العداوة التاريخية بين مانشستر يونايتد وليفربول بدأت خارج المستطيل الأخضر
يظهر ديربي “الشمال الغربي” بين ليفربول ومانشستر يونايتد كأقوى عداوة إنكليزية وواحد من الخصومات الأشهر عبر تاريخ اللعبة.
في مباراة قوية، يتواجه ناديا مانشستر يونايتد وليفربول، في اللقاء الذي سيجمع بينهما ضمن منافسات بطولة الدوري الإنكليزي الممتاز.
وبحسب التقارير فإن خط هجوم ليفربول أمام مانشستر يونايتد سيكون مؤلفاً من محمد صلاح، داروين نونيز، بالإضافة إلى لويس دياز.
يسعى ليفربول لاستعاد الصدارة من أرسنال الذي قبض عليها بعد فوزه مؤخراً على برايتون.
هذا واستمرت الإثارة بالدوري الإنكليزي الممتاز، بانتصار أرسنال المقنع، على برايتون، ليحتل صدارة الدوري “مؤقتا”، قبل موقعة ليفربول ومانشستر يونايتد.
وحقق “المدفعجية” انتصارا كبيرا بنتيجة 3-0 في ملعب برايتون، بفضل أهداف من بوكايو ساكا وكاي هافيرتز ولياندرو تروسارد.
وتصدر أرسنال جدول الترتيب مؤقتا، ليزيد الضغوطات على ليفربول، الذي سيذهب لمواجهة مانشستر يونايتد الأحد، في قمة الجولة.
وفي حال تعثر ليفربول، سواء بالتعادل أو الهزيمة، سيتشبث أرسنال بالصدارة، مع تبقي 7 مباريات فقط على النهاية.
العدواة بدأت خارج الرياضة
بدأت الحكاية في عصر صناعة المنسوجات القطنية بمانشستر في نهاية القرن التاسع عشر، والتي كانت تعتمد على ميناء مدينة ليفربول في استيراد المواد الخام، ووجد التجار أنفسهم يدفعون أموالا طائلة -حسب تقديرهم- من أجل وصول هذه المواد، فاتفقوا على شراء قطعة طولية من الأرض تربط بين مانشستر وبين سالفورد، وقاموا بحفر قناة ملاحية جنوب ليفربول، بحيث تبحر فيها السفن إلى مانشستر مباشرة دون الحاجة إلى التوقف في ليفربول!
واقعة حفر القناة حدثت على خلفية التنافس بين المدينتين -الفاصل بينهما 56 كيلومترا- على لقب أهم مركز اقتصادي وصناعي في غرب إنكلترا أثناء فترة الثورة الصناعية، واعتمدت مانشستر فيه على كونها مدينة صناعية مهمة، واعتمدت ليفربول على كونها مركزا بحريا، والتكامل بين المدينتين في هذين النشاطين جعل من حفر القناة -حسب ما رأى أهل ليفربول- نوعا من مخالفة الاتفاق الضمني بينهما.
لذلك عارض السياسيون في ليفربول قرار الحفر، وبعد إتمام تشغيل القناة ودخولها في مرحلة العمل، تسبب الأمر في أزمة كبيرة بين عمال الموانئ وارتفعت نسبة البطالة في ليفربول، خاصة وأن بناء هذه القناة استغرق 6 سنوات وتكلف حينها 15 مليون جنيه إسترليني، وهو ما يعادل مليارا ونصف المليار إسترليني بحساب أيامنا حاليا. وبعد ثلاثة أشهر فقط من ذلك الوقت، جاءت المباراة الأولى في تاريخ ديربي شمال غرب إنكلترا، بين مدينتين ترى كل واحدة في الأخرى خصما لها، فامتزجت عداوة الكرة مع العداوة السابقة منذ اللحظة الأولى، خاصة وأن المباراة كانت الفاصلة في تحديد مصير هبوط اليونايتد (اسمه القديم نيوتن هيث) إلى دوري الدرجة الثانية!
