منذ أسبوعين، تتجه وتيرة الإصابات الجديدة وحالات الاستشفاء إلى التراجع في الولايات المتحدة، على الرغم من أن العدد الإجمالي للإصابات اليومية لا يزال أعلى بكثير مما سجل خلال الصيف.
وبحسب الخبراء، فإن السبب خلف هذا التحسن يرجع إلى احترام قواعد الوقاية كوضع الكمامة والتباعد الاجتماعي مع انقضاء مواسم الأعياد التي تزداد خلالها التجمعات.
كذلك، وعلى الأقل في عدد من ولايات البلاد، أصاب الفيروس بالفعل جزءاً كبيراً من السكان. لكن الوضع يبقى حساساً وقد يؤدي رفع سريع للقيود إلى اختلال في التوازن الحالي ويسبب موجةً جديدة
من الإصابات بالوباء الذي أودى بحياة 430 ألف شخص حتى الآن في الولايات المتحدة، كما يخشى الخبراء.
انتهاء ذروة ما بعد العطلات
بعد فترة هدوء خلال الصيف، ارتفع معدل الإصابات بشدة من جديد في الولايات المتحدة خلال الخريف عندما بدأ الناس بالتجمع في أماكن مغلقة مع اشتداد البرد وتساهلوا في اتباع الإجراءات
الوقائية.
ثم جاءت فترة الأعياد، من عيد الشكر والميلاد ورأس السنة، التي شهدت تجمعات بين العائلات والأصدقاء، متسببةً بموجة إصابات جديدة.
ومنتصف كانون الثاني/يناير، سجلت الولايات المتحدة ما معدله أكثر من 250 ألف إصابة و130 ألف حالة استشفاء في اليوم، بحسب بيانات مشروع “كوفيد تراكينغ بروجكت” الخاص بتتبع الجائحة.
وتسجل البلاد حالياً أكثر من 3 آلاف وفاة في اليوم، بسبب التأخير في الإدخال إلى المستشفيات، لكن منحنيات الوباء تتجه إلى الانخفاض.
ويشرح آميش أدالجا من مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي لفرانس برس أن “فترة السفر التي استغلها الفيروس انتهت تقريباً”.
مناعة قيد التكون في الولايات المتحدة
سجلت الولايات المتحدة حتى الساعة 25 مليون إصابة مؤكدة بكوفيد-19، وهو عدد لا يعكس الواقع تماماً، حيث يعتقد أن عدد الإصابات الحقيقي يتراوح بين 100 إلى 125 مليوناً، بحسب جاي باتاشاريا
أستاذ الطب في ستانفورد.
وأصبح مؤكداً أن الأشخاص الذين يصابون بالفيروس يحصلون على مستوى مناعة قوي لبعض الوقت. ويتمتع نحو 21 مليون شخص أيضاً بمناعة جزئية حالياً بعد تلقيهم على الأقل جرعة من اللقاح.
وبالإجمال، يمثل ذلك نحو 40% من السكان البالغ عددهم 330 مليوناً، لكن هذه النسبة بعيدة عن نسبة 85% الضرورية لتحقيق مناعة جماعية فعلية.
وربما أسهمت حملة التلقيح في دور رعاية المسنين بتراجع في حالات الاستشفاء والوفيات، وفق أدالجا.
وتقترب بعض الولايات ذات أعداد السكان الأقل، من تحقيق المناعة الجماعية. وقدّر الخبير الوبائي من جامعة كولومبيا جيفري شامان في دراسة بأن “50 إلى 70% من سكان داكوتا الشمالية باتوا
يتمتعون بمناعة”.
ويوضح أنه مع ارتفاع المناعة بين السكان والتقيّد الحالي بالتدابير الصحية، يتجه الوباء “إلى احتواء نفسه بنفسه حالياً”.
ويخشى شامان من تراجع الحذر في الربيع، حينما سيستأنف السكان تحركهم ما قد يؤدي إلى كسر هذا التوازن الهش.
وتثير طفرات جديدة من الفيروس المخاوف أيضاً، كالتي اكتشفت في بريطانيا والبرازيل وجنوب إفريقيا وتنتقل بسرعة أكبر، ما قد يؤدي إلى ارتفاع باتجاه العتبة الضرورية لتحقيق مناعة جماعية، وأيضاً
إلى زيادة خطر الإصابة من جديد بشكل أخطر من أشكال المرض كما الحال مع المتحور الجنوب إفريقي.