قصة صعود حكيم زياش تلهم الشباب العربي
تعد قصة صعود النجم الدولي المغربي حكيم زياش من بين أبرز قصص النجاح في عالم الرياضة العربية، والتي تلهم الملايين من الشباب العربي لما شهدته من تقلبات درامية.
وعانى زياش البالغ من العمر 28 عامًا من طفولة مريرة، وكاد أن يسلك مسارًا مغايرًا تمامًا قبل أن يتجه إلى عالم الساحرة المستديرة ويبدأ التألق على الملاعب الأوروبية.
وتعرّض النجم الدولي المغربي لتحول مفصلي في حياته عندما كان يبلغ من العمر 10 سنوات فقط، عندما فقد والده الذي توفى بعد صراع مع المرض.
وكشف زياش في تصريحات صحفية سابقة عن بعض خبايا طفولته الصعبة والعقبات الكبيرة التي كافح كثيرًا لكي يتجازوها، حتى أصبح واحدًا من أبرز النجوم في قارة أوروبا.
حكيم زياش يكشف أسرار الطفولة
وقال اللاعب المغربي في تصريحات لصحيفة ”بيلد“ الألمانية كاشفًا عن بعض أسرار طفولته الصعبة: ”أتذكر أنه كان فصل شتاء وبعد وقت قصير من أعياد الميلاد، كنت في العاشرة من عمري وكان والدي مريضًا جدًا، لقد أصيب بنوبة قلبية“.
وواصل زياش متحدثًا عن يوم وفاة والده: ”كان والدي يعاني من التصلب اللويحي، حيث كان بالكاد يستطيع التحرك أو الأكل بشكل صحيح. كان أبي يرقد في غرفة المعيشة، وكنت أرغب في البقاء معه ولم أذهب للفراش حتى منتصف الليل“.
وتابع: ”بعد ساعات قليلة استيقظت وسمعت عائلتي تبكي وذهبت إلى الطابق السفلي، حيث كان أبي ميتًا“.
وقلبت وفاة الأب حياة زياش رأسا على عقب، حيث توقف حينها عن الذهاب إلى المدرسة، ولم يعد يجد أي متعة في ممارسة كرة القدم.
كما اعترف النجم المغربي أنه بدأ حينها في تعاطي المخدرات والسير على طريق الإدمان، وشعر أنه في قلب دوامة يصعب عليه الخروج منها.
وكاد زياش أن يضل طريقه لولا أن امتدت له يد المساعدة من جانب مواطنه عزيز ذو الفقار أحد أوائل اللاعبين المغاربة الذين احترفوا في الدوري الهولندي.
وساهم ذو الفقار في تغيير مسار زياش، وساعده على الإلتزام في التدريبات، وهو ما كان له أبلغ الأثر في حياته لاحقًا.
كرة القدم تُغيّر مسار حكيم زياش
وبدأ زياش مسيرته الكروية من بوابة أكاديمية الناشئين لفريق ريال درونتن، ومن بعد ذلك التحق بفريق شباب ”إيه إس في درونتن“، قبل أن ينتقل إلى فريق هيرنفين الذي انطلق في صفوفه إلى منافسات الفريق الأول.
وتألق زياش بقميص الفريق الأول لهيرنفين خلال موسمين، انتقل بعدهما إلى فريق تفينتي في عام 2014، ليشارك مع الفريق خلال 68 مباراة محرزًا 30 هدفًا.
وخطف اللاعب إهتمام الأندية الكبرى في هولندا مثل إيندهوفن وأياكس أمستردام، واختار الإنتقال إلى صفوف الأخير في شهر أغسطس من عام 2016 مقابل 11 مليون يورو.
وسطع نجم حكيم زياش بقميص أياكس أمستردام، وقدّم بقميصه مستويات رائعة ليشعل صراعًا على ضمه بين عددٍ من الأندية الأوروبية الكبرى.
وقرر اللاعب الدولي المغربي أن يخوض تجربة جديدة في الدوري الإنكليزي الممتاز، وفضّل الانضمام لصفوف تشيلسي اللندني ليبدأ معه مسيرة جديدة منذ بداية الموسم الجاري.
وأثّرت لعنة الإصابات على انطلاقة اللاعب بقميص البلوز هذا الموسم وحرمته من المشاركة بشكل منتظم، حيث خاض 17 مباراة في الدوري الإنكليزي الممتاز سجّل خلالها هدفًا وحيدًا وصنع 3 أهداف لزملائه.
كما شارك خلال 8 مباريات بقميص البلوز في موسم دوري أبطال أوروبا حتى الآن، ونجح في تسجيل هدفين في المسابقة القارية.
ويأمل اللاعب في مواصلة التألق وكتابة فصل جديد من مسيرته الرائعة خلال الفترة المقبلة بقميص البلوز، ليحفر اسمه في سجلات نجوم العرب الذي نجحوا في صناعة التاريخ على ملاعب القارة العجوز.