الانتقادات تلاحق صفقة ميسي
طرح تعاقد نادي باريس سان جيرمان الفرنسي مع أسطورة كرة القدم الأرجنتيني ليونيل ميسي الكثير من الأسئلة حول مدى نظافة القواعد المالية التي وضعها الاتحاد الأوروبي لانتقالات اللاعبين.
وأثارت الصفقة الضخمة التي أنجزها النادي الباريسي حفيظة أوساط كرة القدم الأوروبية حيث وصفها البعض بـ ”العبثية“، حيث قالت بعض الصحف في القارة العجوز أن الصفقة تلخص عدم المساواة وفقدان القدرة التنافسية، وسط قلق من الهيمنة المالية لنادي العاصمة الفرنسية في سوق غير منظم ”يستفيد منه الأقوى“.
وإذا كانت فرنسا تنتظر بفارغ الصبر رؤية أفضل لاعب في العالم 6 مرات يخوض مباراته الأولى في الدوري الفرنسي، فإن بقية القارة العجوز تشكك بهذه الصفقة وتبعاتها.
الصحافة الأوروبية تشن هجومًا عنيفًا على صفقة ميسي
وفي إنكلترا بشكل خاص، تحدثت معظم العناوين في وسائل الإعلام صباح الأربعاء عن الطبيعة ”العبثية” لصفقة من هذا النوع، وتساءلت صحيفة ”ذا غارديان“: ”كيف يعقل أن أعظم لاعب في جيله لا يتحكم في مسيرته؟“، معربة عن خيبة أمل لأن ميسي كان ”آخر شيء نقي وجيد في عالم الانتقالات والاحتيال“.
وكان الحال ذاته في صحيفة ”كوريري ديللو سبورت“ الإيطالية وصحيفة ”موندو ديبورتيفو“ الإسباني، حيث انهالت الانتقادات على الصفقة مع طرح العديد من التساؤلات حول تبعاتها على مستقبل كرة القدم وانتقالات اللاعبين.
ولا تتعلق المسألة فقط بميسي الذي رحل عن برشلونة بعدما دافع عن ألوانه طيلة 21 عامًا بسبب قواعد سقف الرواتب التي فرضتها رابطة الدوري الإسباني، ما جعل النادي الكتالوني غير قادر على دفع راتب الأسطورة الأرجنتيني.
فلقد تعاقد سان جيرمان هذا الصيف مع الإسباني سيرخيو راموس، الهولندي جورجينيو فينالدوم، الحارس الإيطالي جانلويجي دوناروما من دون مقابل بعد انتهاء عقودهم مع أندية ريال مدريد وليفربول وميلان تواليًا، إضافة إلى المغربي أشرف حكيمي القادم من إنتر ميلان الإيطالي في صفقة قدرت بـ 60 مليون يورو.
وصحيح أن ميسي وراموس وفينالدوم ودوناروما انضموا إلى سان جيرمان من دون مقابل، إلا أن رواتبهم مرتفعة جدًا، لا سيما ميسي الذي سيتقاضى من بعد الضرائب 40 مليون يورو سنويًا بحسب التقارير الإعلامية، ما طرح علامات استفهام حول التزام نادي العاصمة الفرنسية بقواعد الاتحاد الأوروبي للعب المالي النظيف والتي أصبحت أكثر ليونة بسبب التداعيات المالية الناجمة عن تفشي فيروس كورونا.
صفقة ميسي.. هل تم خرق قواعد اللعب المالي النظيف؟
ووفقًا لتقرير نشرته وكالة ”فرانس برس“، فإن تخفيف التشدد في تطبيق هذه الآلية التي تمنع الأندية من إنفاق أكثر مما تكسب، ترك مساحة تحرك أكبر للأندية الكبيرة، في انتظار ”الإصلاح“ الذي وعد به الاتحاد الأوروبي مع انطلاق الموسم الجديد.
وقالت الوكالة الفرنسية أن رافاييلي بولي، رئيس مرصد كرة القدم في المركز الدولي للدراسات الرياضية ومقره في نيوشاتيل، أكد في تصريح أن ما أراد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم تجنبه بإلغاء القيود، قد حدث بالفعل، موضحًا: ”هذه الأزمة الصحية دفعت أكثر نحو ذلك، نحو تحرير السوق مما يفيد الأقوى، أولئك الذين لديهم رأس مال يسمح لهم بالاستثمار“.
وعلى الرغم من دفاع سان جيرمان عن الصفقة وتأكيد إدارته على إلتزامها بقواعد اللعب المالي النظيف، فإن أندية أوروبية كبرى عدة ليست مقتنعة بالتزام النادي الباريسي باللعب المالي النظيف، واستنكرت ”الممارسات المناهضة للمنافسة المشروعة“، مثل بايرن ميونخ الألماني على لسان حارسه السابق والمسؤول الإداري الحالي أوليفر كان.
وقال أوليفر كان في تصريح يوم الثلاثاء: ”إني أقدر كل اللاعبين في سان جيرمان. السؤال الذي يطرح نفسه على سينجح الأمر؟ هل سيكون هناك انسجام؟“، مشيرًا الى أن بايرن تمكن دائمًا من تحقيق التوازن التنافسي.
ومع توالي الانتقادات يبرز السؤال، هل التعاقد مع ميسي كافيًا ليكون إشارة تحذير لسلطات كرة القدم؟.
وبالنسبة لرافاييلي بولي، رئيس مرصد كرة القدم في المركز الدولي للدراسات الرياضية، فإن الجواب: ”إنهم لا يريدون منع المساهمين في الأندية من ضخ أموال جديدة في وقت تواجه فيه بعض الفرق خطر الإفلاس“، معتبرًا أن سان جيرمان ورئيسه كانا الداعمين الرئيسيين للاتحاد الأوروبي في هجومه على الأندية المتمردة الـ12 التي أرادت إطلاق الدوري السوبر الأوروبي المنافس لدوري الأبطال، قبل أن تنسحب تسعة منها بسبب التهديد.
وأضاف: ”لا يمكن مقارنة العجز التشغيلي لسان جيرمان مع الأندية الأوروبية الأخرى“، معتبراً أن صفقة مثل التي تمت الثلاثاء أو في الأسابيع القليلة الأخيرة ستزيد من عزم الأندية الأوروبية المتمردة، أي برشلونة وريال مدريد ويوفنتوس الإيطالي، على إطلاق الدوري السوبر الأوروبي.