مقابلة رونالدو مع بيرس مورغان تزلزل قلعة أولد ترافورد
خيانة وخداع وإجبار على الرحيل، غياب للاحترافية وفشل إداري ومهزلة فنية، قرارات كارثية وانعزال عن الواقع وابتعاد عن مواكبة التطور التقني. لا، ليس تقريرًا للجنة فنية عن مؤسسة فاسدة، بل تصريحات زلزل بها كريستيانو رونالدو العالم، وصف بها نادي مانشستر يونايتد.
قبيل انطلاق المونديال ودخول الأندية الأوروبية في مرحلة بيات شتوي طويلة، اختار رونالدو الخروج عن النص وإعلان الحرب على النادي الإنكليزي، واصفًا إياه بأبشع الصفات، بعد أن ابتعد اللاعب عن المشاركة بشكل أساسي في تشكيلة الفريق منذ بداية الموسم.
خرج كريستيانو في مقابلة مطولة مع الإعلامي بيرس مورغان، تم بث الجزء الأول منها مساء أمس الأربعاء، بينما سيُبث الجزء الثاني مساء اليوم الخميس.
لكن الزلزال لم يبدأ مع بث المقابلة، بل كانت الهزة الأولى بمجرد نزول بعض المقاطع الترويجية لها عبر حساب بيرس مورغان على موقع تويتر منذ أيام.
وكشف النجم البرتغالي في المقابلة إنه شعر بالخيانة من جانب إدارة مانشستر يونايتد، زاعمًا أن مدربه الهولندي إريك تن هاغ وبعض كبار المسؤولين التنفيذيين في النادي الإنكليزي يحاولون إجباره على الخروج من قلعة أولد ترافورد.
هجوم عنيف على تن هاغ
وكان المقطع الأول والأكثر تداولًا عن المدرب الهولندي إريك تن هاغ، وقال رونالدو عنه: ”ليس لديّ الاحترام له لأنه لا يظهر أي إحترام لي“.
وتراجع دور كريستيانو في تشكيلة يونايتد منذ تولي تن هاغ القادم من أياكس أمستردام الهولندي المسؤولية الفنية للشياطين الحمر في شهر مايو الماضي. ولكن المدرب الهولندي لم يكن هو الضحية الوحيدة لطلقات رونالدو، حيث أضاف النجم البرتغالي: ”ليس المدرب فقط، بل أيضًا شخصين أو ثلاثة في النادي، شعرت بالخيانة“.
وأضاف: ”شعرت بالخيانة وشعرت أنّ هناك بعض الأشخاص لا يريدونني هنا، ليس فقط هذا العام إنما العام الماضي أيضًا“.
لماذا اتخذ رونالدو قرار العودة ورفض الانضمام لمانشستر سيتي؟
وعاد كريستيانو بتصريحاته لصيف عام 2021، عندما اتخذ قراره بالرحيل عن يوفنتوس الإيطالي والعودة للبريميرليغ، وحينها أثيرت تساؤلات عديدة حول وجهته، حيث قيل حينها في جميع وسائل الإعلام أن هناك منافسة محتدمة بين قطبي مدينة مانشستر للفوز بخدمات ”الدون“.
وعن مفاوضات مانشستر سيتي معه في تلك الفترة، قال رونالدو: ”بصراحة، لقد كان الأمر قريبًا. تحدثوا معي كثيرًا وقال غوارديولا إنهم حاولوا جاهدين التعاقد معي، لكن بالنظر إلى تاريخي في مانشستر يونايتد، وما يشعر به قلبي تجاه النادي، فهذا ما صنع الفارق في قراري. وبالطبع أيضًا، كان هناك السير أليكس فيرغسون“.
وأضاف كريستيانو: ”لقد تحدثت مع السير فيرغسون، قال لي: من المستحيل أن تذهب إلى مانشستر سيتي، وقلت له: حسنًا أيها الرئيس. لذلك اتخذت قرار العودة ليونايتد، وأكرر، أنه كان قرارًا جيدًا“.
أرقام قياسية وتفوق على ميسي
ومع إعلان مانشستر يونايتد التعاقد مع رونالدو، ضربت الصفقة جميع الأرقام القياسية على صعيد التفاعل، وأعاد الملايين نشر تغريدة النادي، بينما تفوقت أرقام بيع قمصان رونالدو على أرقام مبيعات قميص منافسه وغريمه ليونيل ميسي الذي كان قد انتقل لتوه إلى باريس سان جيرمان في صفقة مزلزلة.
وعن هذه النقطة سأل مورغان رونالدو إذا كان سعيدًا ببيع أكبر عدد من القمصان في 24 ساعة أكثر من أي لاعب آخر في التاريخ بما فيهم ليونيل ميسي، وأجاب كريستيانو: ”بالطبع كنت أشعر بالسعادة، كما يعلم الجميع.. أنا لا ألاحق الأرقام القياسية، الأرقام القياسية تلاحقني، وهذا رقم آخر في سجلاتي“.