تاريخ متأرجح للغريمين
على عكس الكثير من الدوريات الأوروبية الكبرى، لم يعرف الدوري الإنكليزي بطلا متوجا منذ الأزل لا يختلف مستواه بمرور العقود، ولذلك كان التنافس والخصومة بين مانشستر وليفربول يتصاعد ويخفت عبر الوقت. فبعد البداية المتأججة والتي تأثرت بمسألة إنشاء قناة مانشستر، فإن اليونايتد بقي لسنوات طويلة في دوري القسم الثاني في مرحلة ما قبل الحرب العالمية الأولى، بينما استقر ليفربول معظم هذه السنوات في دوري القسم الأول. لكن هذه الأحداث ربما قد أوجدت شعورا بتفوق أبناء ميرسيسايد كرويًّا حتى وإن كان التفوق التجاري من نصيب مانشستر، والعكس صحيح إذا ما أردنا تخمين شعور مشجعي اليونايتد في تلك الحقبة. وبين الحرب العالمية الأولى والثانية، كان التفوق لليفربول بشكل قاطع، إذ استطاع الريدز حسم 3 ألقاب دوري قبل نهاية الحرب، بينما توقفت إنجازات اليونايتد عند لقب واحد لكأس الاتحاد.
ومع نهاية حقبة الستينيات اقتربت المنافسة وأصبح الناديان من المنافسين دوما على لقب الدوري المحلي، لكن اليونايتد سبق للألقاب الأوروبية عندما قاد مات باسبي الفريق للحصول على اللقب الأوروبي الأول في موسم 1968. وقبل عام 70 كان الفريقان لهما الرصيد نفسه من ألقاب الدوري (7 ألقاب)، لكن اليونايتد تفوق في ألقاب كأس الاتحاد وأوروبا. ولكن مع بداية السبعينيات، وقدوم بوب بايزلي مدربا لليفربول، تحول الريدز إلى عملاق أوحد لا يمكن إيقافه، وحصد كل شيء؛ وفي 20 عاما أصبح منفردا بصدارة ألقاب الدوري (18 لقبا)، والمنفرد بصدارة الأندية الإنكليزية في أوروبا (4 ألقاب دوري أبطال). وتوقفت إنجازات اليونايتد محليا وأوروبيا بدرجة كبيرة إلى أن جاء الإسكتلندي الشهير أليكس فيرغسون.
ومثلما كان تأثير قدوم بايزلي لمقعد تدريب ليفربول، كان تأثير قدوم فيرغسون، وبدأ الرجل في خطته منذ بداية التسعينيات في الصعود الواثق السريع باليونايتد إلى الزعامة الإنكليزية. وبمجموع 13 لقبا للدوري و5 ألقاب لكأس الاتحاد أصبح التفوق الرقمي المحلي لليونايتد محسوما، وضاق الفارق الأوروبي إلى لقبين فقط، بعدما استطاع أن يحقق مع الشياطين لقب ذات الأذنين مرتين.
الكراهية تسود
اعتمد اليونايتد وليفربول على العديد من اللاعبين المحليين في فترة التسعينيات وعقد بداية الألفية؛ هؤلاء اللاعبون من أبناء مدينة ليفربول ومانشستر كانوا أكثر وعيا وتعبيرا عن الخلاف بين الناديين. يصف ديفيد جيمس الحارس المخضرم لليفربول هذه الحالة، ويقول إنه لم يعتبر لاعبي اليونايتد أعداء لمجرد وجودهم في صفوف الخصم، لكن المنافسة بين الفريقين أصبحت عادة، ففي رحلات المنتخب الإنكليزي كان لاعبو اليونايتد يأكلون على طاولة، بينما يجلس لاعبو ليفربول على طاولة أخرى.
وكان واين روني وستيفين جيرارد من المعبرين الواضحين عن العلاقة بين الناديين، فالأول ابن مدينة ليفربول قد نشأ في أسرة تشجع إيفرتون، ولذلك فهو يكره ليفربول بحكم النشأة، ولم يتغير الأمر عندما انتقل إلى مانشستر يونايتد بالطبع. أما جيرارد فهو إحدى أيقونات ليفربول كمدينة بمثل ما هو لاعب تاريخي للريدز، فالمدينة الساحلية الإنكليزية تشبه قرية يعرف الناس فيها بعضهم بعضا، وجيرارد هو أهم شخص في هذه المدينة. ولذلك كان شعار الأصابع الخمسة هو علامة ستيفي عقب كل هدف يسجله في مرمى اليونايتد، كي يذكر خصومه بالزعيم الحقيقي للكرة الإنكليزية والذي يحمل 5 ألقاب لدوري الأبطال!
