وفاة “قيصر” كرة القدم الألماني فرانز بكنباور عن 78 عاماً
توفي أسطورة كرة القدم الألمانية “القيصر” فرانز بكنباور، بطل العالم كلاعب عام 1974 وكمدرب في 1990، الأحد عن 78 عاماً، بحسب ما أعلن الاتحاد الألماني للعبة الاثنين، لوكالة سيد أحد فروع فرانس برس.
وانسحب بكنباور، قائد منتخب ألمانيا الغربية في سبعينيات القرن الماضي ومدرب “دي مانشافت” بين 1984 و1990 والإداري السابق في نادي بايرن ميونيخ في التسعينيات، من الحياة العامة في السنوات الأخيرة بسبب مشكلات صحية، منكفئاً إلى سالزبورغ النمسوية على مقربة من ميونيخ.
Rest in peace, Franz Beckenbauer.
One of the best players this sport has seen and a natural leader. He will be deeply missed by us all. #RIP #Beckenbauer #DFBTeam
📸 Getty Images/Imago pic.twitter.com/qIxX8EJgFU— germanfootball_dfb (@DFB_Team_EN) January 8, 2024
وقال نائب رئيس الاتحاد الألماني هانز-يواكيم فاتسكه “فرانز بكنباور هو أعظم لاعب ألماني على الإطلاق، وقبل أي شيء إنسان رائع تعرّفت عليه”.
وكان بكنباور تطرّق إلى الموت في وثائقي عام 2020 بمناسبة عيده الـ75 على قناة “أ أر دي”: “السؤال هو: +متى تأتي اللحظة التي نختفي فيها في كوكب آخر؟+ أو في مكان لا نعرفه. العالم واسع بما يكفي، وهناك ما يكفي من الأماكن التي يمكننا الهبوط عليها. لكن هذا الشك يقلقني”.
بكنباور، المعروف في ألمانيا الشغوفة بكرة القدم باسم “القيصر”، لعب دورًا رئيسًا في أعظم إنجازات المنتخب الوطني، لكن إرثه تلطخ لاحقًا بسبب تورّطه في فضائح أحاطت بحصول ألمانيا على حق استضافة كأس العالم 2006.
وُلد في ميونيخ عام 1945، وساعد في جعل بايرن أقوى ناد في بلاده. إلى جانب البرازيلي الراحل قبل أيام ماريو زاغالو والفرنسي ديدييه ديشان، يُعدّ بكنباور أحد ثلاث شخصيات رياضية فقط تمكّنت من الفوز بكأس العالم كلاعب ومدرب.
قاد ألمانيا الغربية للفوز بلقب كأس العالم 1974 على أرضها عندما تغلّبت على هولندا 2-1 في نهائي ميونيخ، ثم قاد كمدرب الفريق الذي فاز على الأرجنتين 1-0 في روما لرفع الكأس في إيطاليا 1990.
شخصية قيادية
حصل بكنباور، الذي يُعدّ شخصية قيادية داخل الملعب وخارجه، على لقب أفضل لاعب أوروبي لعامي 1972 و1976. شارك في 424 مباراة في الدوري الألماني، وسجل 44 هدفًا، بما في ذلك خلال 13 عامًا مع بايرن، قبل انضمامه إلى هامبورغ ونيويورك كوزموس الاميركي، حيث أنهى مسيرته كلاعب في عام 1983.
أشرف على بايرن ميونيخ ومرسيليا الفرنسي لفترات وجيزة، ففاز بلقب الدوري الفرنسي في عام 1991 والدوري الألماني في عام 1994. وفي عام 1996، توقف عن التدريب وادى دوره كرئيس لبايرن ميونيخ إلى الحصول على منصب في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
وخضع بكنباور لعملية جراحية في القلب في عام 2016 ومرّة أخرى في عام 2017، عندما بدأت تظهر أخبار مثيرة للقلق حول اعتلال صحته. وأفادت مجلة “شبيغل” الألمانية في عام 2017 أن “حالته تدهورت بشكل كبير منذ نيسان/أبريل، وأصبح حكمه وذاكرته مشوشين للغاية”. وفي السنوات الأخيرة، قلّ ظهور بكنباور العلني وغاب عن كأس العالم في قطر عام 2022 بسبب احتشاء في العين.
خارج الملعب، ساعد بكنباور ألمانيا على الفوز بحق استضافة كأس العالم 2006. وأصبح لاحقا رئيسًا للجنة المنظمة، ولا يزال نجاح تلك النسخة المونديالية في ذاكرة ألمانيا ويتم التطرق إليها على انها “حكاية الصيف الخيالية”.
مزاعم فضائح
ومع ذلك، شاب القصة بعض النكسات في تشرين الاول/أكتوبر 2015، عندما كشفت شبيغل عن فضيحة توزيع المال مقابل الأصوات.
وزعمت المجلة أن الاتحاد الألماني لكرة القدم اشترى في عام 2000 أصوات أربعة أعضاء آسيويين في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) المؤلفة من 24 عضواً، لضمان استضافة نهائيات كأس العالم 2006. وفازت ألمانيا على جنوب افريقيا بأغلبية 12 صوتا مقابل 11، بعد امتناع عضو نيوزيلندا تشارلز ديمبسي عن التصويت في الجولة النهائية.
وقال بكنباور في ذلك الوقت “لم أرسل أي أموال لأي شخص للحصول على أصوات لصالح منح كأس العالم 2006 لألمانيا”، في حين نفى الاتحاد الألماني هذه الاتهامات بشدة.
“أنا متأكد من أنه لم يفعل ذلك أي عضو آخر في لجنة فض العروض”. بهذه الكلمات، أصرّ بكنباور على براءته، لكن في عام 2016، لم يستبعد تحقيق مستقل أجراه الاتحاد الألماني لكرة القدم أن ألمانيا اشترت الأصوات لتأمين الفوز باستضافة مونديال 2006.
في آذار/مارس 2016، فتحت لجنة الأخلاقيات في فيفا إجراءات رسمية، والتي لا تزال مستمرة، ضد بكنباور فيما يتعلق بمنح نهائيات 2006.
وكان الاتحاد الدولي قد منعه بالفعل في حزيران/يونيو 2014 لمدة 90 يومًا من ممارسة أي نشاط متعلق بكرة القدم، بزعم رفضه التعاون مع التحقيق في منح كأس العالم 2018 و2022 لروسيا وقطر على التوالي.
واحتج بكنباور لأنه طلب أن تكون الأسئلة التي تطرح عليه باللغة الألمانية وكتابة، وتم رفع الإيقاف بعد موافقته على المشاركة في تحقيق فيفا.
وفي عام 2019، اتهم المدعون السويسريون ثلاثة مسؤولين سابقين في الاتحاد الألماني لكرة القدم، بما في ذلك الرئيس السابق ثيو تسفانتسيغر، بالاحتيال فيما يتعلق بكأس العالم 2006 لكنهم استبعدوا اسم بكنباور.
وتم فصل الإجراءات المرفوعة ضدّه حيث اعتبره الادعاء “غير قادر لأسباب صحية على المشاركة أو الاستجواب” في المحكمة.
شوّهت الاتهامات السويسرية التي لم يتم الرد عليها بالاحتيال وسوء الإدارة الإجرامية وغسل الأموال والاختلاس الصورة التي كانت براقة ذات يوم لـ “القيصر فرانتس”.