أخبار الآن | حلب – سوريا (خاص – عبيد أعبيد)
ليس سهلا أن تقتحم إمراة وكر الدواعش في سوريا لتوثق مجازر فظيعة نفذها الإرهابيون في حق مدنيين عزل، وتوطينها في بنك سمعي بصري، يبقى شاهدا على هذه المجازر.
مروى حاج عمر، فتاة سورية، وثقت جرائم داعش من الداخل، طيلة أربع سنوات ونيف في الشمال السوري، وعاشت تحت غطرسته ووثقت مجازره ضد المدنيين السوريين العزل، لكن على الرغم من قساوة التجربة والظروف التي مرت بها، استطاعت أن تصنع فرقاً واضحاً وتترك بصمة إيجابية في المجتمع.
اليوم بعد دحر تنظيم “داعش”، أصبحت مروى، أشهر الناشطات الإعلاميات في ريف حلب الشمالي، بعد توثيقها لجرائم ومذابح التنظيم الإرهابي، ضد المدنيين والأبرياء العزل، لا لشيء، سوى لانهم قالوا “لا” لمتطرفيه.
طيلة أربع سنوات ونيف، من احتلال التنظيم الإرهابي، عملت مروى عن كثب، على توثيق انتهاكات التنظيم الإرهابي ضد آهالي المنطقة.. وهنا تروي، كيف ساهمت في كشف جزء من المقابر الجماعية التي ارتكبها “داعش”.
وأفادت في معرض مقابلتها لـ“أخبار الآن”، انها وثقت أماكن المقابر الجماعية السرية للتنظيم الإرهابي، في حق مدنيين، وقد سلمت معلومات ما وثقته إلى السلطات الأمنية بعد تحرير الأراضي من داعش.
قصة مروى نموذج واحد ضمن عشرات السوريات ممن عملن في الخفاء تحت غطرسة “داعش”، لكن كيف استطاعت التخفي عن أنظار التنظيم طيلة هذه الفترة؟
هنا تقول لـ“أخبار الآن”، انها لم تكن تخرج من البيت كثيرا، إلا للضرورة القصوى وحينها تخرج متخفية في زي نساء الدواعش، كما عمدت إلى تغيير مستمر لبيتها خشية العثور عليها من قبل عناصر “الحسبة”.
هذا، وتظل قصة مروى، واحدة من قصص آلاف السوريات ممن عشن تحت إرهاب داعش، لكن بأمل وتفاؤل وحلم.. ولم يكن لهن سوى حلم واحد : بلد حر لا عنف فيه، يسوده العدل بين جميع أبنائه.