الكراهية تشبه مرضا معديا ينتقل في الهواء، فعلاقة أبناء ليفربول بأبناء مانشستر يمكن فهمها ببساطة، لكن الكراهية انتقلت أيضا لتشمل الوافدين غير الإنجليز أصلا، وحادثة السباب العنصري في موسم 2012، والتي تورّط فيها الأورغواياني سواريز ضد الفرنسي باتريس إيفرا هي خير دليل على العدوى!
أين كان الود قبل ضياعه؟
علاقة الناديين على المستوى الرسمي على الأقل كان فيها بعض مواقف الود عبر سنوات ما قبل مرحلة السبعينيات، فيقال مثلا إن بعض لاعبي الفريقين قد اتفقوا على التلاعب بنتيجة الديربي موسم 1915 من أجل إنقاذ مانشستر من الهبوط، وهو ما دفع الاتحاد الإنكليزي إلى منع هؤلاء من ممارسة اللعبة مدى الحياة.
وفي عام 1958 عقب حادثة طائرة ميونخ والتي أودت بحياة معظم لاعبي فريق اليونايتد حينها، عرض ليفربول أن ينتقل بعض لاعبيه إلى مانشستر لتدعيم الفريق الذي خسر معظم نجومه، بل إن مسألة الصفقات المباشرة بين الناديين لم تكن مرفوضة رغم ندرتها.
من يتفوق مؤخراً؟
في السنوات الأخيرة، تراجع أداء مانشستر يونايتد الذي أصبح بعيدا عن المنافسة وتعدد عليه المدربون، لكنهم فشلوا في تعويض السير فيرغسون، في الوقت الذي استطاع فيه الألماني يورغن كلوب النهوض بمستوى ليفربول، والفوز بدوري أبطال أوروبا وبكأس العالم للأندية، قبل أن يعلن عزمه المغادرة نهاية الموسم.
يواصل محمد صلاح التألق مع ليفربول على كافة المستويات ودائمًا ما يحطم الأرقام القياسية الواحد تلو الآخر.
صلاح هو الهداف التاريخي لليفربول في الدوري الإنجليزي برصيد 146 هدفًا، بعد أن تجاوز روبي فاولر الذي لطالما كان الهداف التاريخي للدوري الإنجليزي.
ويحطم صلاح الأرقام الواحد تلو الآخر، فبعد أن حقق الأرقام المذكورة بات الهداف التاريخي للبريمييرليج بالقدم اليسرى متخطيًا الثلاثي ريان جيجز وروبين فان بيرسي وروبي فاولر.
ولكن إجمالًا، ما هو عدد أهداف محمد صلاح في الدوري الإنجليزي؟ سواء مع تشيلسي أو ليفربول، هذا هو ما نجيب عليه في السطور التالية.
ما أبرز أرقام محمد صلاح؟
سجل محمد صلاح في الدوري الإنجليزي منذ انضمامه إلى صفوف تشيلسي في موسم 2013-2014، ما مجموعه 146 هدفًا بواقع 144 هدفًا مع ليفربول وهدفين مع تشيلسي.
وأول موسم له مع ليفربول هو موسم 2017-2018 هو أكثر موسم سجل فيه صلاح أهدافًا في الدوري الإنكليزي برصيد 32 هدفًا.
أصبح محمد صلاح هداف ليفربول التاريخي في الدوري الإنكليزي بعدما سجل ضد مانشستر يونايتد في لقاء الجولة 26 من البريمييرليغ في موسم 2022-2023 على ملعب أنفيلد، ليتجاوز فاولر.
صلاح أحرز الهدف الرابع وكذلك السادس في مباراة تاريخية انتهت لصالح الريدز بسباعية نظيفة.
ويحتل هذا الموسم المركز الثالث على لائحة هدافي الدوري برصيد 16 هدفاً، خلف هالاند المتصدر وأولي واتكينز صاحب المركز الثاني.