الأحداث المؤسفة تتواصل على ملاعب تونس
تتواصل أعمال الشغب في مباريات الدوري التونسي خلال الفترة الأخيرة، ما يطرح تساؤلات عديدة في البلاد حول أسباب زيادة الاحتقان بين جماهير الأندية المختلفة.
وكانت آخر الأحداث في مباراة الترجي والنجم الساحلي في ملعب رادس، والتي شهدت اشتباكات عنيفة بين الجماهير ورجال الأمن، ومحاولة اقتحام للملعب، وإطلاق الغاز المسيل للدموع.
وشهد شوط المباراة الأول نزول أحد مشجعي الترجي إلى أرض الملعب، ولكن سرعان ما غادر المستطيل الأخضر مع تدخل رجال الأمن.
وبعد ذلك اشتبكت جماهير الفريقين في المدرجات، ما دفع رجال الأمن لإطلاق الغاز المسيل للدموع من أجل تفريقهم.
وأكدت تقارير الصحافة التونسية أن حوالي 36 من عناصر الأمن أصيبوا بإصابات متفاوتة الخطورة خلال الأحداث المؤسفة، إلى جانب تهشيم سيارات أمنية ومدنية والاعتداء على محلات خاصة وعامة، وتهشيم ملعب رادس.
مسلسل أعمال الشغب لا يتوقف
ولا تُعد هذه هي الواقعة الأولى من نوعها في الموسم الحالي من الدوري التونسي، حيث شهد عدد من المباريات أعمال شغب من جانب الجماهير واشتباكات مع عناصر الأمن، الأمر الذي أثار العديد من التساؤلات في الشارع الرياضي التونسي.
وكانت وزارة الداخلية التونسية قد وافقت على رفع طاقة استيعاب ملعب رادس من 50 إلى 70% مع التقييم الدائم، مع إمكانية أن يتم التخفيض مجددًا في حال حدوث أعمال شغب أو عنف خلال أي لقاء يقام على الملعب.
وشهدت مباراة الملعب التونسي والنجم الساحلي منذ أسابيع قليلة أحداثًا مؤسفة أيضًا، ما دفع الرابطة التونسية لكرة القدم إلى توقيع عقوبات مالية على الفريقين.
وحتى على الصعيد القاري، فإن أحداث العنف والشغب تكون حاضرة بقوة في الملاعب التونسية، حيث عاقب الاتحاد الأفريقي لكرة القدم في شهر مارس الماضي فريق الترجي بخوض مباراتين دون جماهير وتغريمه 20 ألف دولار، وذلك بسبب شغب أنصاره في مباراته أمام غريمه المحلي النجم الساحلي بدوري أبطال إفريقيا.
الشارع التونسي يعيش على وقع أزمات الملاعب
ويثير شغب الملاعب قلقًا واسعًا في المجتمع التونسي مع ارتفاع معدلات العنف الجماهيري، خاصة وأن الأمر لم يعد يقتصر على كرة القدم فقط، وامتد إلى الألعاب الأخرى.
ففي شهر مايو الماضي، تحول نهائي كأس تونس لكرة اليد إلى حرب بالشماريخ بين جماهير الترجي والإفريقي، وتسببت أعمال الشغب خلال المباراة في إصابة 8 أشخاص بحروق بالغة، لتتوقف المباراة ويتم تأجيلها.
ومع تكرار أعمال العنف في الملاعب المختلفة، تتباين الآراء حول هذه القضية، حيث يرى البعض أن الشباب تحت 18 عامًا هم الوقود الأساسي لهذه الأحداث المؤسفة، خاصة وأنهم يتسللون إلى المدرجات ويدخلون إلى الملاعب بطرق غير قانونية.
بينما يذهب فريق آخر إلى أن عناصر الأمن تشارك بطريقة ما في إشعال هذه الأحداث، ويستند أنصار هذا الرأي إلى مقاطع فيديو عديدة تم تصويرها في المدرجات تُظهر استفزازات من جانب عناصر أمن الملعب للجماهير، ما يتسبب في رد فعل عنيفة من جانب الجمهور.