كرة قدم السيدات.. بماذا تختلف عن كرة القدم التي سحرت العالم؟

في الحقيقة، مباراة نهائي تشامبيونزليغ واحدة، قادرة على التأكيد أن الاختلافات والمقارنات كلها تختفي أمام هيبة المواهب والمهارات.

مؤخراً، شهدنا منافسة رفيعة المستوى في نهائي دوري أبطال أوروبا للسيدات بين تشيلسي وبرشلونة انتهى لصالح الفريق الكاتالوني برباعية نظيفة.

لا يختلف اثنان على جمال اللقاء والمستوى التنافسي اللائق بمباراة نهائية شهدت إضافة إلى تسجيل أربعة أهداف، تسطير التاريخ. فبرشلونة تُوّج للمرة الأولى على عرش البطولة الأسمى كما أنه أوّل فريق إسباني يحرز اللقب كاسراً وتيرة السيطرة الفرنسية.

 

للسيدات أيضا دوري أبطال منافس

فريق برشلونة للسيدات فاز بدوري الأبطال للمرة الأولى بتاريخه. المصدر: AFP

كيف نشأ دوري أبطال السيدات؟

في الفترة الأخيرة، شهدت كرة القدم النسوية تقدما كبيراً خصوصاً من الناحية الجماهرية. الجمهور لم يقتصر فقط على حضور المباريات، إنّما أيضاً حصص المران.
صحيح أنه هذا الاهتمام برياضة السيدات يزيد مع الوقت، لكن بالنظر إلى تاريخ المسابقات النسوية الكبيرة، نرى الإهمال الذي رافقها أيضاً.
فدوري أبطال السيدات مثلاً نشأ عام 2001، وشهد حتى الآن 20 نسخة فقط. بطولة قارية بهذا الحجم، انتظرت الألفية الأولى كي تنطلق في حين نظيرتها للرجال بدأت عام 1955.
تحت مسمّى “كأس الاتحاد الأوروبي للسيدات” انطلقت منافسات الدوري موسم 2001\2002 ليطرأ تعديل الاسم موسم 2009\2010 ليصبح ما نعرفه اليوم بـ”دوري أبطال أوروبا للسيدات”.
ولعلّ أبرز تغييرات شهدها تشامبيونزليغ السيدات كانت تأهل وصفاء الدوريات الثمانية الأعلى رتبة إلى المنافسات واستبدال مبارتي النهائي بمباراة واحدة حاسمة.
ابتداء من موسم 2018 باتت المباريات النهائية تُلعب في المدينة نفسها كما عند الرجال، أمّا الموسم المقبل 2021\2022 فسيشهد اللعب على أساس دور المجموعات للمرة الأولى لتصبح المنافسة متشابهة لدوري أبطال أوروبا للرجال.

 

سيطرة فرنسية وصلت إلى خواتيمها

عندما انطلق الدوري عام 2001، شاركت فيه أغلب فرق أوروبا الكبيرة وحظيت البطولة بمتابعة عشاق الساحرة المستديرة، حتى أن النهائي وقتها سجّل رقماً قياسياً من ناحية الحضور الجماهيري.
في هذه النسخة، تواجه فرانكفورت الألماني مع أوميو السويدي حيث فاز فرانكفورت باللقب. علماً بأن الفريقين كان لهما حضوراً قوياً في السنوات الأولى من المنافسة، تحديداً في النهائيات.
انعكس حضور الناديين على بقية الفرق المحلية التي زاد عددها من ألمانيا والسويد لينتقل هذا النمو إلى الدوريات الأخرى. فبدأت أندية كبيرة من إنجلترا وإسبانيا وفرنسا بالتأهل والتنافس وكان لليون الفرنسي حصة الأسد منها.
بالفعل تمكّن فريق ليون من حسم لقب دوري الأبطال للسيدات سبع مرات برقم قياسي، آخرها في نهائي 2020 بعد خمسة مواسم متتالية. إلى أن أتى برشلونة الإسباني هذا الموسم ليكسر الهيمنة الفرنسية. غير أن ليون كان قد ودّع البطولة على يد جاره الفرنسي باريس سان جرمان، ولم تشهد هذه النسخة أي طرف فرنسي في النهائي.