أسماء إنكليزية وأوروبية مطروحة لتدريب منتخب إنكلترا خلفاً لساوثغيت
وجد الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم نفسه أمام مهمة صعبة لإيجاد البديل بعدما قرر غاريث ساوثغيت الاستقالة من تدريب المنتخب الوطني عقب خسارة نهائي كأس أوروبا للمرة الثانية توالياً.
وأقر ساوثغيت بأن “الوقت حان للتغيير ولفصل جديد” وفق ما قال بعد استقالته من المنصب الذي تولاه طيلة ثمانية أعوام.
إن اختيار الرجل المناسب لكتابة الصفحات التالية في كتاب البحث المضني عن لقب أول للمنتخب الإنكليزي منذ مونديال 1966 لن يكون سهلاً بتاتاً بالنسبة لاتحاد اللعبة.
وكان الاتحاد الإنكليزي يمني النفس ببقاء ساوثغيت في منصبه بعد انتهاء عقده الحالي الذي يمتد حتى كانون الأول/ديسمبر، لكن قرار المدرب البالغ من العمر 53 عاماً خلط الأوراق وأدى إلى إطلاق عملية بحث صعبة عن خليفة له.
ومن المفترض أن يجد الاتحاد الإنكليزي خليفة لساوثغيت بحلول الوقت الذي تسافر فيه إنكلترا إلى أيرلندا لخوض مباراتها في دوري الأمم الأوروبية في السابع من أيلول/سبتمبر.
وعندما يبدأ الرئيس التنفيذي للاتحاد الإنكليزي مارك بولينغهام ومستشاروه التدقيق بالمرشحين المحتملين، سيجدون قائمة مليئة بعلامات الاستفهام حول قدرتهم على التعامل مع الضغوط الناجمة عن تولي منصب أطلق عليه غراهام تايلور ذات مرة “الوظيفة المستحيلة” خلال فترة توليه مهمة الاشراف على “الأسود الثلاثة” بين 1990 و1993.
ووضعت وسائل الإعلام مدرب نيوكاسل الحالي إدي هاو وثلاثة من مدربي تشلسي السابقين الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو وغراهام بوتر والألماني توماس توخل على لائحة أبرز المرشحين لتولي هذا المنصب.
ووُضع بوتر على رأس لائحة المرشحين المحتملين من قبل شركات المراهنات، لكن سمعة ابن الـ49 عاماً تشوهت بسبب الفترة المخيبة التي قضاها في “ستامفورد بريدج” كمدرب لتشلسي.
وبعدما أثار الإعجاب بالنتائج التي حققها مع برايتون، أقيل بوتر من قبل تشلسي بعد أقل من سبعة أشهر على توليه المهمة بسبب الصعوبة التي واجهها في التعامل مع نجوم الفريق.
واستلم بوتر المهمة خلفا لتوخل الذي أقيل بدوره من منصبه رغم قيادته النادي اللندني إلى الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا عام 2021.
أما في ما يخص هاو، فإن قيادته نيوكاسل من فريق يقاتل من أجل تجنب الهبوط إلى آخر يتأهل لدوري أبطال أوروبا لأول مرة منذ 20 عاماً، دفع البعض إلى اعتباره مدرب إنكلترا المنتظر.
لكن المسيرة المتعثرة لنيوكاسل الموسم الماضي حيث اكتفى بالمركز السابع في الدوري الممتاز، قد تضر بحظوظه إلى جانب تجربته المخيبة في بورنموث الذي هبط تحت قيادته إلى المستوى الثاني عام 2020.
كما أن المدير التنفيذي لنيوكاسل دارين إيلز شدد على أنه سيقاتل من أجل إبقاء هاو إذا أعرب الاتحاد الإنكليزي عن اهتمامه به، لكن ماذا عن المدربين الأجانب؟
بيب غوارديولا
منذ فترة طويلة يُطرح اسم المدير الفني لمانشستر سيتي بيب غوارديولا لتدريب إنكلترا، ومن المؤكد أن تدريبه لمنتخب الأسود الثلاثة سيثير اهتمام المشجعين بشكل كبير.
وبعد أن فاز بكل شيء يمكن تحقيقه على مستوى الأندية مع برشلونة وبايرن ميونخ ومانشستر سيتي، يمكن أن يمثل تدريب المنتخب تحديا جديدا له الصيف المقبل.
ويرتبط غوارديولا بعقد مع السيتي حتى صيف 2025، لكن بعد ذلك لا يمكن استبعاد الأمر، على الرغم من أن راتبه قد يكون عقبة أخرى.
يورغن كلوب
المدير الفني الألماني يورغن كلوب، اسم كبير آخر ضمن قائمة المرشحين وهو لا يدرب أي فرق حاليا.
وإذا كان الاتحاد الإنكليزي عازمًا على جلب اسم جذاب من الخارج، فمن المؤكد أن يكون كلوب على قائمته.
