آخرها ميكروباص الجزائر.. كوارث أمم إفريقيا لا تنتهي
تتواصل أزمات بطولة كأس الأمم الإفريقية المقامة حاليًا في الكاميرون، على الرغم من وعود اللجنة المنظمة والاتحاد الإفريقي لكرة القدم بأن تخرج المسابقة القارية بأفضل شكل ممكن.
وكانت النسخة الحالية من البطولة مهددة بالتأجيل أو الإلغاء، مع مطالبات الأندية الأوروبية والاتحاد الدولي لكرة القدم بتغيير موعدها بسبب تضاربه مع الموسم الكروي الأوروبي، وكذلك في ظل المخاوف من تفشي فيروس كورونا.
ولكن تمسكت الكاميرون بحقها في استضافة البطولة وتنظيمها في موعدها، وكذلك قام الاتحاد الإفريقي بدعمها بشكل كامل، لتنطلق منافسات هذه النسخة من ”الكان“، ولكن طالت البطولة انتقادات عديدة بسبب سوء التنظيم والوقائع الغريبة التي سيطرت على المشهد خلال الأيام الماضية.
وكانت أبرز المهازل ما حدث في مدينة جاروا، حيث اشتكى اللاعبون خلال مباراة مصر ونيجيريا من الكرة، وهو ما دفع الحكم بكارى جاسما لاستبدال الكرة بعد أن وجد أن ضغط الهواء غير مناسب طبقًا للقانون.
وتكرر هذا المشهد الغريب مرتين متتاليتين خلال المباراة، نظرًا لانخفاض ضغط الهواء في الكرات الموجودة في الملعب، مما يدل على سوء التنظيم وعدم قيام اللجنة المنظمة بمهامها بالشكل المطلوب.
مدينة ليمبي شاهدة على العديد من كوارث أمم إفريقيا
أما مدينة ليمبي، فقد كانت مسرحًا للمهازل مساء الثلاثاء، وكانت البداية مع مباراة تونس ومالي التي خسرها نسور قرطاج بهدف دون رد.
وكانت المهزلة التحكيمية التي شهدتها مباراة تونس ومالي واحدة من أسوأ الأحداث على الإطلاق، حيث قام الحكم بإنهاء المباراة قبل نهاية وقتها الأصلي.
وأعلن الحكم جاني سيكاوزي عن نهاية المباراة في الدقيقة 85 ظنًا منه أن وقت المباراة قد انتهى، ولكن أدرك الحكم الخطأ ليتراجع عن قراره بسرعة.
وعاد الحكم ليثير الجدل مجددًا بصافرة نهاية المباراة قبل نهاية الوقت الأصلي بحوالي 20 ثانية، ليشتعل الملعب باعتراضات من جانب لاعبي تونس والجهاز الفني لنسور قرطاج، ولكن لم يرجع الحكم في قراره الغريب، وتمسك بإنهاء اللقاء دون احتساب أي دقيقة كوقت بدل ضائع، بل وقبل الوصول للوقت القانوني المحدد لنهاية المباراة.
وبعد ذلك، عاد هيلدر مارتينز دي كارفاليو، الحكم الرابع، مع المساعدين لاستئناف المباراة بدون الحكم الأول الزامبي جاني سيكازوي، الذي أنهى المباراة قبل وقتها الأصلي.
وعاد لاعبو مالي إلى الملعب، ولكن رفض المنتخب التونسي العودة، ليطلق الحكم نهاية المباراة بفوز مالي.
ولم تنتهي المهازل في ليمبي عند هذا الحد، حيث شهدت مباراة موريتانيا وغامبيا فضيحة أخرى للجنة المنظمة.
وشهدت المباراة أخطاء كارثية خلال مراسم عزف النشيدين الوطنيين لكل من موريتانيا وغامبيا، حيث فوجئ المنتخب الموريتاني بعد الإعلان عن عزف النشيد الوطني الخاص بموريتانيا، بعزف النشيد القديم بدلًا من النشيد الحالي.
وبعد ذلك قام المنظمون بإيقاف النشيد، وحاولوا تشغيل النشيد الجديد بدلًا منه، ولكن فشلوا في ذلك، ليقوم لاعبو المنتخب الموريتاني والجهاز الفني بترديد النشيد الجديد دون انتظار عزف الموسيقى.
أما منتخب الجزائر حامل اللقب، فلم يسلم هو الآخر من الكوارث التنظيمية في الكاميرون، حيث اضطر للاستعانة بسيارة ”ميكروباص“ للعودة إلى فندق إقامته مساء الأربعاء.
ووفقًا لوسائل إعلام جزائرية، فوجئ أفراد البعثة الجزائرية بتأخر الحافلة الخاصة بالمنتخب عقب نهاية الحصة التدريبية، ليضطر الفريق للعودة إلى الفندق على دفعات بسيارة ”ميكروباص“ في مشهد غير مألوف في البطولات الكبرى.
ومن جانبه، نشر الإتحاد الجزائري لكرة القدم، بيانًا توضيحيًا بخصوص حادثة الحافلات الصغيرة التي تنقل فيها لاعبي المنتخب الوطني من ملحق التدريبات لملعب جابوما إلى فندق أونوما بمدينة دوالا الكاميرونية.
ووفقًا لصحيفة ”النهار“ الجزائرية، فقد أكدت الإتحاد أن كل المنتخبات المشاركة في كأس أمم إفريقيا استفادت من حافلة كبيرة، بالإضافة إلى حافلتين صغيرتين، شاحنة وسيارة عادية.
وبخصوص عودة بعض اللاعبين على متن السيارات الصغيرة، أكدت الفاف أنّ المدرب جمال بلماضي فضّل تسريح اللاعبين الذين شاركوا في المباراة الأولى أمام منتخب سيراليون بعد إجراء حصة خفيفة، في حين عادت بقية التشكيلة على متن الحافلة الكبيرة بعد ثلاث ساعات من التدريب.