27 يوليو ، بلال نبيل ، أ. ف. ب.
أطلقت «جوجل» جهاز ChromeCast، ليعمل كوسيط لبث محتوى الهواتف الذكية أو الحواسب اللوحية أو المحمولة على أجهزة التليفزيون، الذي يعمل على نظام تشغيل «كروم»، ويدعم العمل مع منافذ HDMI المتوافرة في أجهزة التليفزيون الحديثة، التي تدعم العرض بدقة HD، كما يتصل الجهاز بالإنترنت لاسلكيًا.
ويستطيع الجهاز عرض فيديوهات من «يوتيوب»، وعدد من الخدمات الأخرى على الشاشات المنزلية، وتعرض جوجل الجهاز الجديد بسعر زهيد يبلغ الخمس والثلاثين دولارا.
وفي المقابل، يملك أصحاب الأجهزة العاملة بنظام أندرويد ميزة إضافية عند استخدام الجهاز مع أجهزة التلفاز الخاصة بهم، حيث يتحول الجهاز الذكي إلى جهاز تحكم (Remote Control) لأجهزة التلفاز لأداء بعض الوظائف مثل التحكم في الصوت.
وأتاحت جوجل الجهاز ChromeCast للطلب مقابل 35 دولارا أمريكيا في الولايات المتحدة الأمريكية مع اشتراك مجاني لمدة ثلاثة شهور في خدمة NETFLIX لعرض الأفلام عبر الإنترنت.
وسيتوافر الجهاز سواء عبر متجر «جوجل بلاي» أو متجري BestBuy وAmazon في الولايات المتحدة الأمريكية، ولم توضح الشركة موعد توفير الجهاز لبقية الدول حول العالم.
ما كشفت عنه قوقل في مؤتمرها الأخير كان سلاح فتاك لم يسمع به أحد من قبل حتى ولا أي تسريب !، تماماً كجهاز نيكسوس كيو الذي كشفت عنه العام الماضي وكان مفاجأة المؤتمر بتصميمه الغريب كالكرة. هذا السلاح اسمه chromecast وهو جهاز صغير في الحجم و رخيص جداً في السعر لكنه الجسر الذي لطالما كانت قوقل تبحث عنه.
وظيفة الجهاز بسيطة للغاية وهذا سر نجاحها المتوقع، فهو جهاز بحجم الذاكرة الفلاشية أي بطول أصبع يتم وصله بأي جهاز تلفاز فيه مأخذ HDMI، وبواسطة هذا الجهاز يمكنك نقل أي فيديو أو موسيقا تتابعها على أي جهاز آخر سواء كان هاتف ذكي أو حاسب لوحي أو لابتوب لتعرضها على الشاشة الكبيرة وبنقرة واحدة فقط. الأمر كله يتم سحابياً حيث من خلال تطبيق يوتيوب أو متصفح كروم عن طريق إضافة خاصة ستظهر لك أيقونة صغيرة على أي مقطع فيديو وبالضغط عليها يتم عرض المحتوى على التلفاز.
والآن قد تقول لنفسك، ما الذي تريده قوقل من هذا الجهاز؟ حتى لو كانت قوقل تبيعه بخسارة أو بسعر التكلفة فهو الأداة التي سيوصلها لإحتلال الشاشة الرابعة، والدخول إلى غرف المعيشة حيث لاتزال تسيطر القنوات الفضائية.
لطالما كانت لدى قوقل خطط طموحة لدخول قطاع التلفاز والبث لكن عن طريق الإنترنت وهو ما تبرع فيه، أي بدلاً من إطلاق أقمار اصطناعية و أجهزة ريسيفر، يتم الأمر كله عبر الإنترنت من خلال وصل التلفاز بالشبكة. لكن العقبة الكبرى هنا أن قنوات التلفاز الكبرى و شركات البث الفضائي لا تود لغوغل أن تأخذ من حصتها.
