بايرن ميونيخ يعيش ظروفًا غير مستقرة
تعود الذاكرة على ملعب “أليانز أرينا” إلى نهائي العام 1999، عندما يستقبل بايرن ميونيخ الألماني مانشستر يونايتد الإنكليزي في موقعة نارية في الجولة الأولى من منافسات دوري أبطال أوروبا، التي تشهد أيضاً نزالاً قوياً بين ريال مدريد الإسباني وضيفه أونيون برلين.
وفي المجموعة الأولى، يعيش النادي البافاري ونظيره “الشياطين الحمر” ظروفًا غير مستقرة تمامًا، لا سيما يونايتد، حيث يواجه مدربه الهولندي إريك تن هاغ ضغوطات كبيرة بعد بداية موسم مخيّبة للآمال شهدت خسارته ثلاث مرات من أصل خمس مباريات، ليحتل المركز 13 برصيد 6 نقاط وبفارق 9 نقاط عن الجار مانشستر سيتي المتصدر.
ليس وضع بايرن بهذا السوء محلياً إذ يتشارك الصدارة مع باير ليفركوزن بعشر نقاط من 3 انتصارات وتعادل واحد.
لكن خسارته لقب كأس السوبر المحلية أمام لايبزيغ بثلاثية نظيفة، فضلا عن خروجه من الدور ربع النهائي للمسابقة القارية في الأعوام الثلاثة الاخيرة عقب تتويجه عام 2020، كلها عوامل تجعل من اللقب القاري في صدارة تطلعات العملاق البافاري هذا الموسم، مع حشد كل طاقاته من خلال التعاقد مع قائد انكلترا هاري كاين.
وحطّم بايرن رقم إنفاقه القياسي من أجل ضمّ كاين في الصيف من توتنهام، ودفع 108 مليون دولار أميركي لضمّ المهاجم البالغ 30 عامًا.
وقال كاين الاثنين، إنه يتطلع إلى “شيء خاص” في أول مباراة له في دوري أبطال أوروبا مع بايرن، والأولى ضد منافس من الدوري الإنكليزي منذ وصوله إلى ميونيخ.
وقال المهاجم لصحيفة “سبورتس إيلاسترايتد” الألمانية إنه “يريد حشد المشجعين خلف الفريق في أقرب وقت ممكن والتعامل مع المباراة بحديّة كبيرة”.
وسيخوض بايرن اللقاء من دون مدربه توماس توخل على دكة البدلاء بعد نيله بطاقة حمراء خلال مواجهة مانشستر سيتي حامل اللقب في الدور ربع النهائي الموسم الماضي، ليحلّ مكانه في هذه المباراة مساعده زولت لوف.
ورغم التعاقد مع كاين، إضافة الى أفضل مدافع في الدوري الإيطالي الموسم المنصرم مع نابولي، الكوري الجنوبي كيم مين-جاي، أثار توخل بعض الشكوك، واصفًا النادي بـ”الجريء” لمنحه تشكيلة “غير وازنة” مماثلة.
وقال “سنرى ما إذا كان هذا كافياً لتحقيق أهداف النادي هذا الموسم”.
بداية كارثية ليونايتد محليًا
من جهته، هذه المرة الأولى في تاريخ الدوري الممتاز التي يخسر فيها يونايتد ثلاث مرات في مبارياته الخمس الأولى.
ولا يزال جمهور يونايتد يصبّ جام غضبه على مالكي النادي، عائلة غلايزر الأميركية، مطالبين اياها بالرحيل، وهو ما حيّد تن هاغ عن الانتقادات العنيفة. ويأتي ذلك بعدما علّق المالكون قرارهم ببيع النادي حتى إشعار آخر.
وكسب تن هاغ شرعية كبيرة لدى جماهير يونايتد بعدما أعاد “الشياطين الحمر” إلى دوري الأبطال من خلال احتلال المركز الثالث في الدوري الموسم المنصرم، إضافة الى إحراز أول القابه في السنوات الست الاخيرة من خلال كأس الرابطة.
ومع ذلك، فقد كان المدرب الهولندي هدفًا لصيحات الاستهجان عندما استبدل الوافد الجديد الدنماركي راسموس هويلوند في منتصف الشوط الثاني من المباراة التي خسرها الفريق على أرضه أمام برايتون 3-1 السبت.
وخسر يونايتد جهود العديد من لاعبيه على غرار جايدون سانشو المُستبعد لخلافه مع المدرب، إضافة الى الجناح البرازيلي أنتوني الذي حصل على إجازة لمواجهة شبهات عنف منزلي بعد شكوى من صديقته السابقة.
وفي الوقت نفسه، قرر يونايتد الاستغناء عن مايسون غرينوود رغم إسقاط تهمة الاعتداء الجنسي ضد اللاعب الشاب المُنتقل إلى خيتافي الإسباني لإحياء مسيرته.
وقال تن هاغ، قبل عودته إلى ميونيخ، حيث درب فريق بايرن الرديف بين عامي 2013 و2015 “الأمر يتعلق بالشخصية”.
وتابع “الآن علينا أن نرى مدى قوتنا، وكيف يتماسك الفريق معًا ومن هم اللاعبون الذين يقفون ويظهرون الشخصية ويقودون الفريق”.
ريال المرشح الدائم
من جهة أخرى، يستهل ريال مدريد الإسباني المرشح الدائم للفوز باللقب مشواره بمواجهة حذرة أمام أونيون برلين الالماني الطموح ضمن المجموعة الثالثة التي تشهد استهلال نابولي بطل إيطاليا لمشواره القاري بمواجهة سبورتنغ براغا البرتغالي على أرض الأخير.
وحقّق الفريق الملكي، حامل اللقب 14 مرة أوروبيًا، بداية قوية في الدوري حيث يأمل في استعادة اللقب من غريمه التقليدي برشلونة، ويتبوأ حالياً صدارة ترتيب “الليغا” بـ 15 نقطة من خمسة انتصارات بالعلامة الكاملة.
ويعوّل المدرب الايطالي كارلو أنشيلوتي على مزيج من لاعبي الخبرة والشباب، حيث دعّم النادي صفوفه خلال الصيف بالانكليزي جود بيلينغهام الذي أثبت علو كعبه سريعًا في العملاق المدريدي، وأزال حملاً كبيرًا، كما يبدو، عن نجوم الخبرة في خط الوسط وفي طليعتهم الكرواتي لوكا مودريتش والألماني توني كروس.
من جهة أخرى، يخوض أونيون برلين مشاركته الأولى في المسابقة المرموقة من دون ضغوطات إنما بدافع كبير بعد احتلاله المركز الرابع في الدوري المحلي الموسم المنصرم.
كذلك، يحلّ إنتر ميلان الإيطالي ضيفًا ثقيلًا على ريال سوسييداد الإسباني ضمن المجموعة الرابعة.
وسجّل نيراتسوري انطلاقة نارية في البطولة المحلية محققاً أربعة انتصارات من أربع مباريات ليتصدر الترتيب العام.
في المقابل، جاءت بداية سوسييداد متوسطة في إسبانيا، حيث فاز مرة واحدة وتعادل 3 مرات وخسر مرة ليحتل المركز الحادي عشر.
ويواجه أرسنال الإنكليزي العائد إلى البطولة القارية الأمّ نظيره أيندهوفن الهولندي في ملعب الإمارات، ضمن المجموعة الثانية.