنائي محور الدفاع فاران وأومتيتي، مع تميز الظهيرين لوكاس هيرنانديز وبينجامين بافارد في التغطية العكسية.
لذلك سيكون من الصعوبة بمكان الإعتماد على غزوات ميسي الفردية، خاصة مع الأخذ في الاعتبار ضبابية اختيارات سامباولي الهجومية، وعدم وضوح رؤيته في اشراك من يجاوز ميسي في الخط الأمامي.
مباراة تعد بالكثير قبل بدايتها، وقد تكون عامرة بالمواجهات الثنائية في ظل تواجد العديد من المواهب، حيث ينتظر الجميع سباق مبابي وغريزمان من ناحية، وميسي ومن يجاوره من ناحية أخرى، ولكن قد تأتي كلمة الحسم من الخطوط الخلفية مثلما وقّع ماركوس روخو على أوراق تأهل المنتخب الأرجنتيني من دور المجموعات، وهو ما فشل في تحقيقه كتيبة من المهاجمين.
اقرأ ايضا:
صراع ميسي ورونالدو مستمر ويصل للجداريات
لماذا رقصت جماهير الأرجنتين في ليلة سقوط ألمانيا؟