انقلاب في قواعد الحرب
تواجه روسيا سلسلة من الانتكاسات العسكرية منذ بداية أيلول/سبتمبر إذ أُجبرت قواتها على التراجع في شمال شرق البلاد وجنوبها ولا سيما في منطقة خيرسون المتاخمة لشبه جزيرة القرم والتي أعلن بوتين ضمها.
قامت موسكو ببناء جسر كيرتش لربط شبه جزيرة القرم التي تم ضمها حديثًا إلى منطقة كراسنودار كراي الروسية في شمال القوقاز.
ويمثل الجسر مصدرا رئيسيا للإمدادات للقوات الروسية في منطقة خيرسون المحتلة بأوكرانيا.
ضمت موسكو بشكل غير قانوني المناطق الجنوبية من خيرسون وزابوريزهزهيا في نهاية سبتمبر ، والتي تهدف من خلالها إلى ربط شبه جزيرة القرم بمنطقتي دونيتسك ولوهانسك ، حيث شن الانفصاليون الموالون لروسيا تمردا ضد كييف منذ عام 2014.
وهذا الجسر ضروري لنقل الأشخاص والبضائع إلى شبه الجزيرة وكذلك إلى القوات المنتشرة في أوكرانيا.
معبر كيرتش عبارة عن زوجين من الجسور البرية وسكك حديدية بنتها روسيا بعد أن ضمت شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في عام 2014.
ويربط جسر مضيق كيرتش بين شبه جزيرة القرم ومقاطعة كراسنودار كراي الروسيتين.
وهو عبارة عن زوج من الجسور متوازية (واحد لحركة مرور المركبات، وواحد للسكك الحديدية).
كما يستخدم الجسر الذي شيّد بكلفة باهظة بأوامر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لنقل تجهيزات عسكرية للقوات الروسية التي تقاتل في أوكرانيا.
وفي يناير عام 2015 أُبرم عقد بمليارات الدولارات لبناء الجسر.
وفي مايو 2015 بدأ في بناء الجسر، وتم افتتاحه في 15 مايو 2018.
وكان من المنتظر الانتهاء من وصلة السكك الحديدية في أوائل عام 2019.
مشاهد من #جسر_كيرتش تظهر الدمار الذي لحق به#جسر_القرم#أخبار_الآنhttps://t.co/9YNRpZ4gF5 pic.twitter.com/bb68dLr0DL
— Akhbar Al Aan أخبار الآن (@akhbar) October 8, 2022
وتم افتتاح حركة الشاحنات على جسر القرم بتاريخ 1 أكتوبر عام 2018، أي قبل الوقت المحدد لافتتاح الجسر.
وقد بدأ التفكير بالجسر منذ عام 1903 على الأقل، وبدأ التخطيط الفعلي له عام 2014 بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم.
في يناير 2015، مُنحَ عقد إنشاء الجسر الذي بلغت قيمته عدة مليارات من الدولارات لشركة سترويجازمنتز (Stroygazmontazh) المملوكة لأركادي روتنبرج.
وتؤكد روسيا أن الجسر آمن على الرغم من القتال في أوكرانيا لكنها هددت في الماضي كييف بالانتقام إذا هاجمت القوات الأوكرانية هذه البنية التحتية أو غيرها في شبه جزيرة القرم.
ووقعت انفجارات عدة في الأشهر الأخيرة في منشآت عسكرية روسية في شبه الجزيرة نتيجة عمليات أوكرانية على الأرجح، كما حدث عندما دمرت قاعدة دجانكوي العسكرية في آب/أغسطس بسبب انفجار مستودع للذخيرة مما تسبب برحيل السياح من المنطقة.
وبدأ تشييد الجسر في فبراير 2016، وافتتح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جسر الطريق في 15 مايو 2018، وفتح أمام السيارات في 16 مايو، وللشاحنات في 1 أكتوبر.
وافتتح جسر السكة في 23 ديسمبر 2019، وتم افتتاح أول قطار ركاب عبر الجسر في 25 ديسمبر 2019.
وأطلق على الجسر اسم «جسر القرم» بعد التصويت عليه على الإنترنت في ديسمبر 2017، في حين كان «جسر كيرتش» و«جسر إعادة التوحيد» ثاني وثالث الأسماء المقترحة من حيث أعلى نسبة تصويت.
يذكر أن لجنة مكافحة الإرهاب كانت قد أفادت في بيان لها أنه: «في الساعة 06:07 صباح اليوم وقع تفجير بشاحنة في الجزء الخاص بمرور السيارات من جسر القرم، مما تسبب في اشتعال سبعة صهاريج وقود في قطار متجه نحو شبه جزيرة القرم».
وأضاف البيان أن انهياراً جزئياً حدث في قسمين من طريق السيارات، دون أن يتضرر قوس الملاحة البحرية في هذا الموقع من الجسر.
وأشار البيان إلى أنه يجري في مكان الحادث اتخاذ الإجراءات لتحديد ملابسات الانفجار وإزالة آثاره.
السلطات الروسية تخفي الضربات الموجعة والمتتالية
لم تذكر السلطات الروسية معلومات كافية عن دجانكوي وحوادث أخرى مماثلة في مستودعات أسلحة في أماكن أخرى في روسيا لكن قريبة من الحدود الأوكرانية.
في دجانكوي، اعترفت موسكو أخيرًا “بتخريب” واعترف الجيش الأوكراني بمسؤوليته بعد أسابيع.
ومنذ أوائل أيلول/سبتمبر، أجبرت القوات الروسية على التراجع في نقاط كثيرة على الجبهة. وقد اضطرت خصوصا للانسحاب من منطقة خاركيف (شمال شرق) والتراجع إلى منطقة خيرسون.
في مواجهة هذه النكسات أمام الجيش الأوكراني المتحمس والذي عززته إمدادات الأسلحة الغربية، أصدر الرئيس بوتين في نهاية أيلول/سبتمبر مرسوماً بتعبئة مئات الآلاف من جنود الاحتياط أي من المدنيين، لعكس هذا الاتجاه.
كما أصدر مرسوماً بضم أربع مناطق أوكرانية على الرغم من أن موسكو تسيطر عليها جزئياً فقط.
وأعلنت أوكرانيا استعادتها آلاف الكيلومترات المربعة منذ بداية أيلول/سبتمبر وشن هجومها المضاد في عدة نقاط على الجبهة.