أزمة حارس جزر القمر تفتح باب التشكيك في نزاهة الكاميرون
أثيرت أزمة جديدة في بطولة كأس الأمم الإفريقية الحافلة بالجدل والمواقف الغريبة، حيث تم توجيه اتهامات عديدة للكاميرون قبل انطلاق مواجهتها أمام جزر القمر في الدور ثمن النهائي.
وبلغ المنتخب الكاميروني صاحب الأرض الدور ربع النهائي بعد فوزه على منتخب جزر القمر بنتيجة 2-1، في مباراة عرفت مقاومة كبيرة من جزر القمر في ظل غياب المدرب وعدد كبير من اللاعبين بسبب إصابتهم بفيروس كورونا، بالإضافة إلى حصول أحد لاعبي الفريق على بطاقة حمراء في الدقائق الأولى من المباراة.
وقاتلت جزر القمر بعشرة لاعبين أغلب فترات المباراة، وبالاعتماد على ظهير أيسر في مركز حارس المرمى، لكنها خسرت في النهاية بصعوبة 2-1 أمام الكاميرون صاحبة الأرض.
وأُثير جدل واسع قبل المباراة بسبب غياب كل حراس مرمى جزر القمر عن قائمة اللقاء، وكان الحارس سالم بن بوينا قد تعرض لإصابة خطيرة في الكتف، بينما دخل الحارسان علي أحمدا ومؤيد أوسيني في عزل ذاتي الأسبوع الماضي بسبب الإصابة بفيروس كورونا.
وجاءت نتيجة أحمدا سلبية قبل المباراة، وبدا أن الحارس سيستطيع اللعب في أهم مباراة لكرة القدم في تاريخ بلاده. لكن اللجنة الطبية في الاتحاد الإفريقي رفضت مشاركة أحمدا وقالت إن أي لاعب سيدخل الحجر الصحي سيحتاج إلى الانتظار خمسة أيام قبل اللعب في البطولة مرة أخرى.
وغاب أيضًا أمير عبدو مدرب جزر القمر لأنه لا يزال في الحجر الصحي بسبب إصابته بفيروس كورونا، وشاهد المباراة من غرفته في الفندق.
وشارك الظهير شاكر الهدهور كحارس مرمى في المباراة، بسبب غياب الحراس الثلاثة لجزر القمر، حتى أنه وضع شريطًا لاصقًا على ظهر القميص مكان الرقم المعتاد، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ البطولات الإفريقية.
وتم توجيه انتقادات عنيفة إلى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم وإلى اللجنة المنظمة للبطولة بسبب رفض مشاركة علي أحمدا حارس جزر القمر في المباراة رغم سلبية مسحته.
وقال العديد من المتابعين أن هذا القرار تم اتخاذه لمساعدة الكاميرون على الفوز والتقدم في البطولة، وأشار أصحاب هذا الرأي إلى أن منتخب الكاميرون لم تسجل في صفوفه أي إصابة بفيروس كورونا منذ انطلاق البطولة، وقاموا بالتشكيك في نزاهة فحوصات الكشف عن الفيروس.
وازدادت حدة الانتقادات تجاه الكاميرون بسبب الكوارث التنظيمية التي شهدتها البطولة وعدم صلاحية بعض الملاعب لإقامة المباريات وسوء حالة الفنادق التي تقيم بها المنتخبات، بالإضافة إلى العديد من الأخطاء التحكيمية، بينما جاء التشكيك في نزاهة إجراء الفحوصات ليُكمل المشهد الهزلي في هذه النسخة الغريبة من البطولة القارية.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتم خلالها اتهام الكاميرون بالتلاعب في نتائج فحوصات كورونا، حيث كان منتخب بوركينا فاسو أول المحتجين على نتائج الفحوصات، وكان ذلك قبل المباراة الافتتاحية للمسابقة.
وبعد ثبوت إصابة العديد من عناصره بالفيروس قبل مواجهة الكاميرون، تقدم منتخب بوركينا فاسو باحتجاج رسمي إلى الاتحاد الإفريقي وطالب بإعادة الفحوصات، مؤكدًا في احتجاجه أن هناك لجنة طبية لا تنتمي للاتحاد الإفريقي هي من قامت بإجراء الفحوصات للاعبيه.
وعلى الرغم من الشكاوى المتكررة، يدافع الاتحاد الإفريقي مرارًا عن الكاميرون واللجنة المنظمة للبطولة، حيث أكد في أكثر من بيان له أن الأمور التنظيمية تسير على ما يرام، وأن جميع فحوصات الكشف عن كورونا تتم بإشراف لجنة متخصصة، نافيًا كافة الإدعاءات بوجود أي تلاعب،