قمة أوروبية نارية بين ليفربول ولايبزيغ
يملك المدرب الألماني الشاب يوليان ناغلسمان فرصة تعميق جراح مواطنه يورغن كلوب، عندما يتواجه فريقهما، ليفربول ولايبزيغ، في ذهاب الدور ثمن النهائي من دوري أبطال أوروبا مساء الثلاثاء.
ويتمتع كلوب بهالة الأسطورة على ضفاف ميرسيسايد بعد أن أنهى صيامًا دام 30 عامًا لم يحرز فريق ليفربول اللقب المحلي، قبل أن يقوده إلى التتويج الموسم الماضي وذلك بعد موسم واحد من قيادته الفريق إلى لقب دوري أبطال أوروبا.
وفي المقابل، يحظى ناغلسمان بدفعة هائلة قبل مباراة ليفربول ولايبزيغ، إذ يعتبر نجمًا صاعدًا في معترك التدريب، فقد فرض لايبزيغ بإشرافه رقمًا صعبًا في دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي ببلوغه الدور نصف النهائي قبل السقوط أمام باريس سان جيرمان الفرنسي، قبل أن ينجح في انتزاع بطاقة التأهل إلى الأدوار الإقصائية هذا الموسم على حساب مانشستر يونايتد الإنكليزي، مع العلم بأن الأخير الحق به خسارة قاسية ذهابًا بخماسية نظيفة.
قبل قمة ليفربول ولايبزيغ.. بدايات متشابهة بين كلوب وناغلسمان
وفي عودة إلى تاريخ الرجلين، نجد بأن كليهما شغل مركز قلب الدفاع، وفي الوقت الذي اعتزل كلوب بعمر الثالثة والثلاثين بعد أن دافع عن ألوان ماينز في 325 مباراة، اضطر ناغلسمان إلى وقف مسيرته مبكرًا جدًا بعمر العشرين بسبب إصابة في الركبة.
وبعد اعتزاله، عمل ناغلسمان كشافًا لصالح مدرب تشيلسي الحالي مواطنه توماس توخيل مع الفريق الرديف في أوغسبورغ، قبل أن يتدرج في أكاديمية هوفنهايم التدريبية. وكان قد بلغ الثامنة والعشرين للتو في فبراير عام 2016 عندما جعل منه هوفهايم أصغر مدرب سنًا في تاريخ الدوري الألماني.
وكانت ثقة مسؤولي هوفنهايم في محلها لأن ناغلسمان نجح في انتشال الفريق من معارك الهبوط إلى المشاركة في التصفيات المؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا، حيث خسر أمام ليفربول عام 2017 قبل الانتقال للاشراف على تدريب لايبزيغ عام 2019.
وكان مشوار كلوب مماثلًا بعض الشيء لأنه صنع اسمه في نادٍ متواضع هو ماينز على مدى 7 مواسم قبل الإشراف على تدريب بوروسيا دورتموند ثم ليفربول.
ونجح في إحراز لقب البوندسليغا مرتين متتاليتين موسمي 2010-2011 و2011-2012، ليضع حدًا للسيطرة المطلقة لبايرن ميونيخ على اللقب. لكن الفريق البافاري حال دون إحراز كلوب لقبه القاري الأول بفوزه على دورتموند 2-1 في نهائي نسخة عام 2013 من دوري الأبطال.
ثم عاش كلوب خيبة النهائي القاري الأهم مجددًا بسقوطه أمام ريال مدريد عام 2018، قبل أن يرفع الكأس ذات الاذنين في العام التالي إثر تغلبه على توتنهام.
ويرتبط كلوب بعقد مع ليفربول حتى يونيو عام 2024 وقعه الموسم الماضي. وعلى الرغم من الأزمة التي يمرّ بها فريقه خلال الموسم الحالي، فإنه لا يزال يحظى بالاحترام لا سيما بعد قيادة فريقه إلى إحراز اللقب المحلي بعد غياب دام ثلاثة عقود بالإضافة إلى التتويج الأوروبي للمرة السادسة في تاريخ النادي الشمالي.
وفي المقابل، يبدو مستقبل ناغلسمان محصورًا بين بايرن ميونخ لخلافة هانز فليك في حال ترك الأخير منصبه واستلم تدريب منتخب ألمانيا خلفا ليواكيم لوف بعد نهائيات كأس أوروبا الصيف المقبل، أو أحد الفرق الإنكليزية لا سيما في حال عدم نجاح توتنهام في التأهل إلى إحدى المسابقات الأوروبية بإشراف مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو.