نطحة زيدان تتصدر قائمة أغرب أحداث كأس العالم
بعد أن اعتاد على انتزاع صيحات الجماهير بروعة لمساته وتمريراته، فاجأ الجميع وانتزع صرخة من منافسه بعد أن سدد له ”نطحة“ في صدره. أنهى مسيرته الدولية التاريخية ببطاقة حمراء هي الأشهر في تاريخ المونديال، لتكون نهاية المسيرة الرائعة مميزة واستثنائية مثل المسيرة ذاتها.
كان الوقت الإضافي من نهائي مونديال ألمانيا 2006 بين فرنسا وإيطاليا يقترب من نهايته، ولا يزال التعادل بهدف لمثله ”سيد الموقف“، ومع لحظات الترقّب التي تُصاحب النهايات واللحظات الأخيرة.. فقد النجم الفرنسي زين الدين زيدان قائد ”الديوك“ أعصابه، وتجّرد مما يشتهر به من وقار ورزانة وحسن تصرُّف، وسيطرت عليه لحظة من الجنون لا يزال يتردد صداها حتى الآن.
كان ”زيزو“ يقف على مسافة قريبة من ماركو ماتيراتزي مدافع إيطاليا، طوال المباراة تقريبًا، وذلك ليس بأمر مستغرب نظرًا لكون الفرنسي هو صانع الألعاب والعنصر الأخطر في فريقه، بينما كان ماتيرازي مُكلَّفًا بمهمة قلب الدفاع الملاصق لأخطر مفاتيح لعب الديوك، بل أخطر صانع ألعاب في العالم بأسره حينها.
واحتكّ اللاعبان في الدقيقة 110 من زمن المباراة داخل منطقة الجزاء الإيطالية، حيث فرض ماتيراتزي رقابة لصيقة على خصمه لدرجة تقييد حركته عبر لفّ يده حول صدر زيدان من الخلف.
وتبادل زيدان وماتيراتزي بعض الكلمات أثناء خروجهما من منطقة الجزاء باتجاه وسط الملعب في مشهد مألوف يحدث عقب أي احتكاك بين خصمين، ولم يكن هناك أية إشارة لما سيحدث بعد لحظات قليلة، حتى أن هناك ابتسامة علت وجه زيدان بينما استمرّ الاثنان بالحديث.
وفجأة.. استدار زيدان ووقف بكل ثبات على أرضية الملعب، وانحنى برأسه وقام بنطح صدر ماتيراتزي بقوة، ليسقط هذا الأخير صارخًا فوق أرضية ملعب برلين الأولمبي.
وعقب هذه اللقطة الصادمة، وقف زيدان وحيدًا وبعيدًا عن بقية اللاعبين، أما الحكم ومعظم اللاعبين الذين كانوا يتابعون مسار الكرة ومجريات المباراة في موقع متقدم من الملعب فلم يشهدوا ما حدث. ولهذا لم تندلع أية مشاجرة عقب ما قام به زيدان ولم يحصل أي تدافع أو محاولة للانتقام من جانب الإيطاليين.
وبعد ذلك حدث ما كان متوقعًا، إذ رفع الحكم البطاقة الحمراء في وجه زيدان بعدما استشار الحكمين المساعدين.
سار زيدان مطأطأ الرأس مغادرًا أرضية الملعب على بُعد أمتار من الكأس الذهبية المعروضة بانتظار الفائز في النهائي الكبير، وبعد دقائق ابتسمت ركلات الترجيح للآدزوري ليتوج بلقبه المونديالي الرابع، بينما ودّع ”زيزو“ قميص الديوك ببطاقة حمراء، وحُرِمَ من رفع الكأس التي أهداها لبلاده للمرة الأولى في التاريخ قبل هذه الواقعة بثماني سنوات.