وليد الركراكي يأمل في حصد إنجاز تلو الآخر في مونديال 2022
- الركراكي ولد في الضاحية الباريسية الجنوبية
- وليد الركراكي تولى مهمة تدريب منتخب المغرب نهاية أغسطس
- وليد الركراكي .. مهاجم أنيق وعاشق لميلان ومهووس بكرة القدم
لم يكن لاعبو المنتخب المغربي وحدهم محط إعجاب مشجعي ومراقبي كرة القدم في أنحاء العالم بعدما صعد أسود الأطلس إلى الدور نصف النهائي في كأس العالم لكرة القدم المقامة في قطر بل استأثر مدرب الفريق وليد الركراكي بالنصيب الأكبر.
في أواخر أغسطس الماضي، أطل الركراكي (46 عامًا)، وقد جرى تعيينه ليدرب أسود الأطلس، في مهمة محفوفة بالمصاعب وقد صنع إنجازًا غير مسبوق في الكرة العربية والإفريقية، بعد أن حجز مقعدًا تاريخيًا في المربع الذهبي. فهل ترفع ضاحية كوربي-إيسون الباريسية قريبًا جدارية لوليد الركراكي؟.
نشأ مدرب المغرب الذي يقود أول منتخب إفريقي في نصف نهائي كأس العالم لكرة القدم ضد فرنسا، في إيسون حيث كان عاشقًا للمستديرة وقائدًا رائعًا.
وُلد وليد الركراكي عام 1975 في كوربي-إيسون، البلدة التي يسكنها 500 الف نسمة وتقع جنوب-شرق العاصمة الفرنسية باريس.
في منطقة مونكونساي، بدأ الفرنسي-المغربي في ركل الكرات نهاية ثمانينات القرن الماضي، على مقربة من برجها المدمّر الآن. مع أصدقاء طفولته، تواجه غالباً مع الفريق الغريم في تارتوريه.
يروي ديمبا دياغوراغا المدير الحالي لمركز حي تارتوريه لوكالة فرانس برس: “كنا نخوض الدورات، كان مونكونساي بمثابة ميلان ونحن تارتوريه بمثابة برشلونة. كانت الأجواء جيدة جدًا”.
في تلك الحقبة، كان وليد الركراكي مشجعًا لنادي ميلان الإيطالي الذي هيمن على الكرة الأوروبية، ومعه النجم الهولندي ماركو فان باستن حامل الكرة الذهبية ثلاث مرات.
يشرح عزّ الدين عويس صديق الطفولة ومسؤول مجموعة المواطن والتضامن في كوربي-إيسون “كان وليد دومًا صانع لعب، اللاعب الرقم 10. في الأساس كان هذا مركزه المُفضّل. بصفته كقائد، كان يتفوّق علينا، يحفّزنا”.
بعمر العاشرة، انضمّ المدرب الحالي لـ”أسود الأطلس” إلى فريق الأشبال ثم الناشئين لكوربي-إيسون الذي أغلقت أبوابه في العام 2016. بدأ باللعب في مركز الوسط الأيمن ثم الظهير الأيمن.
ويشرح برنار كاسيرو مدرب الأشبال الذي دفع به في مركز صناعة اللعب أو الجناح: “كان سريعًا، يملك رؤية جيدة للعب، وأفضل من الآخرين من الناحية التقنية. كان يتولى الكلام في غرف الملابس ويحفّز زملاءه، وكان تقريبًا الناطق باسم الفريق في أرض الملعب”.
على المستطيل الأخضر، يتذكّر دافيد فيو، زميله السابق وصديقه في مدرسة كوربي الثانوية، أن الركراكي كان لاعبًا مهووساً بكرة القدم يلعب من أجل الفوز، مضيفًا: “تألق، تخطى مواقف صعبة ثم كان يتسارع. وبسبب مراوغاته لاحظه رودي غارسيا”.
تقني وأنيق
يضيف فيو: “بعد حصوله البكالوريا في المحاسبة قال لنا حسناً، سأترك المدرسة الآن وأتفرغ لمسيرتي الكروية. أردنا جميعًا أن نكون محترفين، لكن هو حقق هدفه. يعمل دومًا من أجل الفوز”.
في تلك الفترة، رصده رودي غارسيا مدرب كوبي-إيسون بين عامي 1994 و1998 خلال إحدى مباريات الناشئين.
ويشرح غارسيا الذي عرفه مذ كان بعمر التاسعة عشرة: “من خلال مراقبة الفريق الثالث للناشئين، لاحظت مهاجمًا سريعًا، أنيقًا، تقنيًا، فسألت: ماذا يفعل مع الفريق الثالث؟، جلبته معي إلى الفريق الأول في دوري الهواة، أصبح أساسيًا”.
استهل الركراكي الذي تحوّل إلى مركز الظهير الأيمن، مسيرته الاحترافية مع راسينغ كلوب، ثم برز مع تولوز (1999-2001)، أجاكسيو (2001-2004)، راسينغ سانتاندر الإسباني، ثم ديجون وغرونوبل (2007-2009) في الدرجة الثانية.
يتذكّر زميله في غرونوبل المهاجم الجزائري نسيم أكرور الذي كان على غراره من بين كوادر الفريق: “شكّل إضافة على الصعيد التكتيكي، وكانت شخصيته قوية جدًا. كان لاعبًا محنّكًا.. يعطي النصائح للجيل الشاب”.
في غرونوبل، لعب الركراكي لفترة وجيزة مع ابن الحادية والعشرين آنذاك أوليفييه جيرو، أحد نجوم منتخب فرنسا الذين سيقابلهم الأربعاء على ستاد البيت في مدينة الخور والذي سجّل حتى الآن أربعة أهداف للمنتخب الأزرق في النهائيات الحالية.
وختم صديقه عز الدين عويس: “قد يجلب لنا كأس العالم إلى مونكونساي. هل تتخيّلون ذلك؟”، مضيفاً انه يريد إنشاء لوحة جدارية للركراكي على برجي مونكونساي الكبيرين.
يقول المعجبون بوليد إنه حوّل المنتخب إلى ما يشبه عائلة ويقول مغاربة كثيرون إن وليد صنع المعجزة وأسعدهم سعادة غامرة، وهم ممتنون له أيما امتنان، أيًا كانت النتيجة.