الإمارات من الدول الرائدة على مستوى العالم في توظيف الذكاء الاصطناعي بالمجال الرياضي
أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة مركزًا إقليميًا رائدًا على مستوى المنطقة في طرق أبواب الذكاء الاصطناعي، الذي بات عنصرًا مؤثرًا في شتى المجالات. إذ يُسهم في تيسير سبل حياة الشعوب وتقديم حلول مبتكرة، كما فتح في مجال الرياضة آفاقًا واسعة للاستثمار، وإحداث تطورات سيكون لها تأثيرات إيجابية على الممارسين والمتلقين.
ونظرا لأهمية هذا المجال في تحقيق نقلة نوعية في الرياضة، وإدراك الدولة لأهميته، فقد استضافت مؤخرا ملتقى دبي الدولي لأحدث تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الرياضة، والذي أفرز عددا من المخرجات، لتبني حلول مبتكرة فيما يتعلق بتحليل الأداء الرياضي، والتدريب وتطوير تجارب الجماهير التفاعلية، وإدارة النظم الرياضية، والتحكيم والتحليل التكتيكي، وغيرها من المحاور.
وكان الملتقى فرصة مهمة لاستعراض ما قدمته كبريات الشركات العالمية المتخصصة في الحلول التكنولوجية والذكاء الاصطناعي، في كثير من البلدان وفي رياضات عدة، من أبرزها في كرة القدم، حيث أتاحت رابطة الدوري الإسباني “لا ليجا”، منصة ميديا كوتش “MediaCoach”، التي لديها القدرة على التقاط أكثر من 25 إطاراً في الثانية الواحدة، والقدرة على تتبع آلاف نقاط البيانات لكل لاعب، وذلك لجميع أندية الدوري الإسباني ولشركائها في البث، مما يسمح لهم ببناء رؤي جديدة لاحتياجاتهم الخاصة ومساعدة النمو العالمي للدوري الإسباني.
معًا نصنع مستقبل الرياضة
كما نظمت الدولة عام 2019، مؤتمر ومعرض دبي للذكاء الاصطناعي الرياضي “DAIS” الأول من نوعه في المنطقة في ذلك الوقت، تحت شعار “معاً نصنع مستقبل الرياضة”، والذي استقطب أكثر من 50 خبيراً ومتخصصاً من 30 دولة حول العالم من المختصين في الرياضة والذكاء الاصطناعي من خلال أكثر من 25 ورشة عمل وجلسة استعرضوا خلالها تجاربهم العالمية في هذا المجال.
وقال ناصر أمان آل رحمة مساعد الأمين العام لمجلس دبي الرياضي، إن الذكاء الاصطناعي في الرياضة يكشف عن آفاق التطور في هذا المجال والتحديات التي تواجهه، مؤكدا أن الإمارات تعد من الدول الرائدة على مستوى العالم في تبني هذا النهج وتعزيز الاستفادة منه وتقنينها وفق قنوات معتمدة تمتلك خبراء ومختصين مشهود لهم بالكفاءة والتميز.
وأوضح أن الجهود ترتكز حالياً، من خلال تنظيم الملتقيات المعنية بهذا المجال، على تنمية الوعي باستخدامات الذكاء الاصطناعي سواء في مجال جمع وتحليل البيانات أو تقديم الحلول التطويرية التي ترتقي بالأداء والاستفادة المثلى من قدراته على مستوى البث التلفزيوني والرعاية والتسويق والعلاقة مع الجمهور، وجميع التقنيات التي تزيد من جودة البث وتعزيز التواصل مع الجمهور.
وأكد حرص القطاع الرياضي في دبي على تبني تطبيق هذه الحلول التقنية من خلال رفع مستوى استخدامات الذكاء الاصطناعي سواء على صعيد المنشآت الرياضية أو العمل الإداري والفني، لافتا إلى أن مجلس دبي الرياضي يسعى لجذب الاستثمارات في مجال الذكاء الاصطناعي الرياضي لا سيّما مع وجود التشريعات الحكومية التي تشجّع الاستثمار.
وذكرأن هناك تقاربا في الرؤى بين مجلس دبي الرياضي وشركة مايكروسوفت العالمية لتعزيز استخدامات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في المجال الرياضي في دبي، وكذلك رسم خريطة طريق لتوظيف البيانات الرياضية في الذكاء الاصطناعي.
من جهته أكد محمد علي عباسبور، المدير التنفيذي لشركة “سبونيكس تك”، إحدى الشركات العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي في القطاع الرياضي والمشاركة في ملتقى دبي الدولي لأحدث تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الرياضة، أن تقنيات الذكاء الاصطناعي في الرياضة فتحت آفاقا كبيرة للتطوير في مجالات جديدة متعلقة بالإعلام والإعلان، حيث أصبح بإمكان الكيانات الرياضية والأندية وأصحاب حقوق الأرباح إضافة قيمة كبيرة لأعمالهم والاستثمار وتحقيق أرباح.
ووفق الإحصائيات المنشورة في هذا المجال، ومن بينها إحصائيات”Mordor Intelligence” التي تعد شريكًا موثوقًا للشركات الساعية للحصول على معلومات سوقية شاملة وقابلة للتنفيذ، فمن المتوقع أن ينمو سوق الذكاء الاصطناعي في الرياضة من 1.3 مليار دولار في 2020 إلى 8 مليارات دولار بحلول 2026، بمعدل نمو سنوي يبلغ 34 في المائة، مما ينبئ بأن يصل حجم السوق إلى 29.7 مليار دولار بحلول 2032 وفق “Allied Market Research”.
وأكدت الاحصائيات أن آفاق توغل الذكاء الاصطناعي في الرياضة لا زالت تشتمل على مجالات أوسع وحلول أكبر يمكن تقديمها في المستقبل، مثل استخدام التطبيقات في التدريب الشخصي وتطوير القدرات الفردية، وتطوير تقنيات التحكيم، والتنبوء بالنتائج، وغيرها.