محرز وزياش.. مواجهة عربية في نهائي الأبطال
تتجه أنظار عشاق كرة القدم الأوروبية، مساء السبت، إلى ملعب دراغاو بمدينة بورتو البرتغالية لمتابعة قمة مباريات الموسم الكروي الحالي في القارة العجوز، حيث يصطدم الثنائي الإنكليزي مانشستر سيتي وتشيلسي، في نهائي دوري أبطال أوروبا.
وستشهد المباراة صدامًا عربيًا، حيث يتواجه النجم الجزائري رياض محرز جناح مانشستر سيتي، والنجم المغربي حكيم زياش صانع ألعاب البلوز، في قمة مغاربية خاصة.
ويسعى كل من محرز وزياش لكتابة التاريخ واعتلاء منصة التتويج في نهاية المباراة، والسير على خطى من سبقهم من نجوم العرب في البطولة القارية الأغلى.
وأيًا كانت نتيجة المباراة بين سيتي وتشيلسي، فمن المؤكد أن منصة التتويج على ملعب دراغاو ستشهد تواجد أحد النجمين العربيين، محرز وزياش.
وتتشابه بدايات محرز وزياش مع كرة القدم، حيث عانى اللاعبان من طفولة صعبة للغاية، إلا أنهما تمكّنا من تحويل آلام الواقع إلى حافز لتحقيق نجاحات كبرى ستظل في التاريخ الرياضي العربي.
محرز وزياش.. بدايات متشابهة وطفولة مؤلمة
وتعد قصة النجم الجزائري رياض محرز، لاعب مانشستر سيتي الإنكليزي، واحدة من القصص الملهمة للشباب العربي، بعد أن تمكن اللاعب الجزائري من تحقيق حلمه على الرغم من الظروف القاسية التي عانى منها خلال طفولته.
ونشأ محرز في ضاحية سارسيل الواقعة على بُعد حوالي 16 كيلومتر من قلب العاصمة الفرنسية باريس، والتي تصنف من بين أشد الضواحي خطورة نظرًا لارتفاع معدلات الجريمة وحوادث العنف.
وعلى الرغم من انتشار الجريمة في سارسيل، كان أحمد محرز والد اللاعب هو الدافع الحقيقي لنجله من أجل السير في طريق مغاير، إذ دفعه لممارسة كرة القدم منذ الصغر.
وبعد محاولات عديدة للانضمام لصفوف أحد الأندية، تم قبول اللاعب الجزائري في صفوف نادي كويمبر في أحد درجات الهواة في فرنسا، ليكون نقطة انطلاقته الحقيقية نحو عالم الاحتراف.
ولم يهدر النجم الجزائري الفرصة حينها، وقدّم أداءً لافتًا في صفوف الفريق حتى التقطه رادار كشافي المواهب في فرنسا، ليلتحق بصفوف نادي لوهافر.
وواصل اللاعب تألقه اللافت، حتى أُعجِب بقدراته أحد كشافي نادي ليستر سيتي، ليتواصل مع إدارة النادي الإنكليزي من أجل إقناعهم بضرورة التعاقد معه فورًا.
وبعد انضمامه إلى ليستر، بدأ النجم الجزائري مسيرة من التألق على ملاعب البريميرليغ، وخاض بقميص ليستر سيتي حوالي 158 مباراة ونجح في تسجيل ما يزيد عن الـ40 هدفًا، وكان عنصرًا أساسيًا في تشكيلة الفريق المتوجة بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز في موسم 2015-2016.
وفي صيف عام 2018، خطى النجم الجزائري خطوة جديدة في مسيرته بالانتقال لصفوف مانشستر سيتي، ليبدأ مرحلة جديدة من مسيرة التألق.
وحصد النجم الجزائري لقب الدوري الإنكليزي الممتاز بقميص السيتيزنز في مناسبتين، ونجح في قيادته لنهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، بعد أن سجّل 3 أهداف في شباك باريس سان جيرمان الفرنسي في مباراتي الدور نصف النهائي، ليصبح على بُعد خطوة واحدة من تحقيق حلم دوري الأبطال.
من برأيك سيكون عريس نهائي #دوري_أبطال_أوروبا؟.. #رياض_محرز أو #حكيم_زياش؟#أخبار_الآن https://t.co/szdVSBpjl3 pic.twitter.com/cJ5GFEEnkg
— Akhbar Al Aan أخبار الآن (@akhbar) May 28, 2021
محرز وزياش.. خطوة واحدة على الحلم الأوروبي
ولا تختلف قصة صعود النجم المغربي حكيم زياش كثيرًا عن قصة نظيره الجزائري، حيث عانى اللاعب من طفولة مريرة، وكاد أن يسلك مسارًا مغايرًا تمامًا قبل أن يتجه إلى عالم الساحرة المستديرة ويبدأ التألق على الملاعب الأوروبية.
وتعرّض النجم الدولي المغربي لتحول مفصلي في حياته عندما كان يبلغ من العمر 10 سنوات فقط، عندما فقد والده الذي توفى بعد صراع مع المرض.
وقلبت وفاة الأب حياة زياش رأسا على عقب، حيث توقف حينها عن الذهاب إلى المدرسة، ولم يعد يجد أي متعة في ممارسة كرة القدم.
كما اعترف النجم المغربي أنه بدأ حينها في تعاطي المخدرات والسير على طريق الإدمان، وشعر أنه في قلب دوامة يصعب عليه الخروج منها.
وكاد زياش أن يضل طريقه لولا أن امتدت له يد المساعدة من جانب مواطنه عزيز ذو الفقار أحد أوائل اللاعبين المغاربة الذين احترفوا في الدوري الهولندي. وساهم ذو الفقار في تغيير مسار زياش، وساعده على الإلتزام في التدريبات، وهو ما كان له أبلغ الأثر في حياته لاحقًا.
وبدأ زياش مسيرته الكروية من بوابة أكاديمية الناشئين لفريق ريال درونتن، ومن بعد ذلك التحق بفريق شباب ”إيه إس في درونتن“، قبل أن ينتقل إلى فريق هيرنفين الذي انطلق في صفوفه إلى منافسات الفريق الأول.
وتألق زياش بقميص الفريق الأول لهيرنفين خلال موسمين، انتقل بعدهما إلى فريق تفينتي في عام 2014، ليشارك مع الفريق خلال 68 مباراة محرزًا 30 هدفًا.
وسطع نجم حكيم زياش بقميص أياكس أمستردام، وقدّم بقميصه مستويات رائعة ليشعل صراعًا على ضمه بين عددٍ من الأندية الأوروبية الكبرى.
وقرر اللاعب الدولي المغربي أن يخوض تجربة جديدة في الدوري الإنكليزي الممتاز، وفضّل الانضمام لصفوف تشيلسي اللندني ليبدأ معه مسيرة جديدة منذ بداية موسم 2020-2021.
ويأمل النجم المغربي في أن يتوج مسيرته باللقب الأوروبي الأغلى، لينضم لقائمة فريدة للغاية من نجوم العرب الذين سبق لهم اعتلاء منصة التتويج بدوري الأبطال.