أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة
تعريف اللغة الام
ظهر مصطلح “اللغة الأم” للمرة الأولى في القرن الحادي عشر أو القرن الثاني عشر في خطب رهبان الدير (الجرمانية) , لتبرير استخدامهم للغة الفرنكوفونية في خطبهم، حيث عرّف قاموس أكسفورد البريطاني اللغة الأم بأنها: “اللغة التي ينطق بها الإنسان منذ سن الطفولة”، ويمكن تعريف اللغة الأم بأنها اللغة الأولى التي يتعلمها الإنسان في مرحلة الطفولة، أي: “أنها هي اللغة المحكية في منزل الطفل قبل أن يتعلم الكلام”.
ووفقاً للعالم الأمريكي نعوم تشومسكي يمكن اعتبار اللغة الأم بأنها اللغة التي يتعلمها الإنسان حتى سن الثانية عشرة، بعد ذلك تصبح أي لغة يتكلم بها الطفل هي لغة ثانية، وبما أن اللغة الأم هي اللغة التي يتعلمها الإنسان في المنزل فهذا معناه أنه ليس هناك لغة أم واحدة لكل شخص، فهناك أشخاص قد يكون لهم لغتا أم، يحصل ذلك عندما يكون الوالدان من جنسيتين مختلفتين ويتحدثان لغتين مختلفتين، ففي هذه الحالة يتعلم الطفل اللغتين معاً نتيجة استعمال والداه لغتيهما للتخاطب، بالتالي يكون التنوع الثقافي سائد في البيت نفسه؛ الأمر الذي يعطي هذا الطفل ميزة على أقرانه بإتقانه لغة قد يجد أقرانه صعوبة في تعلمها.
التنوع اللغوي
يتعرض التنوع اللغوي بشكل متزايد للتهديد مع ازدياد اندثار اللغات. و43% من السكان حول العالم لا يحصلون على التعليم بلغة يتحدثونها أو يفهمونها. ولكن هناك تقدّماً ملموساً في إطار التعليم متعدد اللغات القائم على اللغة الأم، وما يقترن به من فهم متزايد لما يمثله من أهمية، ولا سيما في المراحل المبكرة من التعليم ، فضلاً عن تزايد الالتزام بتطويره في الحياة العامة.
بالمقابل قد يكون التنوع في اللغة موجود في البلد نفسه، بمعنى أن هناك لغة رسمية وهناك لغات خاصة بالأقليات، هنا قد يعاني أطفال الأقليات صعوبة في تعلم لغة البلاد الرسمية المختلفة عن اللغة التي نشأ وتربى عليها، لذا يصبح على الأهل مسؤولية تعليم أطفالهم لغة بلادهم الأصلية إلى جانب لغتهم في بلد المهجر.
اللغات أساس المجتمعات
فإنّ اللغات تشكّل أساس وجود المجتمعات متعددة اللغات والثقافات، فهي الوسيلة التي تتيح صون ونشر الثقافات والمعارف التقليدية على نحو مستدام.
وقد اختار اليونيسكو موضوعَ هذه السنة 2020، بعنوان «بلغات بلا حدود»، فيمكن للغات المحلية والعابرة للحدود تعزيز الحوار السلمي والمساعدة في صون تراث الشعوب الأصلية. فعلى سبيل المثال، يتشارك الناطقون بالسواحيلية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، والناطقون بالكيتشوا في أميركا الجنوبية، الثقافة نفسها مع المجتمعات المحلية التي تعيش في البلدان المجاورة.
دور اليونيسكو في دعم اللغة الام
تضطلع اليونيسكو بالعمل الخاص بالترويج وزيادة الوعي من خلال الاحتفال السنوي باليوم الدولي للغة الأم في 21 شباط- فبراير. كما تعد دراسات وتقارير لتعزيز الاعتراف بالتعليم المتعدد اللغات المستند إلى اللغة الأم، ولا سيما في السنوات الأولى من التعليم، وذلك مع مراعاة الهدف العام لدعم تحقيق الهدف 4 للتنمية المستدامة الخاص بالتعليم، فضلاً عن المقصد 4. 6 بصورة خاصة.
وفي نهاية المطاف، تولي اليونيسكو اهتماماً خاصاً لتعزيز التعليم المتعدد اللغات، دعماً للشعوب الأصلية. كما تشارك وتسهم في المنتدى العالمي الدائم المعني بقضايا الشعوب الأصلية، والمفوضية السامية لحقوق الانسان ، فضلاً عن برنامج الزمالات الدراسية للشعوب الأصلية المشترك لليونيسكو. وتوفر اليونيسكو بيانات الإحاطة التي تركز على دور التعليم بلغة الأم وتنمية الشعوب الأصلية إلى الزملاء الأصليين، وتنظم دورات تدريبية لهؤلاء الزملاء.
مصدر الصورة:( ستوري بلوكس)