ومن غير المرجح أن يكون مدرب ليفربول السابق متاحًا في الوقت الحالي، بعد أن استقال من منصبه مع الريدز ويرغب بالحصول على فترة راحة، لكن إذا كان الاتحاد الإنكليزي على استعداد للانتظار فقد يدخل كلوب في حساباته.
ويجري تداول اسم المدير الفني البالغ من العمر 57 عاما لقيادة المنتخب الأمريكي، أو كخليفة محتمل لجوليان ناغيلسمان، في حالة رحيله عن منتخب ألمانيا.
ماوريسيو بوتشيتينو
ماوريسيو بوتشيتينو، مدرب أجنبي آخر ذو شهرة عالية ولا يدرب أي فريق في الوقت الحالي أيضا.
المدرب السابق لتوتنهام وباريس سان جيرمان وتشيلسي كان مرتبطًا بشكل كبير بمانشستر يونايتد، قبل تمديد عقد إريك تن هاغ، حيث يتطلع بوتشينيو للعودة إلى العمل في إنكلترا.
ويحرص بوتشيتينو على أن يصبح خليفة ساوثغيت، ويعيش في لندن، كما أن شغفه بكرة القدم في هذا البلد يجعله مرشحا قويا.
ويُعتقد أيضًا أن بوتشيتينو لا يحتاج إلى أي استراحة من كرة القدم بعد مغادرة تشيلسي بالتراضي في شهر مايو/أيار.
توماس توخيل
توماس توخيل من المدربين الكبار في عالم كرة القدم والذي لا يدرب أي فريق حاليا، ويُعتبر أسطورة في تشيلسي بعدما ساعد النادي على الفوز بدوري أبطال أوروبا عام 2021.
وترك المدير الفني الألماني وظيفته في بايرن ميونيخ نهاية الموسم الماضي، على الرغم من وجود محادثات لإقناعه بالبقاء.
المدرب الذي أشرف أيضًا على تدريب أندية مثل باريس سان جيرمان وبوروسيا دورتموند، يتطلع إلى العودة إلى كرة القدم الإنجليزية ويُعتقد أنه مستعد للمحادثات مع الاتحاد الإنجليزي حول خلافة ساوثغيت.
وبحسب تقارير، اقترب من خلافة إريك تن هاغ أيضا في مانشستر يونايتد قبل أن يتمسك النادي بالمدرب الهولندي بعد فوزه بكأس الاتحاد الإنكليزي.
وقال نزار كينسيلا، مراسل أخبار كرة القدم في بي بي سي سبورت: “أخبرتني مصادر قريبة من توخيل أنه لا يزال مهتمًا بهذا الدور”.
وأضاف: “ومع ذلك، فهو لا يتوقع أن يجري الاتصال به من قبل الاتحاد الإنكليزي وتُعتبر فرصه أقل من المرشحين الآخرين”.
من يمكن ترشيحه أيضا؟
لن يحب مشجعو إبسويتش قراءة هذا، لكن مدربهم كيران ماكينا اكتسب شهرة سريعة باعتباره أحد أفضل المدربين في البلاد، ومن الممكن أن يكون تدريبه لمنتخب إنكلترا مبكرا، لكن لا تتفاجأ بترشيح اسمه.
مدرب تشيلسي السابق فرانك لامبارد هو اسم آخر يردده البعض، إلى جانب مدرب ميدلزبره مايكل كاريك، ومدرب سلتيك بريندان رودجرز ومدرب تشيلسي السابق جوزيه مورينيو.
مهمة شاقة
ما يزيد الضغط على الاتحاد الإنكليزي، أن التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026 قد تكون شاقة لأنه لا يمكن لمنتخب “الأسود الثلاثة” أن يكون بين المنتخبات المصنفة في القرعة نتيجة هبوطه إلى المستوى الثاني من دوري الأمم الأوروبية.
وهذا الأمر يعني أن القرعة قد تضعه في مواجهة محتملة مع إسبانيا بطلة أوروبا، أو ألمانيا أو فرنسا أو البرتغال، علماً أن بطل كل مجموعة فقط يتأهل مباشرة إلى نهائيات المونديال.
ويريد بولينغهام تحديد موعد “في أقرب وقت ممكن” لتعيين خليفة ساوثغيت، لكنه أقر الثلاثاء بوجود “حل موقت إذا لزم الأمر”.
ومن الممكن أن يتولى لاعب سط إيفرتون السابق لي كارسلي الذي يشرف حالياً عن منتخب تحت 21 عاماً، المهمة موقتاً حتى إيجاد المدرب المناسب.
ولا يملك ابن الخمسين عاماً الكثير من الخبرة التدريبية، لكن يمكن التفكير به كمدرب دائم بعدما حقق ساوثغيت نفسه انتقالاً ناجحاً من منتخب تحت 21 عاماً إلى المنتخب الأول.
بغض النظر عن هوية المدرب القادم، من المؤكد أن المهمة ستكون شاقة لاسيما أن توقعات الإنكليز كبيرة في كل بطولة يشاركون فيها على الرغم أنهم لم يتوجوا سوى مرة واحدة وكانت على أرضهم في مونديال 1966.