الوداد المغربي: سعداء بوجودنا في الجزائر وبحفاوة الاستقبال
حظيت بعثة نادي الوداد المغربي باستقبال حار في الجزائر، التي وصلتها لخوض مباراة الجولة الثانية من رابطة أبطال إفريقيا،ضد نادي شبيبة القبائل الجزائري، مساء الجمعة، بملعب 5 جويلية الدولي بالعاصمة الجزائرية.
وأعرب مهدي الزوات الناطق الرسمي باسم نادي الوداد المغربي عن سعادة أعضاء فريقه لوجودهم في الجزائر، وقال ردا على أسئلة الصحافيين الجزائريين في مطار الهواري بومدين: “الاستقبال كان في المستوى، نشكر المكتب المسير للفريق المضيف على حفاوة الاستقبال”.
ونشر الوداد فيديو من مطار الهواري بومدين عبر خاصية ستوري على فيسبوك، ظهر بها الضيوف المغاربة يحملون باقة كبيرة من الورد ، فيما يتبادل مسؤولو الناديين حديثا وديا، ترافقهم طفلة جزائرية بالزي التقليدي للمنطقة، وعادة يرتدي الجزائريون الأزياء التقليدية خلال استقبال ضيوفهم، كإشارة على الترحاب والسعادة بالزيارة.
حظر الطيران
وبخصوص الرحلة غير المباشرة التي استغرقت ساعات طويلة قال الزوات: الوصول كان نوعا ما متعبا نظرا لطول المسافة، لأننا اضطررنا للتنقل إلى تونس قبل القدوم إلى الجزائر.. لكن الحمد لله الظروف كانت جد جيدة منذ الوصول”، وأردف قائلا : “نحن نكون سعداء دائما عندما نأتي إلى الجزائر”.
واضطرت بعثة الوداد للتنقل إلى تونس قبل دخول الجزائر ، بسبب قرار الحظر الجوي أمام جميع الطائرات المدنية والعسكرية المغربية، الذي أعلنته الجزائر في سبتمبر 2021، ولا يزال ساريا إلى اليوم، برغم محاولة الاتحاد المغربي لكرة القدم كسره سابقا، خلال بطولة إفريقيا للمحليين التي احتضنتها الجزائر خلال شهر يناير الماضي، محاولة لم تنجح، برغم تدخل الاتحاد الإفريقي، ما يفسر عدم تسجيل اعتراض مغربي هذه المرة على رحلة غير مباشرة لبعثة مغربية لدخول الجزائر .
وسأل أحد الصحافيين الجزائريين الزوات إذا كان قد توقع أن يحظى ناديه بهذا الاستقبال الحار في الجزائر، فرد الناطق الرسمي: الطبيعي أن يكون الاستقبال بهذا الشكل. الحمد لله المغرب والجزائر بلدان أخوان، و حين نستقبل فريقا جزائريا في المغرب فهو في بلده، وحين نأتي نحن إلى هنا ( الجزائر ) فإننا نأتي إلى بلدنا”، وأردف قائلا: “لا أظن أن المسألة تتطلب تعليقا لا، فهذا ليس الاستثناء، بل هذا هو الطبيعي. الطبيعي هو حفاوة الاستقبال بين الفريقين وبين البلدين و الاستثناء هو شيء آخر ” .
جماهير بروح مغاربية
وتأتي تصريحات الناطق الرسمي باسم نادي الوداد لتكذب كل من توقع استقبالا جزائريا فاترا للفريق المغربي. وكانت العديد من الصفحات والمواقع المغربية على مواقع التواصل الاجتماعي توقعت سوء استقبال النادي المغربي في الجزائر، و”تنبأت” بأن يصادف النادي الأحمر مشكلات ورفضا شعبيا جزائريا، رغم أن ذلك لم يسبق وأن حدث سابقا لا في الجزائر ولا المغرب، فالجماهير الرياضية تبدو في كل مرة داعمة لفرقها ومرحبة بالنادي الضيف في نفس الوقت في أي منافسة كانت، بل إن الاستقبال الذي يلاقيه أي ناد مغربي أو جزائري في البلد الجار، يكاد يكون الأفضل والأكثر حرارة.
وللنوادي المغربية والجزائرية عشاق في البلدين الجارين، على غرار نادي الرجاء المغربي العريق، الذي له على الفيسبوك صفحة عشاق الرجاء العالمي في الجزائر، يجتمع بها عشاق الأخضر في البلدين. فيما أبدعت الجماهير الرجاوية في تأليف وأداء أغنية تتغنى بالجزائر وتشيد بالأخوة بين الشعبين، وهي أغنية دأب الجمهور الرجاوي على ترديدها في كل مبارياته تقريبا، وسبق أن أداها بمُناسبة ودية النادي أمام ريال بيتيس الإسباني، أين تغنى أبناء “كازا” بالجزائر تحت شعار شعار “حنا خاوة خاوة ماشي عداوة”، في لقطة اهتزت لها مُدرجات ملعب “محمد الخامس”.
ذباب إلكتروني
وتتكاثر يوميا حسابات وهمية مهمتها سب وشتم الشعوب المغاربية، واختلاق قصص وهمية وأخبار كاذبة وصور وفيديوهات مفبركة، تكون نتيجتها عادة نشوب “حروب” افتراضية يتبادل خلالها مغاربيون الشتم والسب، وهو ما حدث أيضا قبيل وصول بعثة الوداد إلى الجزائر .
إيدير دحماني إعلامي جزائري من أمازيغ الجزائر يقطن بمنطقة القبائل، يقول في تصريح خص به “أخبار الآن”معلقا على حفاوة استقبال الوداد المغربي في الجزائر، في وقت توقعت فيه مواقع وصفحات مغربية عكس ذلك “شبيبة القبائل استقبلت دائما ضيوفها من النوادي العربية و الإفريقية بحفاوة وبصفة خاصة النوادي الرياضية المغاربيةو بصفة أخص المغربية. يجب أن نعترف أن الشبيبة تلقت في كل مرة ترحاب كبير في المغرب كذلك. وهذا السلوك السليم المتبادل ليس وليد اليوم إنما هي تقاليد متجذرة بين البلدين. و ما يقال على شبيبة القبائل ينسحب على نوادي كرة القدم الجزائرية الأخرى التي تشرفت بمنافسة رياضية مع الأشقاء في المغرب. ما يسمى الذباب الإلكتروني يلعب على وتر التفرقة في المواقع لكن الواقع أظهر دائما العكس”.
وتبدو الجماهير الرياضية في الملاعب واعية غير خاضعة لتأثير المواقع، فالواقع دائما ينتصر للدم الواحد ولقيم الجيرة والمحبة، و يؤكد أن الشعبين المغربي والجزائري متمسكان بأخوتهما و العروة الوثقى التي لطالما جمعتهما، رغم اختلاف أهواء أهل السياسة.