كايليا نمور ولدت في فرنسا ومثلتها حتى عام 2022 قبل أن تختار بلدها الأم في باريس

منحت الجزائرية كايليا نمور العرب الذهبية الأولى في أولمبياد باريس 2024، وذلك بعد فوزها بمسابقة العارضتين مختلفتي الارتفاع في الجمباز الأحد، ما جعلها “فخورة جداً… لاسيما بعد كل الذي حصل” في مسيرتها.

وأهدت نمور الجزائر الذهبية السادسة في تاريخ مشاركاتها في الألعاب الصيفية.

ودخلت ابنة الـ17 عاماً المولودة فرنسا ووصيفة بطلة العالم، التاريخ كأول بطلة إفريقية أولمبية في الجمباز بعد تفوّقها في النهائي على بطلة العالم الصينية تشيوان تشيو والأميركية سونيسا لي.

رفضت فرنسا واختارت الجزائر.. من هي كايليا نمور صاحبة أول ذهبية للعرب بالأولمبياد؟

وحصلت نمور في النهائي على 15.700 نقطة، مقابل 15.500 نقطة لتشيو و14.800 نقطة للي التي أضافت البرونزية إلى ذهبية المسابقة الكاملة للفرق وبرونزية المسابقة الكاملة للفردي في النسخة الحالية.

وهذه الميدالية الثانية للجزائر في هذه الألعاب، بعدما ضمنت إيمان خليف أقله برونزية بتأهلها إلى نصف نهائي وزن 66 كلغ في الملاكمة.

وقالت نمور لشبكة “يوروسبورت” بعد الفوز “أشعر بالصدمة، لا أصدق حتى الآن. إنه الحلم الذي راودني طوال حياتي وبشكل أكبر خلال العامين أو الأعوام الثلاثة الأخيرة”.

وتابعت “حصلت في التصفيات على 15.6، وفي نهائي المسابقة الكاملة على 15.5. عندما رأيت 15.5 (من تشيوان تشيو) قلت لنفسي الآن سأضطر إلى القتال. حافظت على تركيزي… حصلت على أفضل نقطة في حياتي. كان عليّ فعل ذلك هنا (من أجل الذهب)، وتمكنت من ذلك”.

رفضت فرنسا واختارت الجزائر.. من هي كايليا نمور صاحبة أول ذهبية للعرب بالأولمبياد؟

ودخلت نمور ألعاب باريس بعدما توجت بالعديد من الألقاب، أبرزها فضية مسابقة العارضتين مختلفتي الارتفاع في بطولة العالم في أنتويرب البلجيكية العام الماضي، وأربع ذهبيات هذا العام في سلسلة كأس العالم في باكو (العارضتان مختلفتا الارتفاع)، كوتبوس (العارضتان مختلفتا الارتفاع)، والدوحة (العارضتان مختلفتا الارتفاع والحركات الأرضية).

ورغم أنها متميزة في جميع فئات الجمباز الفني، تبقى مسابقة العارضتين مختلفتي الارتفاع نقطة قوتها التي قادتها إلى دخول التاريخ في مونديال أنتويرب 2023 بعدما باتت أول إفريقية تحرز ميدالية عالمية في هذه الرياضة.

ثم نجحت الأحد في باريس في التفوق على هذا الانجاز بإحرازها الذهبية على الأرض التي ولدت فيها ودافعت عن ألوانها حتى عام 2022 قبل أن تقرر حمل علم بلدها الأم.

“بعد كل الذي حصل”

ومنحت نمور الجزائر ذهبيتها الأولى منذ أولمبياد لندن 2012 حين أحرز العداء توفيق مخلوفي لقب سباق 1500 م في ألعاب القوى، علماً أنه منح بلاده أيضاً ميداليتيها الوحيدتين بعد أربعة أعوام في ريو 2016 وكانتا فضيتين في 1500 م و800 م، قبل أن تغيب عنها الميداليات تماماً في طوكيو قبل ثلاثة أعوام.

وبالنسبة لكونها أول بطلة إفريقيا في الجمباز، قالت نمور “إنه أمر جنوني. أنا فخورة جداً، أولاً وقبل كل شيء لفوزي بهذه الميدالية التي جاءت ذهبية، لاسيما بعد كل الذي حصل. لقد تنفست الصعداء حقاً. أنا سعيدة جداً لأني تمكنت من الحصول على هذه الميدالية”.

عندما تحدثت نمور عن “بعد كل الذي حصل”، فهي تشير إلى قصتها.

وُلِدَت نمور في فرنسا لأب جزائري وأم فرنسية وترعرعت فيها ودافعت عن ألوانها حتى 2022، قبل أن يدفعها تعنّت طبيب اتحاد الجمباز إلى العودة لحضن بلدها الأم.

رفضت فرنسا واختارت الجزائر.. من هي كايليا نمور صاحبة أول ذهبية للعرب بالأولمبياد؟

قصة نمور التي ترى أن قوتها الأساسية هي “ممارسة الجمباز بسهولة… أشعر بالجمباز بتحركاتي وجسدي” وفق ما نقل عنها الاتحاد الدولي للعبة، غير عادية إذ كان من المفترض بحسب مسار الأمور أن تمثل فرنسا في ألعاب باريس 2024 “بما أنها تمرنت في فرنسا وعاشت دائماً هنا وكنت أفضل أن تكون معنا في الفريق الفرنسي لكن هذا الأمر لم يحصل” بحسب تصريح سابق لرئيس الاتحاد الفرنسي للعبة جيمس بلاتو.

“من أجلي”

بدأت قصة الانشقاق حين دخل ناديها آفوان بومون في صراع مع اتحاد اللعبة في فرنسا بعد خضوع نمور لجراحة في الركبتين عام 2021.

وبعد عملية طويلة للوصول إلى مرحلة التعافي، منحها طبيب النادي الضوء الأخضر للعودة إلى المنافسات لكن الاتحاد الفرنسي عارض ذلك لتبدأ المشكلة التي أوصلتها في النهاية إلى تمثيل الجزائر.

برّر بلاتو موقف اتحاده بالقول “كانت هناك مشكلة في فترة ما لأن هذه الرياضية كانت مصابة. إصابتها كانت خطيرة وكانت هناك حاجة لمراقبة تطوّرها”، مضيفاً “فهمنا أن النادي لا يريد أن تكون هناك هذه السيطرة، أن تكون تحت رقابة الاتحاد، لذلك فضّلوا تغيير البلد”.

وبعد نيلها الفضية العالمية في بلجيكا، قالت نمور رداً على سؤال عما إذا كان هناك شعور بالانتقام بعد كل الذي اختبرته “حققت هذه الميدالية من أجلي، من أجل مدربي، عائلتي… إنها من أجلي وليس من أجل أي شيء آخر سوى نفسي”.

حصلت نمور على الضوء الأخضر من قبل الاتحاد الدولي للجمباز لحمل قميص الجزائر في 2022، غير أن فرنسا اعترضت على هذا القرار مما اضطرها للابتعاد عن أجواء المنافسات لفترة عام كامل استناداً للوائح اتحاد الجمباز المتعلقة بتغيير الجنسية الرياضية.

وبعدما باتت هذه المسألة خلفها، كانت نمور “مصمّمة على الفوز بذهبية العارضتين مختلفتي الارتفاع في باريس”، بحسب مدربها مارك شيريلسينكو الذي أضاف “تدرك تماماً أن الجميع يقف خلفها، بدأ من عائلتها وأقرب أصدقائها ومحيطها في الجزائر وخارجها”.