صدمة مزلزلة
وبعد حديثه عن الأرقام القياسية وأصداء العودة إلى أولد ترافورد، وسعادته بخوض هذه التجربة الجديدة، تطرق رونالدو لشعوره بالصدمة بمرور الوقت، وقال: ”عندما عدت إلى مانشستر يونايتد، اعتقدت أن كل شيء قد تغير خاصة بعد مرور 13 عامًا على رحيلي، اعتقدت أن كل شيء سيكون مختلفًا عن الماضي، التكنولوجيا والبنية التحتية وكل شيء آخر. لكنني فوجئت، لقد رأيت أن كل شيء كان على حاله“.
الصدمة أيضًا كانت على الجانب الفني، حيث واصل الدون: ”كنت متفاجئًا من كل شئ في الفريق، حين عودتي اعتقدت أنهم بعد التعاقد معي ومع سانشو وفاران، أن الأمور ستسير على نحو جيد، ولكن هذا لم يحدث“.
وواصل: ”لقد ترك السير أليكس فيرغسون فجوة كبيرة في النادي، وكان الهيكل المحيط بالسير فيرغسون مهمًا جدًا أيضًا. وعند عودتي وجدت أن مانشستر يونايتد لم يكن هو ذاته“.
رونالدو: لا أعرف من هو رانجنيك
وشن رونالدو هجومًا حادًا على اختيارات إدارة يونايتد للمدربين وتحدث عن رالف رانجنيك الذي تولى قيادة الفريق مؤقتًا بعد رحيل أولي غونار سولشاير، معتبرًا أنه ”ليس مدربًا“.
وعندما سأله بيرس مورغان إذا كان يعرف رانجنيك من قبل، أجاب رونالدو: ”بالطبع لا، حتى الأشخاص الذين تحدثت معهم لم يعرفه أحد“.
وفي الوقت ذاته، أوضح كريستيانو أن احترافيته فرضت عليه احترام رانجنيك ومناداته بالمدرب، مضيفًا: ” كانعلينا التواصل لأنه تولى وظيفة تدريب الفريق بغض النظر عن أي شيء آخر، لكن في أعماقي، لم أره أبدًا كمدرب، لأنني رأيت بعض الأشياء التي لم أوافق عليها مطلقًا، لقد كانت لحظات صعبة“.
وعقد رونالدو مقارنة سريعة بين مانشستر يونايتد والأندية السابقة التي دافع عن ألوانها مثل ريال مدريد ويوفنتوس، حيث قال: ”في مانشستر يونايتد لم يكن هناك أي تقدم يذكر، بالمقارنة مع ريال مدريد يوفنتوس، إنهما يواكبان بقية العالم، أما في يونايتد فقد صدمت من التكنولوجيا، والتدريب والتغذية وظروف تناول الطعام بشكل صحيح، وكذلك التعافي. بالمقارنة مع ريال مدريد ويوفنتوس فإن يونايتد متأخر جدًا“.
كما تحدّث الدون عن كونه اللاعب رقم واحد في العالم، مُشبّهًا نفسه بـ ”حبة الفراولة“ التي يريد الجميع قضمها، وذلك عندما سأله مورغان عن سبب تعلق الملايين به.
حبة فراولة يرغب الجميع في قضمها
وعند سؤاله عن وجود نصف مليار متابع له على إنستغرام، قال رونالدو: ”أشعر بالفخر لذلك، هذا الأمر يعني الكثير بالنسبة لي، فهو يعني أن الناس يحبونني“.
وأضاف: ”أسأل نفسي عادة: لماذا أنا الرقم واحد؟ لماذا أنا وليس شخصا آخر؟“. وهنا قاطعه مورغان ليسأله: ”لماذا أنت بحسب رأيك؟“، فأجاب الدون: ”هذا ليس لأنني ألعب كرة القدم بشكل جيد فقط، هناك أشياء أخرى أيضًا، عليك أن تتمتع بكاريزما، ويجب أن يشعر الناس بالرابط العاطفي معك، وأن تكون وسيمًا أيضًا“.
وواصل: ”بكل صدق أنا لا أعرف السبب الحقيقي، لكنني أعتقد أنني مثل فاكهة لذيذة، فاكهة يريد الناس قضمها“. وهنا سأله مورغان عن نوع الفاكهة التي يشبه نفسه بها، فأجاب رونالدو: ”دعنا نقول الفراولة“.
قذائف رونالدو لازالت متواصلة، حيث يترقب العالم الجزء الثاني من المقابلة، خاصة بعد أن أكد بيرس مورغان أن كريستيانو سيتطرق في هذا الجزء للحديث عن غريمه الأرجنتيني ليونيل ميسي، وهو ما يضمن الكثير من الإثارة لجماهير كرة القدم التي دأبت على عقد المقارنات بين هذا الثنائي طيلة السنوات الماضية.