أبو جبل يصنع الحدث وحكيمي يقود المغرب لكسر العقدة
أُسدِل الستار على الدور ثمن النهائي من بطولة كأس الأمم الإفريقية المقامة على ملاعب الكاميرون، لتتحدد أضلاع ربع النهائي بالمسابقة القارية.
وشهدت مباريات ثمن النهائي العديد من اللقطات المثيرة والأحداث البارزة التي خطفت الأضواء، في بطولة أصبحت من أكثر المسابقات المثيرة للجدل عبر تاريخ المنافسات الكروية الخاصة بالمنتخبات.
وكان من بين أبرز الأحداث التي تصدرت المشهد في الكاميرون، هو حادث التدافع المفجع الذي راح ضحيته ثمانية أشخاص على الأقل بالإضافة إلى عشرات الجرحى.
وحاول حشد من المشجعين دخول ملعب أولمبي في العاصمة ياوندي من بوابة جنوبية لمشاهدة مباراة الكاميرون وجزر القمر، التي انتهت بفوز الكاميرون 2-1.
وبعد الحادث، أعلن الاتحاد الإفريقي الذي ينظم المسابقة القارية في بيان إنه يحقق في الواقعة ويحاول الحصول على تفاصيل أكثر حول ما حدث.
وكانت مباراة الكاميرون وجزر القمر أيضًا شاهدة على واقعة هي الأغرب في البطولة حتى الآن، إذ اضطر منتخب جزر القمر للدفع بظهيره الأيسر شاكر الهدهور في مركز حراسة المرمى.
وأُثير جدل واسع قبل المباراة بسبب غياب كل حراس مرمى جزر القمر عن قائمة اللقاء، وكان الحارس سالم بن بوينا قد تعرض لإصابة خطيرة في الكتف، بينما دخل الحارسان علي أحمدا ومؤيد أوسيني في عزل ذاتي الأسبوع الماضي بسبب الإصابة بفيروس كورونا.
وجاءت نتيجة أحمدا سلبية قبل المباراة، وبدا أن الحارس سيستطيع اللعب في أهم مباراة لكرة القدم في تاريخ بلاده. لكن اللجنة الطبية في الاتحاد الإفريقي رفضت مشاركة أحمدا وقالت إن أي لاعب سيدخل الحجر الصحي سيحتاج إلى الانتظار خمسة أيام قبل اللعب في البطولة مرة أخرى.
وشارك الظهير شاكر الهدهور كحارس مرمى في المباراة، بسبب غياب الحراس الثلاثة لجزر القمر، حتى أنه وضع شريطًا لاصقًا على ظهر القميص مكان الرقم المعتاد، في مشهد تصدر عناوين الصحافة العالمية.
أما منتخب المغرب، فقد كان على موعد مع كسر عقدة طاردته طوال 18 عامًا في البطولة الإفريقية، بعدما تغلب على مالاوي بهدفين مقابل هدف في ثمن النهائي، ليحقق أول فوز له في الأدوار الإقصائية منذ نسخة عام 2004.
وسدد الظهير المتألق أشرف حكيمي قذيفة هائلة من ضربة حرة مباشرة، سكنت شباك مالاوي، وقطعت بطاقة العبور لأسود الأطلس بعد مباراة عصيبة.
وتمكّن أسود الأطلس من كسر لعنة حاجز الدور الثاني، منذ أن بلغ الفريق نهائي نسخة تونس عام 2004 التي حلّ بها وصيفًا.
وودّع منتخب المغرب نسخ أعوام 2006 و2008 و2012 و2013 من دور المجموعات. بينما بلغ الدور ربع النهائي في نسخة عام 2017، قبل الخسارة والخروج أمام منتخب مصر.
وفي نسخة عام 2019 التي أقيمت في مصر، خرج أسود الأطلس من دور الـ16 أمام بنين بركلات الترجيح بعد التعادل 1-1.
نسور قرطاج يحلقون في سماء الكاميرون رغم الصعاب
كما شهد الدور ثمن النهائي إقصاء منتخب نجيريا على يد المنتخب التونسي، الذي خالف جميع التوقعات وحقق فوزًا مستحقًا وضعه بين الثمانية الكبار.
وكان المنتخب النيجيري هو المرشح الأول لحصد اللقب وفقًا لإحصائيات شبكة ”أوبتا“ التي أعدت قائمة للمنتخبات الأوفر حظًا للتتويج بناءً على الأرقام التي سجلتها هذه المنتخبات في البطولة.
كما دخل نسور قرطاج المباراة وسط غيابات عديدة في صفوفهم بسبب تفشي فيروس كورونا في معسكر الفريق، ومن دون المدير الفني منذر الكبير الذي أصيب بالفيروس أيضًا.
أبو جبل يصنع الحدث في مواجهة أفيال كوت ديفوار
أما المنتخب المصري، فقد نجح في صناعة الحدث وأقصى منتخب ساحل العاج، الذي كان بدوره مرشحًا للتفوق على الفراعنة.
وقبل المباراة، كانت جميع الترشيحات تصب في مصلحة الأفيال، ولكن رفاق النجم محمد صلاح أظهروا صورة مغايرة تمامًا لما قدموه خلال دور المجموعات، وكانوا الأقرب للتسجيل طوال المباراة.
وتلقى الفراعنة صفعة مؤلمة في الدقائق الأخيرة من المباراة بإصابة الحارس المتألق محمد الشناوي، الذي تصدى للعديد من تسديدات كوت ديفوار خلال اللقاء، وحلّ بدلًا منه الحارس البديل محمد أبو جبل.
ولكن كان أبو جبل على موعد مع التألق، وتصدى لركلة ترجيح ليقود الفراعنة للتأهل إلى ربع النهائي، بينما احتلت صورة احتفاله مع محمد صلاح عقب المباراة، ولقطة عناقه مع الشناوي، قائمة اللقطات الأكثر رواجًا في ثمن النهائي.
أما لقب الحصان الأسود في البطولة، فيشهد منافسة شرسة بين منتخبي غامبيا وغينيا الاستوائية، حيث نجح المنتخبان في حجز مكانة في قلوب المشجعين.
ونجح منتخب غامبيا الذي يشارك في المسابقة القارية للمرة الأولى في تاريخه، في إقصاء غينيا والتأهل لربع النهائي، ليواصل مغامرة رائعة انتزعت إعجاب جميع المتابعين.
أما منتخب غينيا الاستوائية، فقد واصل تألقه وأقصى منتخب مالي بركلات الترجيح، ليحجز موقعه بين الكبار، ويؤكد أن فوزه على الجزائر حاملة اللقب في دور المجموعات لم يكن مجرد ضربة حظ.