نذكر هنا أمازون وجهازها اللوحي كيندل فاير الذي تبيعه بسعر التكلفة، فالجهاز بمثابة الجسر للربط بين المستخدمين والمحتوى، وهنا وفرت أمازون أجهزة لوحية رخيصة وجيدة للناس لتدخل وتشتري أو تستأجر محتوى من موقعها. قوقل ستفعل شيء مشابه، حيث أنها ستعتمد على بيع المحتوى من ناحية كالفيديو والموسيقى لعرضه على الشاشة الكبيرة، لكن الأهمية والثقل الأهم سيكون ليوتيوب هذا الموقع الأكبر كمنصة فيديو والذي بالكاد منذ سنوات قليلة أصبح يغطي تكاليفه ومربحاً.
chromecast2 قوقل تدخل عالم التلفاز بـ 35 دولار فقط
لما يستخدم أي شخص يوتيوب عبر كمبيوتر يمكنه تخطي الإعلانات بعدة طرق وهو الكابوس لقوقل، لكن ماذا لو جعلت الإعلانات تعرض على شاشات تلفاز المستخدمين، تماماً كالإعلانات التقليدية في القنوات الفضائية، لكن هنا لديك إمكانية الإستهداف والدفع على العرض ومعرفة جمهورك وهذه مزايا لاتوفرها لك القنوات الفضائية.. هنا ستكون البيضة الذهبية التي تنوي قوقل حصدها.
وبالعودة للبساطة فإن شركة قوقل يؤخذ عليها بأنها تقدم خدماتها بطريقة موجهة للمهتمين بالتكنولوجيا بشكل عام، وهذا ما أبدعت فيه آبل حيث تقدم التكنولوجيا المعقدة بطريقة مبسطة يفهمها أي شخص، ومع جهاز chromecast أخيراً حققت قوقل هذا الهدف، حيث لا يطلب من المستخدم سوى نقرة واحدة فقط، فلا يطلب منك أي كابلات وتوصيلات لأن كل ذلك يتم لاسلكياً، ولا يطلب منك أي تعريفات أو تسجيل حسابات أو شراء معدات معقدة وغالية. قوقل تريد أن تقول لك ببساطة، طالما تتمكن من مشاهدة الفيديو على كمبيوترك، حاسبك اللوحي، هاتفك، يمكنك ببساطة مشاهدته على الشاشة الكبيرة.
لكن كيف سيؤثر chromecast على معركة آبل مع قوقل، فإن جهاز تلفاز آبل مع خاصية Airplay يعمل أيضاً على البث من الويب لكن مشكلته أنه يعمل فقط مع منتجات آبل ومشكلته الأخرى أنه محصور عبر برنامج الآيتونز، وهنا نقطة تميزت بها قوقل حيث أن جهازها يعمل مع ويندوز و ماك و آيفون و آيباد و أندرويد وقريباً ستدعم ويندوز فون فقط من خلال متصفح كروم أو تطبيق يوتيوب الرسمي. ومع أن آبل باعت أكثر من 12 مليون جهاز تلفاز وتسيطر تقريباً على 56% من الحصة السوقية للبث عبر السحاب، لكن جهاز قوقل يأتي ليأكل حصة كبيرة تهدد حصة آبل. حيث أن مستخدمي تلفاز آبل من غير المتوقع أن يتحولوا إلى استخدام chromecast فقط لأن سعره رخيص جداً طالما قد اشتروا التلفاز، لكن ماذا عن مئات الملايين الذين لا يملكون جهاز آبل و تلفاز آبل؟ هنا مربط الفرس لقوقل.
قوقل تقدم في هذا المنتج ما سيغير اللعبة، جعلته مفتوح وتوفرت حزمة للمطورين لجعل أي تلفاز عادي يصبح تلفاز ذكي، وهو بدوره ما قد يؤثر على صناعة التلفاز الذكي التي بدأت بالإزدهار.
أخيراً وجدت قوقل طريقها الصحيح بالإستفادة من خطأ نكسوس كيو، والشاشة الرابعة وهي التلفاز ستصبح قوقل جزء مسيطر عليها بفضل يوتيوب و chromecast بعدما سيطرت على شاشات الهاتف الذكي و الحاسب اللوحي والحاسب المكتبي عبر خدماتها المتنوعة ومتصفح كروم.