الخردة والأدوات القديمة إلى قطع فنية
في منطقة المغراقة جنوبي مدينة غزة، يحوِل الفنان الفلسطيني عساف الخرطي قطع الخردة المعدنية والأدوات التي لم تعد صالحة للاستخدام، مثل القطّاعات والمفكات المستهلكة، إلى أعمال فنية.
يبحث الخرطي في ساحات الخردة عن المعادن والأدوات المتروكة التي يمكنه استخدامها في أعماله الفنية. ومن بين إبداعاته حقيبة من الخردة المعدنية ومنحوتة لشخص وحقيبة أطفال مدرسية.
وقال الفنان عساف الخرطي “هاي الخردة أو القطع الحديد الغير صالحة للاستعمال، المتروكة في كل مكان، أو استغني عنها المجتمع في سبيل إن هي أصبحت غير صالحة للاستعمال، فهاي الشغلة حبيت انه أنا أعمل منها مجسمات تخدم القضايا المجتمعية أو إن أنا أركز على مشاكل قطاع غزة بحد ذاته”.
ويوضح الخرطي أن أعماله الفنية تمثل الحياة اليومية للشباب الفلسطيني الذين يعيشون داخل غزة و”معاناة” أولئك الذين هاجروا.
وقال لتلفزيون رويترز “كل قطعة حديدية لها دلالة معينة، إذا كان في العدد اللي أنا بستخدمها، بحب إنها تكون موجودة في كل عمل، اللي زي الزرادية أو القطاعة أو المفاتيح أو المفكات، يعني هاي القطع بتخلي قُرب بين المشاهد وبين العمل، بيصبح العمل مألوف له، في هذه الحقيبة استهدفت يعني القطع الحديدية والخردة في أني أعمل حقيبة سفر بوصل من خلالها أو بسلط الضوء على قضية الشباب اللي هاجرت من قطاع غزة، إيش حملت من معاناة، إيش حملت هموم”.
وقال موسي البلعاوي، العامل في ورشة حديد، “بالنسبة لنا هذه حاجات خردة، حديد، بس الحاجات الخردة الحديد هاي بنعملها علي أرض الواقع علي اللي بيصير في الدنيا، مثل شنطة بنفصلها من حديد بتحكي عن الهجرة، ومثل شنطة مدارس بتحكي عن طلاب المدرسة وتعبهم”.
وتقدر نسبة البطالة في قطاع غزة بنحو 50 بالمئة. وتقدر إحصاءات دولية وفلسطينية نسبة الفقر بنحو 53 بالمئة، في حين يعتمد 80 في المئة من السكان على مساعدات الإغاثة الدولية.
وقال الخرطي “آخر موضوع يعني كنت بناقشه، كانت بتحكي على الشباب اللي إيش كانوا بعانوا في ظل حصار دام 15 عاما على قطاع غزة، حبيت إني أنا أستهدف فئة الشباب وأربط بين فكرة العمل الفني اللي أنا بشتغله، اللي هو إعادة التدوير، وبين انه الشاب أصبح محتاج إعادة تدوير لأحلامه وآماله حتي يقدر إنه يخلق فرص جديدة لحتي إنه يقدر يعيش ويتعايش داخل قطاع غزة”.
ويعيش زهاء 2.3 مليون نسمة في قطاع غزة الساحلي الضيق، غير قادرين إلى حد كبير على المغادرة للبحث عن عمل في الخارج وتحت ضغط 15 عاما من الحصار الذي تفرضه إسرائيل التي خاضت أربع حروب مع حركة حماس وجماعات مسلحة أخرى منذ عام 2008. كما تحد القطاع مصر التي تفرض قيودا خاصة بها على المعابر.